في فترة تشهد توترات اقتصادية وجيوسياسية، تؤكد الجزائر سيادتها وقدرتها على الصمود في وجه الضغوط الدولية. نستعرض في هذا المقال حدثين يشهدان على عزم الجزائر: تحديها للاتحاد الأوروبي وتعزيز تعاونها الاستراتيجي مع إيطاليا.
الجزائر والاتحاد الأوروبي: مواجهة تجارية
تجد الجزائر نفسها في مواجهة مع الاتحاد الأوروبي بشأن بعض القيود التجارية المفروضة في إطار اتفاقية الشراكة بين الجانبين. أصوات من داخل الاتحاد الأوروبي، خصوصاً من إسبانيا، انتقدت عرقلة التجارة، متهمة الجزائر بانتهاك بنود هذه الاتفاقية.
وفي المقابل، أعربت الجزائر عن نيتها مراجعة الاتفاقية برمتها، معبرة عن رغبتها في الدفاع عن مصالحها الوطنية في وجه الضغوط الخارجية. هذه الموقف يعكس السياسة الجزائرية المستقلة، كما أوضح رئيسها خلال مشاركته الأخيرة في قمة مجموعة السبع.
تأكيد السيادة الاقتصادية والطاقة
تستغل الجزائر، الغنية بالموارد الطبيعية مثل الغاز الطبيعي والنفط، هذه الأصول الاستراتيجية لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية. بفضل قدرتها على تنويع اقتصادها، مع استثمارات في الطاقات المتجددة وقطاعات ناشئة أخرى، تظل شريكاً لا غنى عنه، رغم محاولات الضغط.
بالإضافة إلى ذلك، تضيف الموقع الجغرافي للجزائر، القريب من أوروبا، بعداً استراتيجياً لعلاقاتها التجارية. هذه القرب الجغرافي يسهل التبادلات ويعزز أهمية الجزائر كشريك رئيسي للطاقة لأوروبا، خصوصاً في ظل التوترات الحالية مع روسيا.
شراكة استراتيجية مع إيطاليا
بالتوازي مع التحدي الذي تواجهه مع الاتحاد الأوروبي، تعزز الجزائر علاقاتها مع إيطاليا من خلال مشاريع طموحة. تم توقيع اتفاقية تاريخية بين البلدين تشمل ليس فقط قطاع الطاقة بل أيضاً مجالات مثل الصناعة والزراعة. تهدف هذه الشراكة إلى تطوير إنتاج ونقل الغاز، وكذلك تعزيز المبادرات المشتركة في استكشاف النفط.
هذا التقارب مع إيطاليا يعكس استراتيجية الجزائر لتنويع شراكاتها الدولية. يعمل البلدان بشكل وثيق على تعزيز النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة. هذه التعاون يتجاوز الهيدروكربونات ليشمل قطاعات حيوية مثل التصنيع والنقل، مما يعزز الصمود الاقتصادي للبلدين.
الخاتمة
في مواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، تظهر الجزائر عزماً لا يتزعزع على الدفاع عن سيادتها وتنويع شراكاتها الاستراتيجية. موقفها القوي أمام الاتحاد الأوروبي وشراكتها المثمرة مع إيطاليا يشهدان على قدرتها على التنقل في عالم متغير، مع حماية مصالحها الوطنية. الرسالة واضحة: الجزائر مستعدة لمواجهة التحديات واستغلال الفرص لضمان مستقبل مزدهر لشعبها.
Source : https://www.youtube.com/watch?v=U9EQS59flwU