Home سياسة الجزائر ترفض دعوة ماكرون لتخليد ذكرى “إنزال بروفانس”

الجزائر ترفض دعوة ماكرون لتخليد ذكرى “إنزال بروفانس”

by Mohamed Redha Chettibi
0 comment
A+A-
Reset

يتأكد من يوم لآخر أن العلاقات الجزائرية الفرنسية دخلت نفقا مظلما قد يصعب الخروج منه، والسبب يكمن في التحول المثير في الموقف الفرنسي من واحدة من أكثر القضايا الأكثر حساسية، ممثلة في القضية الصحراوية، والذي لن يهضمه الطرف الجزائري تحت أي مبرر كان، وقد حمّل يومها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، باريس مسؤولية كافة التداعيات المترتبة على قرارها.
وفي أحدث التداعيات على الخطوة الفرنسية، فقد تجاهلت الجزائر تماما الدعوة التي وجهت لها من قبل الرئاسة الفرنسية لحضور احتفالية إحياء الذكرى المخلدة لذاكرة الآلاف من جنود مستعمراتها السابقة (من بينهم جزائريون)، في الحرب العالمية الثانية، الذين دفعوا أرواحهم مساهمة في تحريرها من احتلال ألمانيا النازية، إلى جانب قوات حلفائها في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وكندا.
ورغم الدعوة التي وُجهت لها من قبل الرئاسة الفرنسية (قصر الإيليزي) لحضور الذكرى الثمانين لإنزال بروفانس، لم توفد الجزائر أي ممثل عنها ولو في شخص القائم بالأعمال باعتباره أعلى تمثيل للجزائر في الوقت الراهن في فرنسا بعد سحب السفير سعيد موسي “بأثر فوري”، بسبب الموقف الفرنسي “غير الموفق وغير الأخلاقي” من القضية الصحراوية، كما وصفه بيان الخارجية الجزائرية في حينه.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس براس”، فإن دولا إفريقية كان تمثيلها في مستوى الرؤساء، على غرار كل من الكاميرون والتوغو وجزر القمر وجمهورية إفريقيا الوسطى والغابون، وهناك دول أخرى كان تمثيلها في مستوى رؤساء الحكومة، على غرار النظام المغربي، وأخرى في مستوى الوزراء، مثل تونس والسنغال وساحل العاج (كوت ديفوار)، ومنها من مثلها السفراء على غرار كل من جمهوريتي تشاد والبنين.
ومن بين الدول التي هي على خلاف مع باريس مؤخرا، والكلام لوكالة الصحافة الفرنسية، كانت بوركينا فاسو التي أوفدت القائم بالأعمال (ليس لديها سفير)، غير أن كلا من الجزائر والنيجر ومالي لم ترسل أي ممثل مهما كان مستواه، وهو ما يؤشر على المستوى الذي وصلت إليه علاقات فرنسا مع العديد من مستعمراتها الإفريقية سابقا.
لكن وماذا عن الحالة الجزائرية التي كانت محط اهتمام خاص من قبل بعض وسائل الإعلام في فرنسا؟ وهل وجهت لها الدعوة من قبل السلطات الفرنسية لحضور هذه الذكرى؟ تنقل النسخة الفرنسية من صحيفة “لوهاف بوست” عن مصادر في قصر الإيليزي قوله: “إن الجزائر مدعوة لإحياء الذكرى الثمانين لإنزال بروفانس يوم الخميس 15 أوت. بل إن لها مكانها الكامل، تعبيرا عن الحرص على مشاركتها”.
ويضيف المصدر ذاته متسائلا: “وماذا عن الشخصيات الأجنبية الأخرى؟ وتم الإعلان عن أسماء جميع المشاركين قبل ساعات قليلة من الاجتماع. وإذا كان المغرب ممثلا جيدا بعزيز أخنوش، رئيس الحكومة، فلا يوجد أي أثر لوفد جزائري. وفي الإليزي (قصر الرئاسة الفرنسية)، حيث كان الحرج واضحا عشية الحفل، تم التأكيد على أن كبار الشخصيات الجزائرية قد تمت دعوتهم بالفعل. لكن من الواضح أنهم رفضوا. وهو ما ينبئ بالكثير من التدهور عن حالة العلاقات بين باريس والجزائر منذ أزمة الصحراء الغربية”.
ويتوقع المراقبون أن تستمر حالة القطيعة بين الجزائر وباريس، بل إن وضع هذه العلاقات يتجه إلى التعقيد في المستقبل، بعد تأكيد وزير الخارجية، أحمد عطاف، في الندوة الصحفية الأخيرة له، عن إلغاء الزيارة التي كانت مرتقبة للرئيس عبد المجيد تبون (في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية بالطبع)، إلى فرنسا في نهاية شهر سبتمبر المقبل.
وعلى الرغم من الكلمة التي ألقاها الرئيس الكاميروني، بول بيا، في الذكرى الثمانين لإنزال بروفانس، إلى جانب نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلا أن ذلك لا يؤشر إطلاقا على أن فرنسا لا تزال تحظى بالتقدير والثقة على مستوى الحكومات الماسكة بزمام السلطة في مستعمراتها السابقة، فالكثير منها قاطعت المشاركة في تخليد هذه الذكرى، كما أن هناك من أرسل القائم بالأعمال أو السفير، باستثناء دول تعد على أصابع اليد الواحدة.

You may also like

Leave a Comment

روابط سريعة

من نحن

فريق من المتطوعين تحت إشراف HOPE JZR مؤسس الموقع ، مدفوعا بالرغبة في زرع الأمل من خلال اقتراح حلول فعالة للمشاكل القائمة من خلال مساهماتكم في مختلف القطاعات من أجل التقارب جميعا نحو جزائر جديدة ، جزائرية جزائرية ، تعددية وفخورة بتنوعها الثقافي. لمزيد من المعلومات يرجى زيارة القائمة «الجزائر الجزائرية»

من نحن

جمع Hope JZR ، مؤسس الموقع ومالك قناة YouTube التي تحمل نفس الاسم ، حول مشروعه فريقا من المتطوعين من الأراضي الوطنية والشتات مع ملفات تعريف متنوعة بقدر ما هي متنوعة ، دائرة من الوطنيين التي تحمل فقط ، لك وحماسك للتوسع. في الواقع، ندعوكم، أيها المواطنون ذوو العقلية الإيجابية والبناءة، للانضمام إلينا، من خلال مساهماتكم، في مغامرة الدفاع عن الجزائر الجديدة هذه وبنائها.

ما الذي نفعله

نحن نعمل بشكل مستمر ودقيق لتزويد الجمهور بمعلومات موثوقة وموضوعية وإيجابية بشكل بارز.

مخلصين لعقيدة المؤسس المتمثلة في “زرع الأمل” ، فإن طموحنا هو خلق ديناميكية متحمسة (دون صب في النشوة) ، وتوحيد الكفاءات في خدمة وطنهم. إن إصداراتنا كما ستلاحظون ستسلط الضوء دائما على الأداء الإيجابي والإنجازات في مختلف المجالات، كما تعكس منتقدينا كلما رأينا مشاكل تؤثر على حياة مواطنينا، أو تقدم حلولا مناسبة أو تدعو نخبنا للمساعدة في حلها. 

مهمتنا

هدفنا الفريد هو جعل هذه المنصة الأولى في الجزائر التي تكرس حصريا للمعلومات الإيجابية التي تزرع الأمل بين شبابنا وتغريهم بالمشاركة في تنمية بلدنا.

إن بناء هذه الجزائر الجديدة التي نحلم بها والتي نطمح إليها سيكون عملا جماعيا لكل المواطنين الغيورين من عظمة أمتهم وتأثيرها.

ستكون الضامن للحفاظ على استقلالها وسيادتها وستحترم إرث وتضحيات شهدائنا الباسلة.

© 2023 – Jazair Hope. All Rights Reserved. 

Contact Us At : info@jazairhope.org

Letest Articles