وتتنوع الأشجار المغروسة التي فاق عددها الآلاف داخل الأحياء حتى الشعبية منها بين الزيتون والخروب والتوت إلى صفورا و بلاطان و برتقال الرنج وكاليستمون وميليا مما أضفى بعدا جماليا على عاصمة الأوراس.
ولم تلبث المبادرة التي لاقت استحسانا كبيرا في أوساط السكان أن تتحول لتشمل المناطق الجبلية المحاذية للمدينة التي تستقطب العائلات ليتم التركيز فيها على البلوط والفستق الأطلسي والأرز الأطلسي وكذا التين الشوكي.
ولم يكن فؤاد معلى، الذي بدأ المبادرة منذ ما يقارب 6 سنوات بغرس شجرة أمام بيته يعلم أنها لن تتوقف بل ستشمل حيه بوزوران ثم تتوسع إلى مختلف أرجاء المدينة ومنها إلى الغابات المجاورة لها.
ونقلت واج عن فؤاد معلي، صاحب المبادرة التي تحولت حاليا بعد نجاحها الكبير إلى جمعية قيد التأسيس قوله في تتصريح ل(واج) على أن “التفاف المتطوعين والمحسنين على المبادرة ساهم في نجاحها الكبير بمدينة باتنة وعديد بلديات الولاية وهي اليوم تنتشر بعديد ولايات الوطن”.
و أردف في هذا الصدد، بأن عملية غرس الأشجار بالمدينة ومتابعتها تتم بطريقة علمية ومدروسة، مؤكدا على أن السقي يتم بالتنسيق مع المجلس الشعبي البلدي الذي سخر 3 صهاريج لأصحاب المبادرة فيما تطوع محسنون للتكفل بسقي المغروس من الأشجار بأحياء بأكملها.
من أجل باتنة خضراء ونموذجية
وتهدف المبادرة التي انخرط فيها المواطنون إلى جعل باتنة مدينة خضراء ونموذجية في هذا الميدان من خلال تكاثف جهود الكل بما في ذلك السلطات المحلية ومحافظة الغابات والحظيرة الوطنية لبلزمة الذين لم يبخلوا على المتطوعين بالإمكانات.
وقد بدأت نتائج (أمام كل بيت شجرة) تظهر جليا للعيان منذ حوالي سنتين ونصف، حسب السيد معلى الذي دفعه حب الطبيعة منذ الصغر إلى خوض غمار هذه التجربة على الرغم من أن تخصصه الجامعي، كما قال لوأج كان في الميكانيك وبعيد كل البعد عن عالم النباتات.
أما فيما يخص عملية التزود بالشجيرات فتمت في البداية من مشاتل باتنة “لكن مع تزايد الحاجة لعدد أكبر من الأشجار المراد غرسها و التي وصلت في بعض المرات إلى 2000 شجيرة يوميا حولنا الوجهة إلى ولاية البليدة التي وجدنا فيها ضالتنا بمساعدة المحسنين” -يقول ذات المتحدث- .
والجميل في المبادرة التي وصل عدد متتبعيها على شبكة التواصل الاجتماعي حوالي 260 ألف شخص من داخل وخارج الوطن أن كل الأشجار المغروسة لحد الآن حسب معلى ناجحة بنسبة 90 بالمائة سواء بمدن الولاية أو في مناطقها الجبلية.
ولم يكتف أصحاب مبادرة (أمام كل بيت شجرة) بغرس الأشجار في الأحياء وعلى حواف الطرقات وبمداخل ومخارج مدن الولاية بل تعدوها إلى توزيع الشجيرات على المواطنين الراغبين في تزيين محيطهم فاستحقوا التكريم في عدة مناسبات لنجاح حملتهم التي ما تزال متواصلة على الإسمنت المسلح عبر الغرس و توزيع مطويات حول أهمية التشجير و دور الشجرة في البيئة والمحيط.