مقدمة
وفقاً لأحدث تقرير من Brand Finance، فإن الركائز السبع للقوة الناعمة التي تحدد قدرة البلد على التأثير في التفضيلات والسلوكيات من خلال الجذب والإقناع هي كالتالي:
- الأعمال والتجارة: يقيم هذا الركن تصور الاستقرار الاقتصادي، وجودة المنتجات والعلامات التجارية، والسياسات التجارية والاستثمارية للدولة.
- الحوكمة: يتعلق بالاستقرار السياسي، والشفافية، والعدالة، وكفاءة الحكومة.
- العلاقات الدولية: يقيس هذا الركن قدرة الدولة على الحفاظ على علاقات جيدة مع الدول الأخرى وأن يُنظر إليها كفاعل دولي خير.
- الثقافة والتراث: يقيم التأثير الثقافي للدولة بما في ذلك الفنون والموسيقى والتراث التاريخي والتقاليد.
- وسائل الإعلام والاتصال: يفحص هذا الركن تأثير وسائل الإعلام والاتصالات في تشكيل التصورات العالمية عن البلد.
- التعليم والعلوم: يركز على تأثير الدولة في مجالات التعليم والعلوم، بما في ذلك الابتكارات والمساهمات العلمية.
- الأشخاص والقيم: يقيم تصورات القيم الاجتماعية، وود الأشخاص، والضيافة، والمساهمات الإنسانية.
تشكل هذه الركائز أساس مؤشر القوة الناعمة العالمي الذي يحلل تصورات الدول من خلال الاستطلاعات والبحوث المتعمقة، مما يمكن من فهم كيفية زيادة تأثير الدول على الساحة الدولية دون اللجوء إلى الإكراه (Brand Finance) (Modern Diplomacy) (Novus Press Bulletin) (Brandirectory).
لتعزيز الحضور والتأثير الجزائري على الساحة الدولية، من الضروري اعتماد استراتيجية استباقية للقوة الناعمة. سيكون من الفعّال تنظيم فعاليات ثقافية واقتصادية وعلمية بانتظام عبر السفارات الجزائرية حول العالم. ستكون كل سفارة مسؤولة عن تنظيم فعالية كل أسبوعين، تتماشى مع الركائز السبع للقوة الناعمة، بمساعدة خبراء جزائريين في الدول المعنية وتستهدف جمهوراً محدداً. ستعمل هذه الفعاليات كمؤشرات أداء لتحسين صورة العلامة التجارية للبلد ولتقييم أداء الدبلوماسيين الجزائريين.
خطة التنفيذ
- الأعمال والتجارة
الهدف: الترويج للفرص الاقتصادية في الجزائر وجذب الاستثمارات الأجنبية.
مثال على الفعالية: “منتدى الجزائر-الاستثمار”
الهيكل: عروض تقديمية من خبراء اقتصاديين جزائريين حول فرص الاستثمار في الجزائر، تليها جلسات تواصل مع المستثمرين المحليين.
الجمهور المستهدف: المستثمرون المحتملون، رواد الأعمال، وممثلو غرف التجارة.
النتائج المتوقعة: زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز الشراكات الاقتصادية. - الحوكمة
الهدف: إبراز الإصلاحات والمبادرات الشفافة للحكومة الجزائرية.
مثال على الفعالية: “ندوة حول الحوكمة والشفافية في الجزائر”
الهيكل: حلقات نقاش مع خبراء في الحوكمة وممثلين حكوميين جزائريين، تليها جلسات أسئلة وأجوبة.
الجمهور المستهدف: المنظمات غير الحكومية، مراكز الفكر، ووسائل الإعلام المتخصصة في الشؤون السياسية والاقتصادية.
النتائج المتوقعة: تحسين صورة الجزائر في مجال الحوكمة والشفافية. - العلاقات الدولية
الهدف: تعزيز العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف للجزائر.
مثال على الفعالية: “أمسية الصداقة الجزائرية-[اسم البلد]”
الهيكل: عشاء رسمي مع خطابات من الدبلوماسيين وعروض ثقافية.
الجمهور المستهدف: الدبلوماسيون، المسؤولون الحكوميون، وقادة الرأي.
النتائج المتوقعة: تعزيز العلاقات الدبلوماسية وإنشاء شبكات تأثير. - الثقافة والتراث
الهدف: الترويج للثراء الثقافي والتراث الجزائري.
مثال على الفعالية: “مهرجان السينما الجزائرية”
الهيكل: عرض أفلام جزائرية يليها نقاش مع المخرجين والممثلين.
الجمهور المستهدف: عشاق السينما، نقاد السينما، ووسائل الإعلام.
النتائج المتوقعة: زيادة الوعي الثقافي وتحسين الصورة الثقافية للجزائر. - وسائل الإعلام والاتصال
الهدف: استخدام وسائل الإعلام لتحسين صورة الجزائر.
مثال على الفعالية: “مؤتمر حول الإعلام الجزائري”
الهيكل: مناقشات حول استخدام الإعلام في الدبلوماسية الحديثة مع خبراء في الاتصال.
الجمهور المستهدف: الصحفيون، الأكاديميون، وطلاب الاتصال.
النتائج المتوقعة: تحسين التغطية الإعلامية للمبادرات الجزائرية وتعزيز الاتصال الاستراتيجي. - التعليم والعلوم
الهدف: إبراز المساهمات العلمية والتعليمية للجزائر.
مثال على الفعالية: “ندوة حول الابتكارات العلمية في الجزائر”
الهيكل: عروض تقديمية من باحثين جزائريين حول مشاريعهم واكتشافاتهم.
الجمهور المستهدف: الأكاديميون، الباحثون، والطلاب.
النتائج المتوقعة: تعزيز الشراكات الأكاديمية والعلمية. - الأشخاص والقيم
الهدف: الترويج للقيم الاجتماعية والمساهمات الإنسانية للجزائر.
مثال على الفعالية: “يوم التضامن الجزائري”
الهيكل: شهادات من المتطوعين وعروض لمشاريع إنسانية جزائرية.
الجمهور المستهدف: المنظمات غير الحكومية، المتطوعون، ووسائل الإعلام.
النتائج المتوقعة: تحسين صورة الجزائر كأمة متضامنة وإنسانية.
قياس الأداء والاتصال
لكل فعالية، سيتم إعداد تقرير مفصل وإرساله إلى وزارة الخارجية. سيتم توزيع ملخص لكل فعالية على وسائل الإعلام المحلية لتوليد محتوى إيجابي عن الجزائر حول العالم. ستمكن هذه التقارير من قياس تأثير كل مبادرة وضبط الاستراتيجيات وفقاً لذلك.
التأثير المحتمل
مع وجود سفارات في 100 بلد، يمكن أن تولد هذه الاستراتيجية أكثر من 2,400 فعالية سنوياً (24 فعالية لكل سفارة). سيخلق هذا حضوراً مستمراً وديناميكياً للجزائر على الساحة الدولية، مما يحسن بشكل كبير قوتها الناعمة. على سبيل المثال، نجحت دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية في تغيير صورتها الدولية بفضل الترويج الثقافي النشط، مما يوضح قوة هذا النهج.
الخاتمة
من خلال اعتماد هذه الاستراتيجية، ستتمكن الجزائر من تحسين صورتها الدولية وتعزيز علاقاتها الاقتصادية، السياسية، والثقافية. نهج استباقي ومنظم كهذا ضروري لتمكين الجزائر من الظهور كفاعل مؤثر ومحترم على الساحة العالمية.