Home تعليم القرآن يقود تلاميذ وجامعيات إلى أعلى المراتب

القرآن يقود تلاميذ وجامعيات إلى أعلى المراتب

by Mohamed Redha Chettibi
0 comment
A+A-
Reset

echoroukonline.com

يجمع العديد من الأئمة والمرشدات الدينيات على تزايد الإقبال على تعلم القرآن في الآونة الأخيرة، نظرا للنتائج الإيجابية الدراسية والسلوكية التي حققها حفاظ كتاب الله.. ويزداد الإقبال في شهر رمضان وهو ما تترجمه مساجدنا في هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان استعدادا للمنافسات النهائية في مسابقات وطنية ومحلية.
أجواء روحانية عالية تشهدها مختلف بيوت الله ومدارس تعليم القرآن في هذه الأيام المباركة.. جزائريون اختاروا تجارة رابحة مع الله فتعلقت قلوبهم بالقرآن.. يتنافسون على حفظه.. يفرحون عند ختمه ويجهشون بالبكاء ساجدين حامدين الله على توفيقه.
“الشروق” عايشت جانبا من تلك الأجواء الرائعة في مدرسة القرآن الشيخ أحمد سحنون بحي الوئام ببئر مراد رايس بالعاصمة.
وأوضح في هذا السياق مراد خيشان إمام مسجد أسامة بن زيد ومدير دار القرآن الشيخ أحمد سحنون أنّ هذه الأخيرة تعنى بتحفيظ القرآن الكريم، ولديها أربعة فروع تعليمية، ما قبل التمدرس “4-5” سنوات استقبلت هذا العام 420 تلميذ في فرع القرآن وهو الفرع الكبير الذي يستقطب العدد الأكبر، ويغلب عليه العنصر النسوي، فمن 2700 متمدرس في حفظ القرآن.. الثلثان منهم نساء، فالعنصر النسوي يبدي اهتماما أكبر، يحضرن الدورات ويقبلن على التعلم، بالإضافة إلى فرع محو الأمية وفرع دروس الدعم للطلبة المقلبين على امتحانات نهاية السنة “البيام” و”البكالوريا”.
وتشرف الإدارة المختصة على ضبط وتنظيم سير عمل كل فرع، خاصة خلال شهر رمضان الذي يزداد فيه النشاط والاجتهاد والإقبال على الدار، حيث تم برمجة دورة للحفظ للأطفال والطلبة الجامعيين خلال العطلة وفق برنامج حفظ مع الأساتذة انتهت بنتائج إيجابية، كما برمجت أيضا ختمات قرآنية للأمهات ومسابقات عديدة، منها محلية وأخرى بلدية وولائية وهنالك أيضا مسابقة الشيخ أحمد سحنون في طبعتها الـ17 وهي شبه وطنية شارك فيها عدد معتبر من الولايات.
ولا يخلو نشاط دار القرآن من العمل الخيري التضامني على غرار مائدة رمضان للمعوزين والفقراء وعابري السبيل، حيث وصلت الدار إلى تقديم 1300 وجبة يوميا.. قفة رمضان تم توزيع 400 قفة وكذا توزيع لباس اليتيم.

القرآن أفضل تطعيم للأطفال ضد الآفات
ودفع الإقبال والإلحاح الكبير من قبل المواطنين بالقائمين على المدرسة إلى توسعتها بإضافة 8 أقسام جديدة تستوعب الأعداد المتزايدة سنويا.وقال الإمام مراد خيشان أنّ “القرآن بركة ويهدي للتي هي أقوم وهو أحسن تطعيم للأطفال ضد الانحراف والأفكار الهدامة، لأنه يحصن الفرد من الشرور كلها، لذا من أراد أن يستقيم حاله وحال أبنائه فعليه بالقرآن”.
الاهتمام موجود من قبل الأولياء لكي يواصل أبناءهم التعليم القرآني، فهنالك أطفال في الابتدائية قلوبهم متعلقة بالقرآن لما يخرج من المدرسة يأتي إلى المسجد، لأن الأجواء جيدة،وأضاف “الحمد لله الابتدائيات المحيطة بالمدرسة تؤكد أن الأطفال الذين يأتون من مدرسة القرآن هم دائما الأوائل في التعليم، فالمهرب الوحيد لمشاكلنا والآفات التي يتخبط فيها المجتمع هو القرآن.. المسجد والمدرسة هما الحصنان إذا أردنا أن نعصم أبناءنا من هذه الأفكار الهدامة”.
ويحرص طلبة المدرسة على ختم القرآن بعد سنوات قليلة نحو5 سنوات وهم في العادة شباب في الثانوي أو الجامعي، والصغار يحفظون نصف القرآن بمعدل عمر بين 10 و12 عاما، حيث ختم العام الماضي 57 شخصا القرآن في الدار.
وتكون الختمة في أجواء روحانية عالية، حيث يقام حفل على شرف هؤلاء يعرض فيه ما تيسر من القراءة وأحيانا تكون الختمة بالإجازة.

سر البركة والنجاح في الحياة
أجمع حفاظ كتاب الله المشاركون في مختلف البرامج الدينية والمسابقات القرآنية على ان القرآن يزاحم أشغالهم وانه يطرح فيها البركة ويساعدهم في النجاح الدراسي والتوفيق في أمورهم الدنيوية..
ومن هؤلاء ريمة بلال من ولاية بومرداس التي تزاول سنتها الجامعية الأولى في تخصص “أوتوماتيك”، بدأت رحلتها مع القرآن في سن 11 عاما وختمته في 14 عاما.. شاركت في مسابقات عديدة وتحصلت على مراتب مشرفة..
تحدثنا إليها في مدرسة القرآن الشيخ احمد سحنون فقالت “الرحلة بدأت من مصلى مجاور لمسكنهم حديثا وختمته عام 2019 بعد سنوات قليلة واستغلت فترة وباء كورونا للتثبيت والمراجعة” وأضافت ريمة “حتى في عام البكالوريا كنت أراجع وأحضر للشهادة… لابد أن يزاحم القرآن أشغالنا اليومية، فما زاحم القرآن شيئا إلا باركه وقد ساعدني كثيرا في الحفظ وتنشيط الدراسة”.
بدورها نورة بندو من ولاية بومرداس متزوجة وأم لأطفال أكدت أنها بدأت الحفظ في عمر 12 وكانت تتنافس مع شقيقها الذي سبقها في الحفظ واستطاعت الختم قبله،وتضيف نورة “ساعدني القرآن على التفوق في الدراسة بمعدل 17 في مسيرتي الدراسية حتى البكالوريا والفضل لوالدي وبعدها زوجي الذي يساعدني على المشاركة في المسابقات وكنت احصل على مراتب مشرفة في مسابقات محلية ووطنية”. وتعتبر المتحدثة أن الجائزة لا تهم بقدر أهمية المشاركة في المسابقة التي تساعد كثيرا على المراجعة وتثبيت الحفظ.

براعم تحيا بالقرآن
ما لفت انتباهنا ونحن نحضر التصفيات النهائية للمسابقة الوطنية الشيخ احمد سحنون هن البنات الحافظات لكتاب الله ومنهن رانية شريفي من منطقة دلس البالغة من العمر 10 سنوات والتي ختمت كتاب الله كاملا في سن صغيرة.. كانت تتردد رفقة أختها على مسجد قريب من المنطقة التي تقيم فيها، غير أن المعلمة نصحتها بالانتقال إلى مدرسة “تاج الوالدين”، لما رأته فيها من تطور سريع في الحفظ، فبقاؤها في المسجد، كما قالت، ظلم لها.


كانت المسافة بعيدة وتتنقل لوحدها في سن صغيرة، تقول أمها توكلت على الله وقلت هي في رعاية الله وسيحفظها مادامت تطلب تعلم القرآن، واستطاعت النجاح في مسابقات وطنية عديدة…أمّا وصال ولدالي البالغة من العمر 11 عاما والقاطنة في العمرية ولاية المدية فتحفظ 30 حزبا، بدأت رحلتها مع القرآن في سن الخامسة وقد ساعدها القرآن كثيرا، كما تقول، على الحفظ فهي تراجعه باستمرار في أوقات الفراغ، خاصة ظهيرة الثلاثاء ويوم الجمعة..
بدورها مريم يحياوي من ولاية البليدة تبلغ 10 سنوات هي على وشك ختم القرآن، بدأت رحلة الحفظ منذ سن الرابعة قبل الدخول إلى المدرسة وتقول “الحفظ سهل لمن يريد، كل يوم أراجع بمساعدة أمي وأبي قرابة حزب إلى نصف حزب حفظ جديد مع تثبيت 5 أحزاب أخرى”.

.. أخطاء تجنبوها
ولفتت ريمة بلال انتباه بعض الحفاظ الذين قد لا يراجعون ولا يثبتون حفظهم كما وقع لها، حيث نسيت كل ما حفظته في 4 سنوات لتعيد المسيرة من الصفر وهذه حسبها غلطة كبيرة لا يجب الوقوع فيها، كما نصحت الحفاظ “بأن يكونوا أساتذة أنفسهم وأن يحرصوا على الحفظ يوميا والمراجعة بما تيسر.. تعلموا أن تتعلق قلوبكم بالقرآن وليس بالأستاذ الذي إن غاب توقف الحفظ، كما أنّ الانقطاع عن المسجد لا يعني الانقطاع عن القرآن، بل يجب المراجعة في البيت”. وأضافت “المشاركة في المسابقات مهمة وتساعد في تثبيت الحفظ، وتكون من اجل حفظ القران، وليس العكس”.


ووجهت المتحدثة نداء لكل من يريد الحفظ أن يستعجلوا الانطلاق في الأمر حتى وإن كان التقدم متواضعا “يجب أن يزاحم القرآن حياتهم وأشغالهم.. مشروع القرآن الكريم تجارة لا تبور ومشروع لا يعرف الخسارة ولو بحفظ آية في اليوم”.

أولياء شعارهم: نعلم أبناءنا القرآن وهو يعلمهم كل شيء
استثمر العديد من الأولياء في أبنائهم بتعليمهم القرآن، حيث يخصص هؤلاء لاسيما الأمهات وقتا كبيرا للمراجعة والتلقين في سن صغيرة من أجل نجاحهم ووضعهم على سكة القرآن الصحيحة.
وتؤكد العديد من الأمهات اللواتي تحدّثنا إليهن أنهن يحرصن كثيرا على متابعة أبنائهن في البيت، حيث تساعد الأمهات في المراجعة وتثبيت الحفظ يوميا من خلال تكرار الورد اليومي..
وقالت والدة مريم يحياوي التي تحدثنا إليها “منذ ولادة أطفالنا نفكر في الطريق الصحيح الذي ينتهجونه، لذا اخترنا أن نعلمهم القرآن والقرآن يعلمهم كل شيء، فأبناؤنا رزق يجب أن نعتني به وان نصونه من الآفات التي تهددهم..”.

طلبة في الطب والصيدلة والإعلام الآلي يحفظون القرآن
بدورها أفادت الأستاذة فاطمة حساني رئيسة لجنة التحكيم والحائزة على إجازة في القراءات العشر أن “الإقبال على تعلم القرآن وحفظه خيالي، خاصة مع افتتاح مجموعة تلقين الأمهات التي تستقطب يوميا 177 امرأة وهن الأمهات الكبار الأميات اللواتي التحقن حديثا بمحو الأمية أو المتقاعدات المفرنسات اللواتي لا يحسن اللغة العربية، حيث نساعدهن على التلقين وهي فكرة أعجبت كثيرا هذه الفئة التي لم تستطع ختم القرآن فقررنا مرافقتهم ومساعدتهم من خلال التلقين وتحفيظهم اسماء الله الحسنى وبعض تعاليم الدين”.
وتؤكد حساني فاطمة أن الفئة الجامعية حاضرة بقوة تزيد نسبتها عن 85 بالمائة وهي من المستوى العالي والتخصصات العالية جدا ليس في الشريعة فقط وإنما في الطب والصيدلة والإعلام الالي والإقبال ايضا من مختلف الأعمار ومختلف التخصصات والبيئات من الصحراء إلى القبائل إلى المدن الراقية مثل الأبيار وحيدرة والمرادية بالعاصمة.. بنات تخلين عن المغريات والملهيات والتجأن إلى كتاب الله.
واستشهدت المتحدثة بنماذج لحافظات برزن في تخصصات علمية وتقنية حتى خارج الوطن وساعدهن في ذلك حفظ القرآن، ومنهن من ختمت القرآن في عام البكالوريا التي نلناها باقتدار وجدارة بمعدلات بين 17 و18. وإلى جانب هؤلاء الشباب، هنالك نساء وأمهات ختمن وحصلن على إجازة في رواية ورش وهن في الأغلب يقاربن الستين عاما فرغم الانشغالات وتربية الأبناء والأحفاد ورعاية الحماة المريضة، إلا أنهن يكابدن لتعلم القرآن.. هن جزائريات بمعنى الكلمة، تطبخ وتربي وترعى الزوج والأبناء وتحفظ كتاب الله وهن لهن من الأمراض المزمنة المعروفة ولا يفرطن في تعلم وحفظ كتاب الله.. وختمت بالقول “هؤلاء قلوبهن أصبحت تحيا بالقرآن الذي أصبح دستور وفخر الجميع”.

 

You may also like

Leave a Comment

روابط سريعة

من نحن

فريق من المتطوعين تحت إشراف HOPE JZR مؤسس الموقع ، مدفوعا بالرغبة في زرع الأمل من خلال اقتراح حلول فعالة للمشاكل القائمة من خلال مساهماتكم في مختلف القطاعات من أجل التقارب جميعا نحو جزائر جديدة ، جزائرية جزائرية ، تعددية وفخورة بتنوعها الثقافي. لمزيد من المعلومات يرجى زيارة القائمة «الجزائر الجزائرية»

من نحن

جمع Hope JZR ، مؤسس الموقع ومالك قناة YouTube التي تحمل نفس الاسم ، حول مشروعه فريقا من المتطوعين من الأراضي الوطنية والشتات مع ملفات تعريف متنوعة بقدر ما هي متنوعة ، دائرة من الوطنيين التي تحمل فقط ، لك وحماسك للتوسع. في الواقع، ندعوكم، أيها المواطنون ذوو العقلية الإيجابية والبناءة، للانضمام إلينا، من خلال مساهماتكم، في مغامرة الدفاع عن الجزائر الجديدة هذه وبنائها.

ما الذي نفعله

نحن نعمل بشكل مستمر ودقيق لتزويد الجمهور بمعلومات موثوقة وموضوعية وإيجابية بشكل بارز.

مخلصين لعقيدة المؤسس المتمثلة في “زرع الأمل” ، فإن طموحنا هو خلق ديناميكية متحمسة (دون صب في النشوة) ، وتوحيد الكفاءات في خدمة وطنهم. إن إصداراتنا كما ستلاحظون ستسلط الضوء دائما على الأداء الإيجابي والإنجازات في مختلف المجالات، كما تعكس منتقدينا كلما رأينا مشاكل تؤثر على حياة مواطنينا، أو تقدم حلولا مناسبة أو تدعو نخبنا للمساعدة في حلها. 

مهمتنا

هدفنا الفريد هو جعل هذه المنصة الأولى في الجزائر التي تكرس حصريا للمعلومات الإيجابية التي تزرع الأمل بين شبابنا وتغريهم بالمشاركة في تنمية بلدنا.

إن بناء هذه الجزائر الجديدة التي نحلم بها والتي نطمح إليها سيكون عملا جماعيا لكل المواطنين الغيورين من عظمة أمتهم وتأثيرها.

ستكون الضامن للحفاظ على استقلالها وسيادتها وستحترم إرث وتضحيات شهدائنا الباسلة.

© 2023 – Jazair Hope. All Rights Reserved. 

Contact Us At : info@jazairhope.org