مخاطر عالية/مكاسب عالية High stakes / High rewards

الملاحظ هنا أن هذه الزيارة، لو جاءت قبل شهر فقط لكانت ستحمل تبعات سلبية، ضغوط و ربما عقوبات غربية، لكنها جاءت اليوم في وقت جد مناسب، حيث أن الهجوم المضاد الأوكراني المنتظر قد بدأ أخيرا، و يبدو حسب الملاحظات الأولية، أنه بدأ بشكل كارثي على الطرف الأوكراني، فقد تعرض في ظرف أسبوع لأكثر من 4000 إصابة في صفوف الجيش، و كذا إحراق أزيد من 200 آلية ثقيلة، بما فيها دبابات Leopard 2 الألمانية و الناقلات Bradley الأمريكية و نظام IRIS T الألماني، و قد عبرت دوائر صناعة القرار الغربية عن تكهناتها التشاؤمية في ما يتعلق بهذه العملية ، من خلال عدد كبير من المقالات الإخبارية لأذرعها الإعلامية، و تكمن أهمية الوقت، في أن الولايات المتحدة و الغرب عموما، تعلم اليوم أن حظوظ أوكرانيا في تحقيق تقدم ملحوظ أصبحت شبه معدومة، و أن إكتساب أعداء جدد في هذا الوقت، خطوة غير مفيدة، و لهذا فلا فائدة من التعرض للجزائر التي تعتبر اليوم أحد الموزعين الرئيسيين لأوروبا بالطاقة.

من جهة أخرى، فإن حضور مؤتمر saint Petersburg الدولي للإقتصاد، سيكون له وقع إيجابي جدا على الوجدان الروسي، و هو حضور رسمي على أعلى مستوى لأحد أهم الأحداث التي تنظمها روسيا في وقت تضييق سياسي و حصار دبلوماسي، و الأكيد هو أن هذا الموقف الإيجابي سيولد ردود أفعال ايجابية من طرف طبقة رجال الأعمال الروس، و قد أصبح معروفا اليوم مثلا، أن روسيا تخطط لأن تجعل الجزائر واحدة من أهم وجهات السفر السياحي لشعبها في المستقبل القريب.

وفقا لكل ما سبق، سنرى في الأيام القادمة، أن الروس سيروجون للزيارة على انها انتصار دبلوماسي لهم و سيقوم الغرب بتجاهل الزيارة قدر المستطاع، لكن ما بهمنا نحن كجزائريين و ما يستحق فعلا المتابعة هو نوع و عمق الإتفاقيات التي تم إمضائها، و يجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الزيارة لا تحمل إمضاء اتفاقيات في الشق العسكري، أو ربما أنها ستكون مشمولة لكن بشكل غير علني.