وهيبة. س
يجتهد الكثير من الطلبة الشباب في استحداث مشاريع تتماشى مع التطورات التكنولوجية الحديثة، من أجل حل الكثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في الجزائر، فقد ساهمت المؤسسة الجزائرية لدعم الشباب وتنمية المقاولاتية، في نظرة استشرافية واعدة لتحقيق هذه الفئة تنمية اقتصادية من خلال تجسيد بعض الأفكار على أرض الواقع.
وخلال الإعلان عن اختتام البرنامج الوطني للدعم الشبابي الطبعة الأولى 2023 وافتتاح الطبعة الثانية 2024، خلال حفل بفندق “الشيراتون”، تبين شغف بعض الشباب الذين حضروا الحدث، بالأفكار التي تطرح حلولا اجتماعية وتسهل للجزائريين التعامل مع بعض الخدمات، كالسفر والعلاج، والحماية من النصب والاحتيال الإلكتروني، وغيرها من العقبات التي تواجهنا في يومياتنا.
تطبيق “العمرة دي زاد”.. وداعا لاحتيالات السماسرة
ولقي مشروع تطبيق “العمرة دي زاد”، للشاب محمد زمال من عنابة استحسانا وإعجابا من طرف المؤسسة الجزائرية لدعم الشباب وتنمية المقاولاتية، حيث أكد لـ”الشروق”، أن هناك مساع من طرفه لإبرام اتفاقية مع ديوان الحج والعمرة، واعتماد تطبيقه الإلكتروني رسميا في الموسم القادم.
وقال محمد زمال، إن فكرة التطبيق راودته بعد أن وقع ضحية أحد سماسرة رحلات العمرة، الذي سلبه مبلغ يتجاوز الـ20 مليونا، واتضح فيما بعد أن لا علاقة له مع وكالة السفر التي ادّعى علاقته بها. وأوضح زمال، أن التطبيق يضم كل وكالات السفر المعنية بالحج والعمرة، ويسهّل للجزائريين من كل الولايات اختيار الوكالة التي يرغبون في رحلاتها، وحسب المبلغ المناسب، بحيث يمكن لأي أحد أن يحجز من خلال التطبيق في رحلة سفر للبقاء المقدسة، باستنساخ جواز السفر وكل الوثائق اللازمة.
ويتيح التطبيق، حسب صاحبه، فرصة التعامل مباشرة مع الوكالة ومن دون الوسطاء، والحجز في رحلة لوكالة سفر تتواجد في ولاية أخرى وبعيدة، على أن يلتزم بموعد الالتقاء في المطار الذي يسافر منه وفد ذات الوكالة. ويرى الشاب محمد زمال، أن التطبيق الذي استحدثه سيحارب السماسرة الذين كانوا يستغلون “الفايس بوك”، للإيقاع بالراغبين في رحلات الحج والعمرة، لسلب أموالهم.
تطبيق لمتابعة علاج إدمان التدخين
واجتهدت الطالبة سناء بن يوب، 22 سنة، من ولاية تلمسان، بعد تخرجها من المدرسة العليا للأعمال، في مجال الخدمات الصحية، لتستحدث تطبيقا إلكترونيا، يخدم المدمنين على التدخين والتبغ، الذين يتابعون العلاج في المراكز الخاصة بمكافحة هذه الظاهرة.
وأوضحت لـ”الشروق”، على هامش حفل اختتام الطبعة الأولى للدعم الشبابي، أن تطبيق”جي آل سيتي”، أول تطبيق للمتابعة الطبية وخدمة المعالجين من إدمان التدخين ومضغة التبغ، حيث بدأت بمراكز القطاع العمومي في تلمسان لمكافحة التدخين.
وقالت إن التطبيق الإلكتروني الذي استحدثته، يمكن أن يضمن متابعة منظمة وعن بعد لبعض الذين يرغبون في التخلص من إدمان التدخين، حيث يكون تحت المراقبة من خلال التواصل المرئي أو الكتابي أو السمعي. وتطمح سناء بن يوب، في أن تعمّم خدمات تطبيقها الإلكتروني ليشمل كل المصالح الطبية عبر الوطن، ولا يختصر مستقبلا فقط على مراكز مكافحة التدخين.
مساع شبابية لترويج وحماية الصناعة التقليدية
وفي ظل الحملة الشرسة والسرقات العلنية التي طالت الموروث الثقافي المادي واللامادي للجزائر من بعض الجهات الأجنبية، اجتهد بعض الشباب في الدفاع عن هذا الموروث، باستغلال التكنولوجيا ومواقع التواصل، بحيث استحدث سفيان دحمان، شاب يبلغ من العمر 29 سنة، تقني سامي في الإلكترونيك، تطبيقا أسماهMY ARTES، ويقصد من خلالها صنع الفن، حيث أوضح لـ”الشروق”، أن الهدف منه هو التنسيق بين جميع الحرفيين الجزائريين، والترويج لصناعاتهم، والإعلان عن التظاهرات الخاصة بهم، وأيضا الترويج لهذه الأخيرة والتقاط صور وفيديوهات لأحداثها ومجرياتها.
مرافقة الشباب حاملي الأفكار.. فرصة لتجسيد المشاريع المبتكرة
وفي سياق الموضوع، قال محمد أسامة بابو، الرئيس التنفيذي الوطني للمؤسسة الجزائرية لدعم الشباب، إن جهود المؤسسة تندرج في مراهنة الدولة على المؤسسات الناشئة والصغيرة والمتوسطة كبديل لتحقيق إقلاع اقتصادي، وإن الطموح اليوم، من خلال إستراتيجيات وبرامج محكمة، هو توفير وتنويع مصادر الدعم، وعليه، بحسبه، ارتأت المؤسسة الجزائرية لدعم الشباب، أن تؤسّس صرحا اقتصاديا محوريا يتمثل في المنتدى الوطني لأرباب العمل، المقاولين والمستثمرين، والذي تندرج مهامه في مرافقة هؤلاء الشباب.
وأكد أن الإنجاز الذي حققه الشباب الجزائري مؤخرا في شتى المجالات، ما هو إلا برهان على ارتفاع حس ووعي وفطنة هذه الفئة، التي تراهن عليها الجزائر كعنصر أساسي هام في صنع القرار.
شباب يستحدثون تطبيقات تسهّل حياة الجزائريين – الشروق أونلاين (echoroukonline.com)
