تواصل الجزائر تعزيز استراتيجيتها لتنويع مصادر الطاقة مع التركيز الكبير على الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وتطوير النفط والغاز التقليدي. وقد حددت الحكومة قطاع الطاقة كمحرك استراتيجي للنمو الاجتماعي والاقتصادي، وطبّقت سلسلة من السياسات والآليات، مثل إنشاء وزارة جديدة للانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، وخريطة طريق وطنية شاملة، لجذب الاستثمار الأجنبي وتنويع مزيج الطاقة.
زيادة الطاقة المتجددة
من خلال برنامجها الوطني لتطوير الطاقات المتجددة، تهدف الجزائر إلى تحقيق حصة 30٪ من الطاقة المتجددة، بما يعادل 15,000 ميغاواط، بحلول عام 2035. وهي تسعى للاستفادة من إمكانياتها الهائلة في الطاقة الشمسية، مع خطط لإضافة 22 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، تشمل مزيجًا من الطاقة الشمسية الكهروضوئية (13.5 جيجاواط)، وطاقة الرياح (5 جيجاواط)، والطاقة الشمسية المركزة (2 جيجاواط)، والكتلة الحيوية (1 جيجاواط).
في سبتمبر 2024، بدأ ائتلاف يضم شركتين صينيتين ببناء خمسة مشاريع طاقة شمسية بقدرة إجمالية 780 ميغاواط. تشمل هذه المشاريع محطة بقدرة 220 ميغاواط في باتنة، ومحطة بقدرة 200 ميغاواط في قصر سيدي سعيد، ومحطة أخرى بقدرة 200 ميغاواط في دوار الما، ومحطتين بقدرة 80 ميغاواط في عبادة وأولاد جلال. لدعم هذه المشاريع، تم استخدام وحدات شمسية متقدمة من نوع TOPCon.
وفي مارس 2024، بدأت شركة تركية بناء محطة حاسي دلاع للطاقة الشمسية في الأغواط. من المتوقع أن تدخل الخدمة بحلول أواخر عام 2025 أو أوائل 2026، بقدرة 362 ميغاواط. في نفس الشهر، بدأت شركة إنشاءات صينية ببناء محطة طاقة شمسية بقدرة 300 ميغاواط في ورقلة، ومحطة أخرى بقدرة 200 ميغاواط في عين صالح. كما بدأت شركة “كوسيدار” العمل على ثلاث محطات طاقة شمسية أخرى بقدرات تتراوح بين 150 و250 ميغاواط، في ورقلة وتوقرت وبشار.
مستقبل الهيدروجين الأخضر
واحدة من أكثر عناصر استراتيجية الجزائر طموحًا هي خطتها لتصبح مركزًا عالميًا لتطوير الهيدروجين. مع هدف تلبية 10٪ من طلب أوروبا على الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2040، تعمل الجزائر على تطوير ممر جنوب H2، وهو خط أنابيب هيدروجين بطول 3,300 كيلومتر يربط شمال إفريقيا بإيطاليا وألمانيا والنمسا.
مذكرة التفاهم التي وقعتها سوناطراك وسونلغاز مع شركاء أوروبيين، بما في ذلك VNG وSnam وSeacorridor وVerbund، تؤكد التزام الجزائر بتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة منخفضة الكربون، مع تعزيز الروابط مع أوروبا ودعم الاقتصاد المستقبلي للهيدروجين.
إنعاش إنتاج النفط والغاز
إلى جانب دفع الجزائر نحو الطاقة المتجددة، تهدف إلى استكشاف إمكانيات النفط والغاز في ستة مواقع رئيسية، بما في ذلك مزيد، أهنات ورقان. أطلقت الجزائر مؤخرًا جولة عروض لعام 2024 تحت إشراف الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، مما يدل على استمرارها في تطوير قطاع الطاقة التقليدي. تخصص الحكومة الجزائرية استثمارات بقيمة 50 مليار دولار لمشاريع النفط والغاز بحلول عام 2027، مع تخصيص 71٪ منها للاستكشاف والإنتاج، و18٪ للمشاريع البتروكيماوية، و5٪ لتسييل الغاز.
تعمل شركات طاقة دولية مثل إكسون موبيل وشيفرون على تعزيز أنشطتها في الجزائر، مستهدفة استكشاف موارد جديدة في أحنات، قورارة وبيركين. بينما تقود “توتال إنرجيز” تطوير موارد الغاز في منطقة تيميمون، وتعمل إيني وإكوينور على تنشيط حقول الغاز في عين صالح وعين أمناس، مما يعزز مكانة الجزائر كمورد أساسي للغاز للأسواق العالمية.
مترجم من الإنجليزية من: https://energycapitalpower.com/algerias-strategic-energy-vision-a-roadmap-for-modernization-and-diversification/