By Hope & ChaDia
انطلقت مؤخرًا في محكمة العدل الدولية بلاهاي أولى جلسات محاكمة دولة الإمارات العربية المتحدة، على خلفية اتهامات مباشرة بتورّطها في دعم قوات مسلحة غير نظامية في السودان، وارتكاب جرائم تصل إلى حد الإبادة الجماعية. القضية التي تقدّم بها ممثلون عن الحكومة السودانية وعدد من المنظمات الحقوقية، تُعدّ سابقة قضائية تهدد بمحاسبة أبوظبي على جرائم حرب وانتهاكات إنسانية خطيرة.
🔗 The Guardian – Sudan accuses UAE of fueling war
🔗 Al Jazeera – Sudan to take UAE to ICJ
🔗 UN News – Sudan accuses UAE of arms smuggling
الإمارات ودورها في النزاعات الإقليمية
الملف القانوني يتهم الإمارات بتقديم دعم مالي وتسليحي للميليشيات المتمردة في السودان، وعلى رأسها “قوات الدعم السريع”، المتورطة بارتكاب مجازر في دارفور ومناطق مدنية أخرى. شهادات ميدانية وتحقيقات أممية أفادت بأن الإمارات استخدمت شبكة تهريب تمتد من إفريقيا الوسطى وصولاً إلى الخرطوم، لنقل أسلحة ومرتزقة لوجستيًا.
فاغنر: الحليف المظلم
ضمن أدلة الإدانة، أُشير إلى العلاقة الوثيقة بين الإمارات ومجموعة فاغنر، وهي ميليشيا مرتزقة نشطة في إفريقيا. ورغم نشأتها في سياق يخدم المصالح الروسية، فإن فاغنر مؤخرًا أصبحت تعمل كجهة مستقلة، تتحرك وفق اعتبارات مالية وتحالفات ظرفية، وهو ما جعلها أداة للإمارات في صراعات مثل ليبيا والسودان.
🔗 Financial Times – UAE funded Wagner ops in Sudan
🔗 The Africa Report – Wagner’s role in Sudan conflict and UAE’s support
ردود فعل دولية
الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شركات في الإمارات بسبب تورطها في دعم أنشطة فاغنر. هذه الإجراءات تضع الإمارات في مرمى النيران الدولية وتزيد من ضغوط الشفافية والمحاسبة.
🔗 US Treasury Sanctions Wagner-linked entities in UAE
أرقام صادمة من السودان
150 ألف قتيل
10 ملايين مهجّر
33 ألف جريح
آلاف المنازل المحروقة والقرى المدمّرة
هذه الأرقام، التي تم تضمينها في ملف الدعوى، تُجسّد حجم الكارثة الإنسانية المرتبطة بالتمويل الإماراتي للصراع.
رمطان لعمامرة: بصمة دبلوماسية جزائرية في مسار العدالة الدولية
من اللافت في هذا السياق، الدور المتزايد الذي يلعبه رمطان لعمامرة، الدبلوماسي الجزائري البارز، الذي يشغل منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان منذ نوفمبر 2023. ويُعرف لعمامرة بخبرته الطويلة في ملفات الوساطة الإفريقية، وحنكته في تفكيك النزاعات عبر الآليات القانونية والدبلوماسية الهادئة.
وقد قاد منذ تعيينه عدة جولات مشاورات في جنيف وأديس أبابا، ركّز خلالها على تهيئة بيئة للحوار الوطني، ووقف الانتهاكات ضد المدنيين، وتنسيق الجهود الإنسانية. تصريحاته الأخيرة أكدت على ضرورة حل يحترم سيادة السودان ويستند إلى القانون الدولي، وهو ما يُفسَّر على أنه تشجيع ضمني للسودان لاتباع المسار القانوني في مواجهة تدخلات خارجية.
ويذهب بعض المتابعين إلى الربط بين لعمامرة وتحوّل السودان نحو محكمة العدل الدولية، مرجّحين أن يكون هو أحد العقول الدبلوماسية التي نصحت القيادة السودانية بتدويل الملف وتقديم أدلة موثقة أمام العدالة الدولية، بدل الاكتفاء بالتصعيد العسكري أو الإعلامي.
هذا المعطى يُضيف بُعداً مغاربياً في قلب أزمة شرق إفريقيا، ويُبرز كيف يمكن للدبلوماسية الجزائرية أن تلعب دوراً هادئاً لكن حاسماً في هندسة العدالة الدولية.
ماذا بعد؟
قد تجد الإمارات نفسها أمام إلزام دولي بدفع تعويضات لضحايا الإبادة، وقد تواجه عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، مع احتمال سحب استثمارات أجنبية إذا ثبُت تورّطها المباشر.
🔗 International Court of Justice Docket – Sudan v. UAE (2025) (قيد التحديث من المحكمة)