أصدر موقع “BIODB” المتخصص في القضايا البيئية وقضايا التنوع البيولوجي مؤشر الحفاظ على البيئة لسنة 2024، حيث تم تصنيف الجزائر في المركز الـ97 عالميا والثاني عربيا بعد سلطنة عمان من أصل 180 دولة حول العالم. يعكس هذا الترتيب جهود الجزائر المستمرة في الحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي رغم التحديات البيئية المتعددة التي تواجهها البلاد، بما في ذلك التصحر والتلوث.
على الصعيد العالمي، تصدرت لوكسمبورغ القائمة بعد حصولها على 70.80 نقطة، مما يضعها في الصدارة كدولة تسعى لتحقيق التوازن بين التنمية المستدامة وحماية الموارد الطبيعية. وتبعتها كل من إستونيا والدنمارك اللتين حصلتا على 70.50 و69 نقطة على التوالي، ما يعكس التزام هذه الدول بحماية التنوع البيولوجي وتحقيق استدامة بيئية على المدى البعيد.
في المقابل، جاءت دول مثل كيريباتي (دولة جزرية صغيرة في المحيط الهادئ)، تركيا، والعراق في المراكز الثلاثة الأخيرة، مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه هذه الدول في مجال حماية البيئة. بالنسبة لدولة كيريباتي، التغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر تشكل تهديداً مباشراً لوجودها، فيما تعاني تركيا والعراق من مشاكل بيئية متعلقة بالتلوث والصراعات التي أثرت على بيئتيهما.
عربيا، تصدرت سلطنة عمان القائمة باحتلالها المركز الـ73 عالميا برصيد 56.65 نقطة. تشتهر السلطنة بمبادراتها المستمرة في مجال الحفاظ على البيئة، بما في ذلك سياساتها الصارمة فيما يتعلق بحماية الحياة البرية والبحرية، بالإضافة إلى جهودها الكبيرة في مكافحة التصحر.
أما الجزائر، فقد تبوأت المرتبة الـ97 عالميا، لتكون بذلك الثانية عربيا. ويُعد هذا الإنجاز خطوة مهمة تعكس التزام الجزائر بجهود الحفاظ على بيئتها الطبيعية وتنوعها البيولوجي. يُذكر أن الجزائر تمتلك ثروة طبيعية غنية، من جبال الأطلس والصحراء الكبرى إلى شريطها الساحلي الممتد، وهو ما يضعها أمام مسؤولية كبيرة في الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي للأجيال القادمة. وقد نفذت الحكومة الجزائرية عدة مشاريع تهدف إلى مكافحة التصحر، تشجيع الزراعة المستدامة، والحد من التلوث، لا سيما في المناطق الصناعية.
رغم ذلك، ما زالت الجزائر تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتغيرات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر على موارد المياه وخصوبة الأراضي. وتعمل الجزائر على تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية لمواجهة هذه التحديات والبحث عن حلول مستدامة.
وفي هذا السياق، يعد هذا الترتيب دفعة إيجابية للجزائر لتكثيف جهودها من أجل تحسين مكانتها على الصعيدين العربي والعالمي، من خلال تبني المزيد من السياسات البيئية الصارمة والمستدامة. ومن المؤمل أن تشهد السنوات القادمة مزيدًا من التقدم في هذا المجال، مع تنفيذ المزيد من المشاريع التي تركز على حماية الغابات، التشجير، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية.
Hope&ChaDia