حقق المنتخب الجزائري فوزاً ثميناً على نظيره التوغولي بنتيجة 1-0، ليضمن تأهله للمرة الحادية والعشرين في تاريخه إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا. بهذا الإنجاز، يواصل المنتخب الوطني تألقه بالحفاظ على سجل خالٍ من الهزائم في التصفيات الإفريقية للمرة السابعة عشرة، مما يعزز مكانته كفريق لا يُهزم في القارة السمراء.
لقد قدم المدرب بيتكوفيتش أداءً رائعاً بتحقيقه ثالث انتصار خارج الديار في جميع المسابقات، وهو مؤشر إيجابي على استمرارية تطور الفريق. من ناحية التحكيم، كان عادلاً للغاية مع المنتخب الجزائري، حيث منح الفريق ركلة جزاء في مباراتين متتاليتين.
أبرز نجوم المباراة من وجهة نظر المتابعين كانوا هشام بوداوي والحارس غندوز. بوداوي، بتألقه في وسط الميدان، أعادنا إلى أيام عظماء الكرة الجزائرية كقاسي السعيد وشريف الوزاني، بينما كان الحارس غندوز جداراً منيعاً أمام هجمات توغو، على الرغم من بعض التردد الذي ظهر في بعض اللحظات.
المدرب الوطني وُفِّق كثيراً في اختيار التشكيلة الأساسية بإقحام عمورة وغويري في خط الهجوم، كما كان قراره بإبقاء رياض محرز على دكة البدلاء جريئاً وصائباً، إذ قدم المنتخب في الشوط الأول أداءً قوياً استحق به التقدم عبر هدف بن سبعيني.
رغم الأداء الإيجابي، إلا أن بعض الجوانب تحتاج إلى تحسين. الدفاع بقيادة عيسى ماندي بدا ثقيلاً، بينما يتساءل المتابعون عن مدى قدرة المنتخب على مواجهة منتخبات أقوى، خصوصاً مع الاعتماد على ريان آيت نوري كظهير أيسر دون تغطية دفاعية كافية. كما أن بعض اللاعبين مثل زروقي وبن زية لم يظهروا بالمستوى المتوقع منهم، وهو ما يثير التساؤلات حول جاهزيتهم للمواجهات القادمة.
في النهاية، يجب أن تكون هناك قائمة واضحة للاعبين المنفذين لركلات الجزاء لتجنب المشادات داخل الفريق، مثلما حدث اليوم بين بن سبعيني وبن زية. نأمل أن يستمر المنتخب في تقديم أداء قوي ومتوازن في المراحل القادمة وأن يمنح المدرب الفرصة للشباب لاكتساب الخبرة المطلوبة. و الآن وبعد ضمان التأهل، من الضروري منح الفرصة للشباب مثل مازة وبوعناني وشايبي للتعود على اللعب في إفريقيا وكسب الخبرة اللازمة لمواجهة منتخبات ذات قوة بدنية.
في الختام، يبقى التأهل إلى كأس أمم إفريقيا إنجازًا يبعث على الفخر، ولكن الحفاظ على الزخم والاستمرارية يتطلب معالجة النقاط الضعيفة والعمل على تطوير الأداء الجماعي والفردي. المنتخب الجزائري يمتلك خامات شابة واعدة قادرة على حمل راية الفريق في المستقبل، ولكن من الضروري منحها الفرصة لتثبت نفسها على أرض الملعب. نتطلع إلى رؤية المزيد من التطور في المباريات القادمة، مع تحقيق التوازن بين الخبرة والشباب، لضمان بقاء الجزائر في الصدارة وتقديم أداء مشرّف يليق بتاريخ هذا الفريق العريق.