الجزائرييون يشدّون على ايادي اخوانهم الفلسطينيين بغزة و يحثوهم على الصبر ثم الصبر و لا شيء سوى الصبر… فسوف يأتي الفرج لا محالة؛ و الدليل هو ما عاناه الشعب الجزائري طيلة 132 عاما من الاحتلال و القهر الأعمى . فكان الأمر كالتالي:
بعد الاعوام الأولى للغزو الفرنسي للجزائر التي كانت حافلة بالمجازر و التقتيل و هذا بغية ترهيب الاهالي الآمنين و طردهم من ديارهم و اراضيهم؛ أظهر المحتل الفرنسي وحشية منقطعة النضير، حيث قتّل كل شاب فاق عمره 15عاما و ترك الباقي لخدمنه… الا أن الشعب الجزائري، و لأنه أمة ذات جذور و تاريخ، راح يتنظم لمجابهة الغازين.
فانفجرت المقاومات في كل ارجاء الوطن الشاسع :
- مقاومة منظمة ( 1830 – 1847) وتزعمها الأمير عبد القادر في الغرب الجزائري. وأحمد باي في الشرق الجزائري (1836 – 1837)
-
مقاومة غير منظمة (1847 – 1919) وتشمل ما يلي:
-
ثورة بومعزة (1844- 1847)
-
ثورة سكان واحة الزعاطشة والشيخ بوزيان (1849)
-
ثورة الشيخ بوعود ومولاي ابراهيم (1845 – 1853)
-
ثورة بوبغلة (1851 – 1855)
-
ثورة الحاج عمر وفاطمة أنسومر (1843 – 1854)
-
ثور الصادق بالحضنة وبسكرة (1858 – 1859)
-
ثورة بوخنتاش في المسيلة (1860)
-
ثورة الزواغة وفرجيوة بالبابور (1849 – 1864)
-
أحداث قبائل بني سناس بالحدود الغربية (1859)
-
ثورة الشريف محمد بن عبد الله (1842- 1895)
-
ثورة أولاد سيد الشيخ (1864 – 1873)
-
ثورة بن ناصر بن شهرة (1851 – 1871)
-
ثورة الشريف بشوشة (1869 – 1874)
-
ثورة المقراني والشيخ الحداد (1871 – 1872)
-
ثورة بني مناصر في شرشال ومليانة (1871)
-
ثورة الأوراس (1879)
-
ثورة الشيخ بوعمامة (1881 – 1883)
دون أن ننسى مقاومة اقصى الجنوب التي قادها قبائل الطوارق الجزائرية و أبلوا فيها البلاء الحسن حيث امتدت حوالي 50 عاما من 1881 الى 1923
قاوم الطوارق الاستعمار الفرنسي بقيادة الشيخ آمود أغ المختار في الصحراء الجزائرية منذ دخوله إياها، وكان أول احتكاك للطوارق مع الاستعمار الفرنسي سنة 1881 م بجملة من معارك أهمها معركة بـ «بئر الغرامة» التي قتل فيها الكوماندان الفرنسي «فلاترس» ، وقد أثر مقتله على نفوس القادة الفرنسيين الذين لم يعودوا للمنطقة إلا سنة 1889 م، وقد نشبت بعد ذلك معارك بين الطوارق والاستعمار الفرنسي، من أهمها: معركة إليزي سنة 1904، ومعركة جانت سنة 1909 م. وبعد احتلال الفرنسيين لتمنراست سنة 1911، جرت معارك أخرى بين الاستعمار الفرنسي والطوارق، منها: معركة إيسين سنة 1913، ومعارك أخرى في عين صالح وتمنراست وعين إيمجن سنة 1916، واستمرت مقاومة الطوارق في الصحراء الجزائرية إلى غاية 1923، وأمام الزحف الـمتواصل للجيش الفرنسي الـمدجج بالأسلحة الحديثة، والإمدادات الكبيرة أجبر المجاهدون الطوارق بقيادة الشيخ آمود أغ المختار على مغادرة الـمنطقة إلى منطقة فزان بليبيا في 1923، ليستقروا بها إلى جانب المجاهدين الليبيين، إلى أن توفي قائد المقاومة الطارقية الشيخ آمود أغ المختار سنة 1928.
و لم تنطفئ المقاومات و الثورات سوى ل 19 سنة ، ارادت فيها نخب الجزائر ممارسة السياسة علّها تفتك شيئا من حقوقها المغصوبة لكن سرعان ما تبخرت الآمال و عاد العمل المسلح ليشعل الجبهات من جديد عام 1947 مع المنظمة السرية و بعدها الثورة التحريرية في نوفمبر 1954… الثورة الملحمة التي سطرها مجاهدوا الجزائر بدمائهم الزكية و من خلفهم أمتهم الأبية بدماء بريئة مباركة، و ليأتي الفرج أخيرا بعد 132 سنة من الاستعمار عاش فيه شعبنا كل انواع الاضطهاد من تشريد و نفي و تقتيل و تجهيل و تفقير لا انساني… و كل هذا لاجل استعادة الوطن و السيادة…
فصبرا جميل اهلنا في غزة، فالفرج آت لا محالة ؛ فانتم تحاربون قتلة الانبياء، فإن ظهروا عليكم فالشهادة على ايديهم رفعة و إن تمكنتم منهم (وهو الوعد الصادق لربنا جلّ و علا) فطوبا لمن انتقم لأطهر خلق الله، انبيائه الكرام عليهم السلام.
https://twitter.com/i/status/1742989980278931629