أعشق كيف اشتغلت الجزائر في صمت

أعشق أن تظهر مدن بأكملها في الجزائر الجديدة.

كما يقول الشريط الذي عرضته أورونيوز في 5 ديسمبر الماضي. يتحدث عن كيف تقوم الجزائر ببناء خمس مدن جديدة ذكية بهدف تحسين الظروف المعيشية لسكانها وتشجيع تنمية أجزاء معينة من أراضيها بغية احداث التوازن بين الشمال و الجنوب. كل مشروع يدمج البنى التحتية المختلفة من حيث النقل و الأنشطة الاقتصادية. المدن الجديدة لمن لايعرفها هي بوغزول، سيدي عبد الله، بوينان، المنيعة وحاسي مسعود.

أعشق كيف اشتغلت الجزائر في صمت، في الكثير من القضايا، لتصدم الكثير من المتربصين بشكل مفاجئ ومخيف حيث لايتوقع الصدمة أحد!. فيذهل كل من يكرهها، يُسْقَط في يده، لايعي مايحدث ولامايفعل، يرجع البصر ليتأكد، فلايرى من فطور، ثم يرجع البصر مرتين، فينقلب اليه البصر خاسئا وهو حسير!.

أعشق كيف اشتغلت الجزائر في صمت لتفاجئ دول إفريقيا والعالم العربي وجرائد أوروبا بملاعب من طراز عالي لم يكن ينتظرها أحد، وبتنظيم لاتشوبه شائبة. هل نذكر كيف كنا نتحسر ونتألم من تلك الأرضيات الرديئة والتصوير السخيف، في ملاعب بعيدة عن المعايير الدولية، كنا على وشك الاستقبال في ملاعب دول أخرى؟ هل نتذكر مثلا كيف اعتذرت دول كالبرتغال عن لعب مقابلة ودية في الجزائر للسبب ذاته؟ كيف انتقلنا بسرعة في شهور الى اكثر من ملعب دولي عالي الجودة؟ لايمكن لدول أخرى ان تجارينا فيها، فلاالوضع الإقتصادي الصعب يسمح لهم بذلك ولا الوقت، ملاعب بارضيات حديثة وتجهيزات من آخر ماتوفر في السوق الدولية!

ملعب كبراقي مثلا بدون مبالغة ، لايوجد في مدينة منتريال التي تتوفر على ملعبين عاديين جدا، صدقوني، ثم إنه ليس ملعبا واحدا، بل هي ملاعب! هناك تيزي وزو و الدويرة في انتظار ملاعب أخرى في بشار ورقله بنفس المعايير. دون ان ننسى انطلاق أشغال اعادة تهيئة وتغطية ملاعب تشاكر، قسنطينة و5 جويلية!.

الامر لايقتصر على الملاعب، حتى لايُتحجج بأن الجزائر تنوم الشعب بكرة القدم، هناك السدود ومحطات تحلية البحر التي ستحل مشكلة الاستسقاء، هناك المستشفيات المنجزة وتلك الحديثة في طريق الإنجاز، هناك مشاريع المدن الذكية بكل ماتحمله من بنى تحتية وآفاق اقتصادية واعدة، هناك مشاريع المعاهد الحديثة، مشاريع تطوير السياحة، لكن ليست أي سياحة، ليست سياحة الجنس والبيريري، هذا النوع من السياسة متوفر في بلدان معينة ولانريدها، لانريد للبريطاني عندما يزور بلدنا ان يجد فندق الماريوت الذي يجده في لندن، سيجد شيئا مختلفا لن يجده في مكان آخر، سيجد كوكب المريخ دون ان يحتاج إلى مركبة إيلان ماسك لزياته. سيجد الطبيعة الأم ” mother nature” التي نشأنا منها، في طاسيلي ناجر! ، سيعيد برمجة خلاياه العصبية فيها قبل عودته الى بلده.

النيويورك تايمز وضعت التاسيلي ناجر كاحدى أفضل وجهات السياحة في العالم!. على حد علمي الصحيفة ليست تابعة للنظام الجزائري.

هناك جزائر تبنى من اجل ابنائنا من الأجيال القادمة، هذا هو الأمل الذي يستحق العناء، ويستحق ان يوحد جهود الجزائريين كلهم من أجل تحقيقه.

مالايعجبني كجزائري: سقوط الكثير من الجزائريين في فخ الرد على السبابين الشتامين من نظام بني صhيون المُحبط المُنهار، الذي ليس أمامه الا الموت الحتمي او التعجيل بالانتحار… الكثير لايعي خطورة هذا الأمر. ماذا تنتظر من كيان محبط على حافة الانهيار؟ سينتحر ولكن سيأخذك معه….فهل نريد هذا؟. كمية السب والشتم التي تعرضت لها الجزائر على وسائط التواصل الاجتماعي خاصة التويتر في هذا اليوم 15 جانفي بلغ حدا غير مسبوق، بسبب صدمة حفل الافتتاح وماحدث فيه والمسلسل الرديئ لشخص ملتاث اراد ان يفرض منطقه الصبياني على بلد يضع سيادته فوق كل اعتبار. هل تعتقدون مثلا ان عدم ورود كلمة واحدة باللغة الفرنسية في حفل الافتتاح سيمر مرور الكرام على دولة كفرنسا؟ هل ستمر كلمة منديلا الحفيد على الموsاد مرور النسيم العليل يعني ؟ من المؤكد ان هناك آلة ستتحرك ككل مرة وسينفذ برنامجها ال “proxy” المعروف.

رأيي الشخصي المتواضع هو التوقف عن الاستمرار في هذا الأمر، ليس فيه أي فائدة تذكر، واذا كان لابد من ردود فلتكن بطريقة رفيعة المستوى. لاأحب طريقة بونيف.

الحدود أغلقت والحمد لله، هذا في رأيي أهم قرار صائب اتخذته الجزائر منذ الاستقلال والذي له رأي مختلف لايعرف شيئا عن الجيوسياسة ومخاضات النظام الدولي الجديد والخرائط التي يتم اعدادها ….

اوقفوا هذه الحروب الوسائطية الرديئة رجاءا، ليس فيها فائدة تذكر، لاشيئ يأتي من العنف لفظيا كان او ماديا:

“nothing comes from violence et never could”

لانريد حربا كما قال الرئيس، من دواعي الفخر ان نرى بلدان تتنافس رياضيا على أرضنا وهي سعيدة، ثمنوا انجازات بلدكم الجيدة اذا اعجبتكم أوانتقدوها ان اردتم لكن بطريقة مهذبة و حضارية بدون سب ولاشتم ولاكذب ولااستهزاء، لأن الآفاق واعدة تستحق العناء والصبر. لننسى الجهة الغربية، هناك من يتكفل بها بامتياز.

إذا رأيت مبالغة في كلامي، فكر جيدا في الكتلة النقدية للبلد، والانسان الذي لايفكر خارج الصندوق، ستتضح لك نسبية الأمور. لم يكن في الإمكان أحسن مما كان.