يونس بن عمار
“لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم…” هذا البيت الشعري، ينطبق تماما على نظام المخزن المغربي المتصهين.
وهو الذي أقام الدنيا ولم يقعدها عندما التقى دي ميستورا بوزير خارجية جنوب إفريقيا، ودس رأسه في التراب عندما التقى سيرغي لافروف..
وها هو وزير خارجية المخزن، ناصر بوريطة، يلتقي اليوم الخميس، بالرباط، ويجري مباحثات مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا.
وقالت الخارجية المخزنية، أن هذه الزيارة تندرج في إطار “جولة إقليمية لدى الأطراف الواردة في قرار مجلس الأمن 2703 “.
ولايزال المخزن يتوهم ويطلق أوهاما لاعلاقة لها بواقع الميدان، مجددا خزعبلاته وأكاذيبه على الشعب المغربي المغلوب على أمر،
وهو يتحدث عن “إعادة إطلاق العملية السياسية للموائد المستديرة بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو”، في محاولة منه لإقحام دول وأطراف ليس لها أي علاقة بالقضية،
في حين أن المعنيين بالأمر هما المملكة المغربية وجبهة البوليساريو باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي.
كما أن خارجية المخزن وهي تبحث عن الجلوس إلى طاولة فيها جبهة البوليساريو، تؤكد على أن هذه الجبهة هي المخولة بالحديث والتفاوض عن الشعب الصحراوي.
وبهذا يتأكد تخبط المخزن المغربي المتصهين، أمام قضية الصحراء الغربية، التي لم يتم طي ملفها، وإلا لما كان ستفان دي ميستورا ضيفا على عدة دول،
بما فيها المغرب، للحديث عن إقليم الصحراء الغربية، باعتباره إقليم لم يقرر مصيره، وقضيته ما تزال لدى لجنة ال24 لتصفية الاستعمار،
وما يزال مجلس الأمن يتناول ويتداول هذه القضية، وستكون له جلسة منتصف شهر أبريل الجاري، للاستماع لإقامة سيقدمها دي ميستورا.
وما يزال المغرب يرفض أي حوار وحل سياسي عادل ودائم للقضية الصحراوية، في إطار الاستفتاء، ويعطي الحق لجبهة البوليساريو للدفاع عن أرض الصحراء الغربية وشعب الصحراء الغربية،
ومواصلة الكفاح المسلح، إلى غاية تحرير البلاد والعباد من قبضة الاحتلال المغربي المتصهين, خاصة وأن المغرب ما يزال متمسكا بكون “لا عملية سياسية خارج إطار الموائد المستديرة التي حددتها الأمم المتحدة،
بمشاركة كاملة من الجزائر”؛ متناسيا أن الجزائر ليست طرفا في القضية لا من قريب ولا من بعيد, كما تناسى نظام المخزن أن موريتانيا هي الاخرى، سبق لها وان احتلت جزء من الصحراء الغربية، أو بالأحرى قبل المغرب تقاسم (أرضه) مع موريتانيا،
قبل أن تتمكن جبهة البوليساريو من استرجاع أرض الصحراء الغربية وانتزعت اعترافا من الجمهورية الإسلامية الموريتانية، التي انسحب بشكل نهائي من الأراضي الصحراوية.
هذه هي الحقائق التي يريد أن يخفيها النظام المخزني على الشعب المغربي، محاولا إيهام ضعيفي الذاكرة بكل هذه الحقائق التاريخية،
محاولا الاستقواء بحليفه المستعمر القديم فرنسا، داخل مجلس الأمن، من خلال السعي لفرض وهم “الحكم الذاتي”؛ الوهم الذي لا يجرأ حتى على طرحه في استفتاء شعبي على الشعب الصحراوي.
والأدهى والأمر في بيان خارجية بوريطة ونظام المخزن، هو اعترافه بشكل غير مباشر، بالخسائر المادية والبشرية وحتى الاقتصادية التي يتكدبها جراء حرب التحرير التي تقودها جبهة البوليساريو، بعد انتهاك المخزن لاتفاق وقف إطلاق النار.
بعد أن كان ينكر وجود أي حرب وعدم تعرضه لأي خسائر، ها هو اليوم يعترف أمام ممثل الأمم المتحدة والمبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية وهو يترجى توقيف القتال.
معتبرا أنه “لا عملية سياسية جدية، في وقت ينتهك وقف إطلاق النار يوميا من قبل البوليساريو”، وهو ما يقرأ أيضا أن حديثه عن أي مبادرة سياسية حاليا لا يحمل أي جدية، وهو يؤكد أن المخزن يراوغ ويحاول كسب الوقت لا غير.
ولا يخفى على جبهة البوليساريو ولا على الشعب الصحراوي ولا على أحرار العالم أن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة.. فحرب التحرير تضمنها الجماهير…