في جلسة للأمم المتحدة، أكدت الجزائر مجددًا موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، واصفةً إسرائيل بأنها “قوة احتلال” تنتهك بشكل مستمر القانون الدولي، وذلك في إطار خطابٍ حازم يعكس دعمها الدائم للشعب الفلسطيني في سعيه لتحقيق حقوقه المشروعة.
وقد افتتح المندوب الجزائري خطابه بالإشارة إلى أهمية العمل المتعدد الأطراف في الحفاظ على القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام الدولي، لافتًا إلى أنه لولا المنتديات العالمية والجهود الدولية لكانت القضية الفلسطينية قد اندثرت في عالم تسيطر عليه المصالح الضيقة.
انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي
أدان المندوب الجزائري بشدة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تستمر آلة القمع في قتل الأبرياء واعتقال الآلاف، مشيرًا إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين بلغ أكثر من 41,000 خلال عامٍ واحد فقط، فيما جُرح ما يقارب 100,000 شخص واعتُقل أكثر من 10,000 آخرين. وأضاف أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، تواصل انتهاك حرمة الأماكن المقدسة مثل المسجد الأقصى، وتعمل على تهجير السكان الفلسطينيين قسريًا، ضاربةً بعرض الحائط جميع القوانين والقرارات الدولية.
موقف المحكمة الدولية
وتطرق المندوب إلى الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، الذي وصفه بالتاريخي والشامل، والذي يتحدى الرواية الإسرائيلية ويكشف عن سياسات التمييز العنصري التي تمارسها إسرائيل، مؤكدًا على ضرورة إنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية.
وأشار المندوب إلى تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي أكد على أن دعاة السلام العادل يتحملون مسؤولية إنهاء الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، من خلال إجبار قوة الاحتلال على الامتثال للقانون الدولي.
الجزائر تدعم مشروع القرار الفلسطيني
كما أعلن المندوب أن الجزائر، وكعادتها في دعم القضية الفلسطينية، كانت من أوائل الدول التي سارعت إلى رعاية مشروع القرار الذي قدمته دولة فلسطين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأوضح أن هذا القرار له أهمية تاريخية، كونه أول قرار يتم تقديمه من قبل فلسطين بصفتها الوطنية، ويهدف إلى رسم خارطة طريق لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه الكاملة.
دعوة للوحدة والدعم الدولي
في ختام كلمته، دعا المندوب الجزائري جميع الدول الأعضاء إلى دعم مشروع القرار والتصويت لصالحه، مؤكدًا أن الوقوف مع الشعب الفلسطيني هو دفاع عن القانون الدولي وعن السلام العالمي. وشدد على أهمية الوحدة والتضامن الدولي في هذه اللحظة التاريخية لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته.
يبدو أن الجزائر تعتزم مواصلة مسيرتها في دعم فلسطين على المستوى الدولي، مُظهرةً التزامها الثابت بمبادئ العدالة والقانون الدولي، ومؤكدةً أن الوقت قد حان لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية التي طال أمدها.