تحليل الدكتور إسحاق خرشي حول اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي
في ظل الحديث المتجدد حول الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، يبرز موضوع مراجعة العقود والالتزامات السابقة كأحد أهم المحاور في هذه الشراكة. الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي، إسحاق خرشي، يقدم تحليلاً معمقًا حول الاستراتيجية الجديدة التي يمكن أن تتبعها الجزائر في هذا السياق.
الاستراتيجية الجديدة للشراكة
بعد مشاركة الرئيس تبون في قمة مجموعة السبع الأخيرة، بدأت تتبلور استراتيجية جديدة للشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. الدكتور إسحاق خرشي يوضح أن هذه الاستراتيجية تركز على مراجعة العقود السابقة التي كانت، حسبما وصفها، مجحفة بحق الجزائر.
النقاط الأساسية للمراجعة
: الاستثمار وإنشاء المؤسسات
الدكتور خرشي يشير إلى أن أحد أهم النقاط في المراجعة هو الانتقال من مرحلة الاستيراد إلى إنشاء مصانع في الجزائر. هذا يضمن استفادة الطرفين من العملية الاقتصادية.
كما يؤكد خرشي على أهمية تشجيع نقل التكنولوجيا وتوطينها في الجزائر، وهو أمر لم يلتزم به الاتحاد الأوروبي في الماضي.
تخفيض الواردات:
الاتحاد الأوروبي يعاني من انخفاض صادراته نحو الجزائر، خاصة في قطاع السيارات، مما يؤثر على الوضع المالي للشركات الأوروبية. الدكتور خرشي يوضح أن الجزائر تسعى إلى مراجعة العقود لضمان عدالة الشراكة.
دعوات للتفاوض
الاتحاد الأوروبي يدعو الجزائر للجلوس إلى طاولة النقاش للتوصل إلى حلول ودية حول الواردات التي انخفضت. بالمقابل، الجزائر تسعى لمراجعة العقود بندًا ببند لضمان عدالة الشراكة، كما ذكر الدكتور خرشي.
أهمية الشراكة الاقتصادية
الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي كانت مبنية على عدم تكافؤ، مما دفع الجزائر للمطالبة بمراجعة العقود. الجزائر تسعى الآن لتغيير هذه المعادلة مع الحفاظ على مبادئها كدولة موثوقة في الشراكة. الدكتور خرشي يوضح أن الأمر يتطلب الجلوس إلى طاولة الحوار بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.
التحديات والضمانات
الدكتور خرشي يشير إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يلتزم في السابق بالعديد من البنود المتفق عليها، مثل إنشاء المؤسسات ونقل التكنولوجيا. الجزائر وضعت إجراءات قد تجبر الاتحاد الأوروبي على مراجعة سياسته لضمان تنفيذ العقود بشكل عادل.
الغاز كورقة ضغط
رغم أن الجزائر قد تستخدم الغاز كورقة ضغط في المفاوضات، إلا أن الدكتور خرشي يوضح أن الاتحاد الأوروبي يدرك أهمية الجزائر كأكبر بلد في شمال إفريقيا ومصدر رئيسي للغاز. انخفاض إمدادات الغاز الروسية وارتفاع أسعار الغاز الصخري الأمريكي يجعل الجزائر شريكًا استراتيجيًا لا يمكن الاستغناء عنه.
التوجهات المستقبلية
الجزائر تسعى لتعزيز شراكتها مع الاتحاد الأوروبي بطرق جديدة، مثل تشجيع المنتوج المحلي وتقليل الواردات. الشراكة تتعدى الجانب الاقتصادي إلى المجالات الثقافية، الأمنية والسياسية. الدكتور خرشي يؤكد أن نقطة البداية هي الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإعادة الاتفاق على بنود الشراكة.
الدكتور إسحاق خرشي يختتم تحليله بالإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرك جيدًا مكانة الجزائر الاقتصادية والاستراتيجية. رغم التحديات، من المتوقع أن تشهد الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي تحولات كبيرة في ظل الاستراتيجية الجديدة التي تضع الجزائر في موقع تفاوضي أقوى بكثير مما كانت عليه في السابق.