تزامنا مع تساقط الثلوج وموجة الصقيع التي تجتاح مختلف ولايات الوطن في هذه الآونة فضلت أغلب النسوة العودة إلى الأطباق التقليدية التي تفيد الجسم وتعيد له الدفء والحرارة أو كما تعرف بكلاسيكيات الطبخ الجزائري على غرار “المحاجب والبركوكس والدوبارة والشخشوخة والكسكسي” فهي الأطباق التي تركّز عليها ربات البيوت في فصل الشتاء بالنظر إلى منافعها الصحية والغذائية فكل من يطرق أي بيت إلا ويقابله اصطفاف تلك الأطباق الغنية والتراثية.
يبدو أن الكل تخلى عن السندويتشات والأكلات الخفيفة وشرائح البيتزا وباتوا يحنون إلى العودة إلى المنزل من أجل تذوق أطباق أبدعتها أنامل الأمهات أو الزوجات فهي الحل الوحيد الذي ينسيهم قرّ البرد والأمطار خاصة وأن أغلب ربات البيوت يركزن في مثل هده الفترات على الأكلات الثقيلة الملائمة للفصل التي تكون غنية بأنواع من الخضر والمرق وتقدم ساخنة بالنظر إلى منافعها الصحية من دون أن ننسى استعمال البقوليات بكثرة على غرار الحمص والعدس والفول كونها مكونات أساسية تدخل في تحضير المرق كما أنها تحوي فيتامينات متنوعة بنسب عالية على غرار البروتين والحديد.
ولاننسى طبق اللوبيا التي يتم الاقبال عليها بشكل جنوني خاصة وان توسطها قطع البوزلوف فهي الطبق الاول الذي يتم الاقبال عليه في منطقة الاوراس باتنة .
الشخشوخة سيدة الأطباق الشتوية بدون منازع في ولاية الاوراس تجتهد النسوة في تحضيرها كما أنها مكلفة في بعض الاحيان و ترهق الجيوب و تعتمد على أنواع من الخضر وكمية معتبرة من اللحم او قطع الدجاج ، اذ تزيد من رفع السعيرات الحرارية في الجسم لمحاربة البرد فمرقها هو عبارة عن كوكتال من الخضر المتنوعة مما يجعله طبقا صحيا بامتياز لذلك تتمسك النسوة بتحضيره في فصل الشتاء بالنظر إلى ذوقه الرائع كما أنه يجلب البركة مثلما نرى بعض الجدات يجبرن (كناتهن) على تحضير ذلك الطبق خاصة ورق الشخشوخة من أجل توريث فنون وتقاليد الطبخ التقليدي التي يهددها الزوال وللأسف لدى بعض فتيات اليوم اللواتي ينسقن وراء الأكل الخفيف والجاهز.
كما لا ننسى البركوكس هو أيضا طبق شهير في الكثير من ولايات الوطن ، بحيث تلتزم الكثير من النسوة بتحضيره لاسيما في فترة الشتاء لأنه غني بالعديد من المنافع كما أنه يعتمد على المرق الأحمر الساخن الذي يضمن حرارة البدن وكانت جداتنا في القديم يقمن بتحضير حبيباته في المنزل بفتلها بدويا أما الآن فنجد البركوكس الاصطناعي الذي أنتجته الآلة مصطفا في المحلات وتعتمد عليه نساء اليوم بالنظر إلى جهلهن (فتله) وإعداد البركوكس التقليدي اليدوي فهن بالكاد يفقهن في تحضيره وذلك أخف الضررين فالبركوكس هو طبق شتوي ممتاز تختاره الكثيرات لإمتاع الأسرة في ليالي الشتاء الباردة وتضاف تلك الحبيبات إلى المرق الذي يتم خلطه بالخضر بعد تقطيعها وتضاف إليه مختلف التوابل إلى جانب الحمص والفول المجفف واطراف لحم ” القديد ” ان وجد ويكون طعمه جد رائع يعكس تراث الطبخ التقليدي الجزائري.
الكسكسي بالمرق والخضر هو أيضا حاضر بين الأطباق الشتوية بالنظر إلى غناه بمختلف الفوائد الصحية كما أنه موروث شعبي وارث في الطبخ التقليدي الجزائري ويصنف على أنه القاسم المشترك بين مختلف الولايات شرقا وغربا شمالا وجنوبا ورغم تنوع كيفياته وطرق إعداده إلا أنه يبقى رمزا وموروثا عريقا في مختلف الولايات وضيفا لطالما شرّف الجزائر في العديد من المسابقات المحلية والعالمية وهو طبق تعودت عليه النسوة في الأيام الشتوية الباردة خاصة وأنه غير مكلف و يستلزم حضور اللحم أو الدجاج و تحضيره بالمرق الأحمر او الابيض في العديد من المناسبات ، مزودا بأنواع من الخضر أجل إضفاء نكهة جيدة ومنافع غذائية لا تضاهى
المصدر : https://www.errayaonline.net/