عادل فداد
echoroukonline.com
كشفت وزارة الزراعة الأمريكية في آخر تقرير لها، عن تغييرات كبيرة في خارطة واردات الجزائر من القمح خلال السنوات القليلة الماضية والمقبلة، وفق ما هو مخطط له من قبل السلطات المعنية باستيراد هذا المادة الأساسية في غذاء الجزائريين.
ووفقا لتقرير نشره المصدر سالف الذكر، بتاريخ 22 مارس 2024، فقد تمكن القمح الروسي من تبوّء مكانة كبيرة في السوق الجزائري، على حساب القمح الأوربي الذي انخفضت صادراته بشكل كبير نحو الجزائر، منذ تغيير الأخيرة لدفتر الشروط الخاص باستيراد هذه المادة، حيث بلغت الواردات الروسية مستوى 2.1 مليون طن متري، خلال الفترة الممتدة 2023/24.
وأكدت وزارة الزراعة الامريكية، عبر ذات التقرير، وبناء على توقعات الرابطة الروسية لمصدري القمح، على إحتمالية ارتفاع واردات الجزائر من القمح الروسي خلال الموسم الحالي 2024/25 إلى مستوى 03 ملايين طن متري، بزيادة قدرها 1.3 مليون طن متري عن الفترة التي قبلها.
ويشكل القمح الصلب، عنصرا رئيسيا في الواردات الجزائرية، رغم انخفاض كمياته، مقارنة بالقمح اللين، الذي يمثل العنصر الرئيس في إنتاج الخبز، الغذاء الأساسي لغالبية الجزائريين، حيث بلغت الواردات خلال 2022/23 مستوى 1.441 مليون طن متري، وبزيادة قدرها 375 ألف طن متري عن الفترة التي قبلها.
وتوقع المصدر الأمريكي، ان ترفع الجزائر من وارداتها من القمح بنوعيه الصلب واللين، خلال 2024/25 ليصل إلى مستوى 08 ملايين طن متري، وهي أكبر كمية مستوردة منذ موسم 2016/17 والتي بلغت 8.4 مليون طن متري، وبزيادة قدرها 0.6 مليون طن متري، عن فترة 2021/22.
وأبرز ذات التقرير، التحسن الملحوظ في الإنتاج الجزائري من القمح خلال الموسم الحالي، حيث من المتوقع أن يبلغ مستوى 03 ملايين طن متري، بعد ان حقق الموسم السابق مستوى 2.7 مليون طن متري، أغلبه قمح صلب، مرجعا – أي ذات المصدر- ذلك إلى غزارة الامطار التي تهاطلت على الجزائر خاصة في الجهة الشرقية من البلاد، مقارنة بالجهة الغربية التي أصابها الجفاف.
وبخصوص إنتاج الشعير، كشف الموقع الأمريكي، عن توقعات ببلوغ الإنتاج المحلي من هذه المادة الموجهة بشكل كبير لأعلاف الأغنام، إلى مستوى 1.4 مليون طن متري، خلال موسم 2024/25، مرجعا ذلك الى تهاطل الامطار في الجهات الشمالية الشرقية والوسطى، من البلاد، والتي تعدّ الموطن الرئيس لزراعة هذه المادة.
وفيما يتعلق بالواردات، فقد تحدّث ذات المصدر، عن استيراد الجزائر لنحو 500 ألف طن متري، خلال السنوات الماضية، قبل أن تنخفض الكمية المستوردة لتصل إلى حدود 162,684 طن متري خلال فترة 2022/23، بسبب استبدال الشعير بالذرى كعلف رئيسي للأغنام.
لقد عملت الجزائر خلال السنوات الثلاثة الأخيرة على تشجيع انتاج الذرى في المناطق الجنوبية، وهذا ما دفعها إلى خفض وارداتها من هذه المادة إلى مستوى 4,069,690 طن متري، خلال 2022/23 مقارنة بـ 2019/20، التي بلغت الكمية المستوردة فيها مستوى 5.1 مليون طن متري، وفق ما نقله المصدر، موضحا بأن ارتفاع أسعار هذه المادة في السوق العالمي وحدوث اختلالات في التوريد من أوكرانيا، عبر منطقة البحر الأسود، دفع الجزائر إلى التوجه أكثر نحو الأرجنتين والبرازيل لاستيراد هذه المادة العلفية.
وفي إطار تطوير الصناعات الزيتية في الجزائر، تحدّث التقرير عن تدشين محطتين لسحق بذور فول الصويا، لصناعة الزيوت، متوقعا ان تصل طاقة التكسير المحلية إلى مستوى 20 ألف طن خلال الثلاث سنوات المقبلة، كاشفا في الوقت ذاته، عن تزايد واردات الجزائر لهذه المادة، منذ عام 2019، لتصل إلى 1.57 مليون طن متري في عام 2022. وقد تقوم الجزائر، وفق ذات المصدر، بتبديل الموردين بسبب القدرة
التنافسية للأسعار.