في زمنٍ تعصف به الأزمات وتُغذَّى فيه الفتن وتُحاك فيه التدخلات العابرة للقارات، يخرج صوت الجزائر من قلب الصحراء الكبرى، لا كصدى في الفراغ، بل كنداء أصيل متجذّر في تراب التاريخ وشرف الثورة.
نداء جيشنا الوطني الشعبي ليس خطاباً عابراً، بل خارطة طريق لصون إفريقيا، جغرافياً وروحاً، من رياح العبث والتقسيم.
في الوثائقي المؤثّر الذي بثّته وزارة الدفاع الوطني الجزائرية تحت عنوان «الجزائـــر.. إفريقيا.. جسور الأمن والتنمية.. والتضامن العابر للحدود»، تتجلّى بوضوح عقيدة الجزائر الأمنية والتنموية والإنسانية، كما تتجلّى ملامح التزامها الأخلاقي والسيادي نحو شعوب القارة.
فالجزائر، التي كانت ولا تزال تُعرَف بوصفها واحة أمن وسط صحراء مضطربة، لا تنفصل عن محيطها الإفريقي. أمن الساحل، من مالي إلى النيجر، ليس شأناً أجنبياً، بل امتداد طبيعي للأمن القومي الجزائري. ومثلما يمرّ الإرهاب والمخدرات والهجرة غير النظامية من الجنوب، تمرّ أيضاً الأخوة، التجارة، والمصير المشترك.
ولهذا، لم تكن مقاربة الجزائر في الساحل أمنية فقط، بل شاملة تتوزع بين:
– مكافحة الإرهاب عبر التكوين والدعم اللوجستي،
– التكامل الاقتصادي عبر أنبوب الغاز العابر للصحراء وطريق الوحدة،
– والدبلوماسية النشطة المدافعة عن قضايا إفريقيا في المحافل الدولية.
الرسالة الأهم التي يطلقها جيشنا في هذا الشريط الوثائقي أن الجزائر لم ترهن أمنها للغير، ولم تسعَ إلى قيادةٍ استعراضية، بل إلى شراكة حقيقية تقوم على الاحترام والسيادة والتنمية المشتركة.
وهنا، نستحضر بعمق كلمات شهيد نوفمبر التي ترجمتها الجزائر اليوم إلى أفعال:
التحرر لا يكتمل إلا بتحرر إفريقيا كلها، والتنمية لا تُهدى بل تُبنى.
عندما خصصت الجزائر مليار دولار لدعم التنمية في القارة، لم يكن ذلك مجرد إعلان، بل ترجمة لعقيدة دولة لا ترى نفسها «دون إفريقيا».
وعندما فتحت جامعاتها ومعاهدها العسكرية والمدنية لأبناء القارة، فإنها اختارت بناء الإنسان قبل البنية.
هذه هي الجزائر التي نحب، الجزائر التي تحوّلت من رمز مقاومة إلى قوة اقتراح، من ذاكرة دماء إلى جسور أمل.
وفي ختام هذا النداء، نقولها بصدق وافتخار:
جيشنا لا يحرّك سلاحه إلا دفاعاً، ولا يمدّ يده إلا عوناً.
لمتابعة الرسالة كاملة ومشاركة هذه الرؤية مع إخوتنا الأفارقة والعالم، نشجّعكم على متابعة قناة وزارة الدفاع الوطني الجزائرية على يوتيوب عبر هذا الرابط:
تحيا الجزائر، وتحيا إفريقيا حرة موحّدة.
Hope&ChaDia