من يستطيع ان يرسم حدودا واضحة بين الولايات المتحدة الامريكية و الكيان الص.ه..يو..ني، أو من يستطيع أن يفهم من هو صاحب الرأي الحاسم في القضايا التي يبدوا أنه لا يتطابق فيها رأيا الطرفان.
بعض العرب الذين حاولوا فهم هذه العلاقة إبتعدو عن أمريكا و إقتربوا من الكيان على طريقة
” il vaut mieux s’adresser au Bon Dieu qu’à ses saints”
موقعين على تفاهمات أبراهام Abraham Accords
و عندما فتح لهم “الإله” الذين يعتقدون ،المعبد للتقرب و الطاعة وجدوا أمريكا تتربع على العرش…كما فعل البعض الأخر و هو يقترب من امريكا ،ليفتح له المعبد على الكيان الإله.
المخزن ؟
المخزن جهاز أمني مالي زبائني كبير يتحكم في رقاب الشعب المغربي الشقيق ، بإسم مملكة رعوية ،حافض عليها الإنتداب الفرنسي و سوق لها الفكر الرعوي لموظفي الدين، و يسهر على رعايتها شبكة من نخب المخزن، عبيد الدار كما يقول مالكوم إكس، الذين يتألمون لألم الملك و يفرحون لفرحه و يلبسون ثيابه القديمة و يأكلون بقايا المائدة الملكية، في رمزية مستغرقة في الإذلال،فأنت لا تستطيع أن تناقش او تبدي رأيا أمام الملك الذي تقبل يداه.
ما يواجهه الشعب المغربي تجاوزا كثيرا معنى الإستعمار القديم،
تحالف ضده المثقف التافه على حد تعبير ڨرامشي،و رجل الدين الكنسي و شبكة رهيبة من المال و الإعلام الفاسدين، حتى أنه تم تصنيفه اي المخزن ،من طرف مؤسسات الدراسات الأمنية كأحسن جهاز أمني على المستوى العربي ، هو علبة ليست بالمملكة و لا بالدولة،بل هو أقرب الى صورة شركات الحراسة المتعددة الجنسيات سميت تارخيا المخزن.
هل إستوعب المخزن العلاقة؟
إرتماء المخزن الملكي في حضن الكيان الصو..هيو..ني ليس خيار الشعب المغربي أكيد و لكنه أيضا ليس لعبة سهلة كما يعتقد المخزن و يعمل على الإستثمار فيها، فقد كان الحسن الثاني يفاخر بقوله نحن نملك أكبر جالية يهودية من أصل مغربي، و يعتقد بأنه لو توحد مال المماليك العربية كما يقول مع الذكاء اليهودي لتمكنا من قيادة العالم ،الواقع ان الكيان تتمدد و إستشرى سرطانه في كل أجهزة المخزن الاقتصادية و الأمنية، و أصبحت مراكز القرار و الحكم تناقش و تأخذ في تل أبيب ، إلى درجة أن يجرأ الكيان على تهديد الجار الشرقي من على الأراضي المغربية ،رغم أن الجزائر لا تملك حدودا ، و لا حتى عداوة مباشرة مع الكيان ، فقيم الدولة الوطنية الحديثة تعمل على تصفية الإستعمار و حق كل الشعوب في تقرير مصريرها و هي قيم مستمدة من تجربة الجزائر مع الإستعمار و معركتها من أجل الحرية و الاستقلال.
يبدوا أن المخزن قد نجح حيث تطابق رأي الكيان و الولايات المتحدة في مساندة مسعاه في ضم اراضي الجمهورية الصحراوية دون الإكتراث لنظال الشعب الصحراوي و أعراف الشرعية الدولية و ميثاق الأمم المتحدة.
يعتقد المخزن أنه نجح في كسب تأييد القوى الكبرى في لحظة يتغير فيها العالم بسرعة ، و حدود الأمن فيه ما بعد الحرب العالمية الثانية ملتهبة ، يتم فيها وضع كل التفاهمات و الصفقات على الطاولة.
لقد إختار المخزن منطقة الصفقة على منطق التاريخ، و هو يمارس تكبرا مقيتا ضد جاره الشرقي الجزائر ، معولا على تأييد القوتان له.
ينظر الجزائريون الى هذا الوضع على أنه إعتداء جبان على وطنهم،و إستهزاء حقير بكل التضحيات التي قدموها من أجل الإستقلال ، و إستخفاف غبي بكل ما يمكن أن يقدموه دفاعا على وحدة البلاد و حرمة ترابها.
و قبل كل هذا و بعده …. عندما تحين لحظة يالطا الثانية
Conférence de Yalta
، يمكن للجزائر التي حافضت على حيادها الإجابي، أن تكون الضامن القوي لكل التفاهمات ،دون أن تتنازل عن حقها في إستكمال بناء دولتها الوطنية الحديثة.
سيجد حينها المخزن ،أن الصفقة التي يهدد بها جيرانه ،لم تكن إلا ورقة يتم إستعمالها حين يحين وقت الطاولة .