يا المنفي أغنية جزائرية قديمة يعود تاريخها إلى العام 1871 كتبها أحد أسرى ثورة المقراني الذين تمّ نفيهم إلى جزيرة كاليدونيا . تروي الأغنية مأساة عدد كبير من المقاومين والأسرى الجزائريين الذين تمّ ترحيلهم بين الأعوام 1864 و 1921. بدأً من المحكمة وصولاً إلى المنفى في جزيرة كاليدونيا، والمعاناة التي يعيشها وهو لا يعرف المصير الذي قد يواجهه.[1]
قامت القوات الفرنسية بترحيل الثوار قسرًا من بلادهم إلى معسكرات العمل في جزيرة كاليدونيا في رحلات ملؤها المشقة ابتدأت من عام 1873 واستمرت حتى القرن الذي يليه، بدأت الرحلات من ميناء الجزائر وسلكت مسارات عدة كمسار رأس الرجاء الصالح ومسار قناة السويس حتى وصلت للجزيرة . الرحلة تحمل في طياتها كافة أشكال المعاناة كالجوع والبرد والاغتراب فمن المنفيين من لاقى حتفه بالطريق وألقي في البحر. وحين وصل الثوار لم تنته المعاناة؛ فقد واجهوا العمل الشاق والتمييز العنصري، و حين انتهى الاستعمار الفرنسي وجد أحفاد الجزائريون أنفسهم يبحثون عن هويتهم التي أفقدهم إياها الاستعمار ويشعرون بالحنين لوطنهم وعائلاتهم.[2]
إشتهرت الأغنية بصوت الفنان الراحل رشيد طه كذلك بأصوات الثلاثي: فوديل، الشاب خالد ورشيد طه، وعرفت شهرة واسعة في مرحلة بعد الاستقلال.
الكلمات باللهجة الجزائرية | المعاني | |
---|---|---|
قولوا لامي ما تبكيش.. يا المنفي ولدك ربي ما يخليهش.. يا المنفيوكي داخل في وسط بيبان.. يا المنفي والسبعة فيها الجدعان.. يا المنفي وقالولي كا شي دخان.. يا المنفي وانا في وسطهم دهشان.. يا المنفي قولوا لامى ما تبكيش.. يا المنفي كى داوني لتريبينال.. يا المنفي قولوا لامي ما تبكيش.. يا المنفي ع الدخلة حفولي الراس.. يا المنفي قولوا لامي ما تبكيش.. يا المنفي يا قلبي وشداك تعيف.. يا المنفي قولوا لامي ما تبكيش.. يا المنفي اصبري يا امي ما تبكيش.. يا المنفي |
قولوا لأمي ألا تبكي إن الله لن يتخلى عن ولدكعندما دخلت وجدت ابواب كثيرة والسباع (الرجال الأقوياء) هم الجدعان وقالوا لي هل لديك سجائر؟ وأنا كنت بينهم مذهولًا ومدهوشًا وعندما أخذوني للمحكمة عندما دخلت المعتقل حلقوا لي رأسي ويا قلبي (يسأل نفسه) ما بك لا تريد أن تأكل قولوا لأمي ألا تبكي اصبري يا أمي ولا تبكي |
Source :
1 comment
يرحل المرء و يترك أثره ورائه، رحّل الإستعمار المقيت الجزائريين قسرا عن ديارهم و نسوا أنه يأتي يوما ما يخلّد فيه عملهم الشنيع في عمل فنّي سوف يجوب العالم بإسره و يحكي مظلومية شعب أبى أن يقهر . آكلي يحياتن أحيى بأغنيته ما أراد الإستعمار دفنه بعيدا بآلاف الأميال عن موقع الجريمة.
شكرا هوب خويا.