الجزائر – بأجواءٍ يغمرها الحماس والتطلّع إلى المستقبل، انطلقت اليوم الطبعة الرابعة للصالون الوطني للتجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية، بمشاركةٍ قياسيةٍ تجاوزت 220 عارضًا، في مساحةٍ فاقت 10.000 متر مربع، لتجعل من العاصمة الجزائرية عاصمةً مؤقتةً للاقتصاد الرقمي.
افتتحت الفعالية وزيرة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، بحضور عددٍ من الوزراء والمسؤولين، الذين أكدوا في كلماتهم على أن الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو اقتصادٍ رقمي متكامل، يُبنى على الابتكار، والأمن السيبراني، والثقة بين المواطن والدولة.
الصالون الذي تحوّل إلى محطةٍ سنوية ينتظرها المهنيون وروّاد الأعمال، يجمع بين الفكر الريادي والطموح التكنولوجي، ويعكس التحوّل الجوهري في نظرة الدولة الجزائرية إلى الاقتصاد: من الاعتماد على النقد الورقي، إلى بناء منظومة رقمية آمنة وشفافة، تُعيد تنظيم السوق وتمنح ثقةً أكبر للمتعاملين.
الوزيرة أشارت في كلمتها إلى أنّ “التحول الرقمي لا يُقاس فقط بعدد المنصّات أو سرعة الإنترنت، بل بمدى أمان المعلومات وقدرتنا على تنظيم السوق ضمن إطارٍ قانونيٍ واضح”. وأضافت أنّ الدفع الإلكتروني أصبح خيارًا استراتيجيًا، “يضمن الحقوق، ويُقلّص من الاعتماد على السيولة النقدية، ويُعزّز الشفافية في التعاملات”.
وفي هذا السياق، شدّد الحاضرون على أنّ نجاح التحول الرقمي يتطلّب توازناً بين الوسائل التقنية والبنى التنظيمية، حيث لا يمكن الحديث عن اقتصادٍ رقمي دون منظومة حماية إلكترونية متطورة. وهنا، عبّر المتدخلون عن ارتياحهم لمستوى الجاهزية التقنية في الجزائر، التي أصبحت – بشهادة المختصين – من أكثر الدول الإفريقية استعدادًا للثورة الرقمية.
المؤشرات الاقتصادية تؤكد هذه المكانة: سرعة تدفق الإنترنت في تحسنٍ مستمر، وأسعار الطاقة والاتصال من بين الأفضل في القارة، ناهيك عن الثروة الشبابية التي تُشكّل محركًا حقيقيًا للاقتصاد الجديد.
من الواضح أنّ الجزائر لم تَعُد تكتفي بالحديث عن الرقمنة كشعار، بل كخطة وطنية تتجسّد في السياسات، المعارض، والمنتجات الملموسة.
هذا الصالون ليس مجرد عرضٍ للتقنيات أو تطبيقات الدفع، بل نافذةٌ على التحوّل الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد. إنه إعلانٌ بأن الجزائر الرقمية لم تَعُد مشروعًا مستقبليًا… بل واقعًا يتّسع كل يوم.
Hope&ChaDia