أضحك المغني الفرنسي “أنريكو ماسياس” كل من تابعه خلال حصة تلفزيونية تم بثها مؤخرا عندما بدأ يتفلسف حول الأصول و الفروع بين سكان الجزائر الذي لا يزال يصّر بأنه منهم رغم لفظ المجتمع الجزائري لشخصه نظير ضلوعه في أعمال عدوانية ضد الجزائريين أيام اصطف لصالح الفرنسيين خلال ثورة التحرير.
و بعد يأس ماسياس من حلم العودة لأرض قسنطينة الطاهرة التي لا يشرفها احتضان هذا النذل الجبان الذي لا يزال يزّكي قتل الصهاينة للأطفال و الشيوخ و العجائز في أرض فلسطين,راح هذه المّرة و ككل مرة يتفلسف في أحد البلاطوهات الفرنسية المتحّزبة لكل ما هو صهيوني و عنصري يلبس الثوب الأنثروبولوجي و يصف نفسه بأنه من السكان الأوائل للجزائر.
حيث ذهب بعيدا هذه المرة بخلط نفسه بالجنس الأمازيغي الأشرف منه عرقا و نسبا و راح يتبّجح بأن أصوله ترجع إلى ما قبل الفتح العربي بغية زرع الفتنة مجددا و التي فشل فيها الإستعمار الفرنسي رغم بقائه طيلة 132 سنة في الجزائر.
و رغم اجتهاد “أنريكو ماسياس” صاحب أغنية “Jai quitter Mon pays” في التبريرات التوبونيمية و الأنثروبولوجية الفاشلة التي أراد من خلالها نسب نفسه للفرقة التي انفصلت بدعوة ربانية من أسباط سيدنا موسى عليه السلام و التي أتت مع الفينيقيين إلى شمال إفريقيا,إلا أنه أخفق في ميدان ليس ميدانه حيث تغيب الآلات الوترية و الإيقاعية التي يفهم فيها المعني أكثر من الأثروبولوجين.
و من خلال حديثه الذي ليس له لا أول و لا آخر خرج “إنريكو ماسياس” مثلما دخل خالي الوفاض خلال نقاش عقيم لم يفلح في خوضه مع معّد الحصة الذي يجهل أصلا تاريخ الجزائر,ليصبح ماسياس أضحوكة تعليقات وسائط التواصل الإجتماعي.
أين لامه الفرنسيون في الخوض في ميدان ليس بميدانه,حيث يبدو أن الآلة الدعائية الصهيونية تكون قد فشلت للمرة المليون في فّك لحمة أمة أبناء المليون و نصف مليون شهيد,المعروفة بتاريخها المجيد الذي يشهد لها بصّد كل أصناف الاستعمار سواءا كان بيزنطيا أو ونداليا أو رومانيا.
أين اجتهدت الأمة الجزائرية بعد لبسها للعباءة العربية الإسلامية في نقل الخطر إلى أراضي الغزاة,حيث يشهد التاريخ أن الأسطول الجزائري برع في تخليص المسلمين الأندلسيين من براثن محاكم التفتيش الإسبانية و استطاع الإغارة حتى على مواقع العدو في أيسلندا و بحر البلطيق و حتى إيرلندا و ما خفي في التاريخ كان أعظم.
elmakal.dz