أُسدل الستار اليوم الخميس، بساحة البريد المركزي في الجزائر الوسطى، على فعاليات أسبوع الطبخ الإيطالي، بحضور سعادة سفير دولة إيطاليا في الجزائر، السيد ألبرتو كوتيلو (Alberto Cutillo). نظّمت السفارة الإيطالية هذا الحدث المميز تحت شعار “صحة وتقاليد”، حيث خُصصت نسخة هذا العام لاكتشاف فنون الطبخ الصقلي، المطبخ الذي يتميز بخصائص مشابهة للمطبخ في منطقة شمال إفريقيا.
تميزت هذه الفعالية بالتنوع والتفاعل، حيث أُتيحت الفرصة للجمهور الجزائري للتعرف على الأطباق الإيطالية الشعبية والتقليدية. وقد شهدت الأيام المخصصة للحدث توزيع أطباق صقلية مختلفة للجمهور الحاضر، مما أضاف جوًا من الحميمية والاحتفاء بالتقاليد المشتركة بين الثقافتين.
الطبخ الصقلي: تاريخ غني وارتباط
تُعرف منطقة صقلية بتأثر مطبخها بتقاليد البحر الأبيض المتوسط، حيث تمتزج النكهات الأوروبية والإفريقية والعربية في أطباقها. ولم يكن اختيار المطبخ الصقلي لهذه النسخة من أسبوع الطبخ الإيطالي مجرد مصادفة، بل إشارة واضحة للتاريخ المشترك بين شمال إفريقيا وجنوب إيطاليا، خاصة مع وجود تأثيرات ثقافية ولغوية متبادلة على مر العصور.
برنامج حافل بالاكتشافات والتذوق
شهد البرنامج مجموعة من الأنشطة التعليمية والذوقية التي نُظمت بين 17 و22 نوفمبر 2024. تضمن البرنامج ورش عمل للطهي وعروض تقديمية تناولت كيفية تحضير الأطباق الإيطالية، مع إبراز الجوانب الصحية لتلك الوصفات. كما لم تُهمل الفعالية الجانب التراثي، حيث عُرضت منتجات زراعية ومكونات طبيعية تُستخدم في المطبخ الصقلي.
رسالة للتقارب الثقافي
من خلال هذه التظاهرة، أكدت السفارة الإيطالية على أهمية تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب، حيث يشكل الطعام جسرًا للارتباط بين المجتمعات. وأشاد السيد كوتيلو بالتفاعل الكبير الذي أبداه الجزائريون مع الفعالية، مؤكدًا أن الطبخ يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتعميق الروابط بين إيطاليا والجزائر.
ختام بنكهة خاصة
اختُتمت الفعالية بجو احتفالي، حيث شارك الحاضرون في تذوق أطباق مثل الكسكسي الصقلي، الباستا الممزوجة بالنكهات البحرية، وحلويات تقليدية تعتمد على الفستق واللوز. كما أتيحت الفرصة لتبادل الآراء حول التشابهات والاختلافات بين المطبخين الجزائري والصقلي.
نحو مستقبل أكثر ارتباطًا
تبرز مثل هذه التظاهرات أهمية الاستفادة من القواسم المشتركة بين الشعوب لتعزيز التفاهم الثقافي. ويظل الطبخ الإيطالي، وخاصة الصقلي، مثالًا حيًا على كيف يمكن للمطبخ أن يجمع بين الأصالة والحداثة، وأن يُلهم الجمهور من مختلف الخلفيات.
.