شهدت الجزائر في السنوات الأخيرة نقلة نوعية في مجال البنية التحتية الرياضية، حيث تم تصميم وإنشاء ملاعب كرة قدم حديثة وفق معايير عالمية وهندسة معمارية دقيقة. هذه الملاعب الجديدة لم تكن مجرد منشآت رياضية، بل أصبحت رموزًا للتقدم والتنمية، تعكس صورة الجزائر الحديثة إلى العالم. بتجهيزات متطورة ومرافق متنوعة، تمكنت الجزائر من استضافة بطولات رياضية كبرى مثل ألعاب البحر الأبيض المتوسط وكأس أمم إفريقيا للمحليين، ما يعكس التزامها بتطوير الرياضة على المستوى الوطني والدولي. إن هذه المشاريع الطموحة تمثل خطوة هامة نحو مستقبل مشرق لكرة القدم الجزائرية، حيث تتطلع البلاد إلى تحقيق المزيد من الإنجازات الرياضية على الساحة العالمية.
ملعب نيلسون مانديلا
يقع هذا الملعب الرائع على مساحة تبلغ 42 هكتارًا، ويتسع لأربعين ألف مقعد. يتميز بأحدث التقنيات في مجال التحكم والتسيير، إضافة إلى أرضية ملعب طبيعية مجهزة بتقنية العلاج بالضوء. يضم الملعب أيضًا شاشتين عملاقتين لنقل المباريات مباشرة، وملعبًا خاصًا بالتدريبات، إضافة إلى مهبط للطائرات ومواقف سيارات تتسع لـ 500 سيارة. يوفر الملعب مرافق حديثة ومتنوعة تلبي احتياجات اللاعبين والجماهير على حد سواء، بما في ذلك غرف تبديل الملابس المجهزة بأحدث الوسائل، مناطق الاستراحة، وصالات اللياقة البدنية. تم استخدام هذا الملعب بنجاح خلال بطولتي كأس أمم أفريقيا للمحليين وبطولة إفريقيا تحت 17 سنة، مما يعكس الوجه الجديد للجزائر في القارة الأفريقية.
ملعب ميلود هادفي بوهران
يعد هذا الملعب جزءًا من مركب أولمبي يضم مضمارًا لألعاب القوى وعددًا من القاعات الرياضية الكبرى، وقد استضاف هذا الملعب العديد من الفعاليات الكبرى بما في ذلك ألعاب البحر الأبيض المتوسط. تميز هذا المركب الرياضي بمرافقه العالمية التي جعلت من الجزائر وجهة رياضية متميزة على المستويين الإقليمي والدولي. يحتوي المركب على مرافق متنوعة تشمل مركزًا طبيًا حديثًا، مرافق تدريب متكاملة، ومناطق استرخاء وترفيه للرياضيين والجماهير.
ملعب تيزي وزو
يتميز هذا الملعب بأنه أول ملعب صديق للبيئة في الجزائر، حيث يتم إعادة تدوير النفايات مباشرة فيه. يضم الملعب عددًا من المرافق بما في ذلك مركز تدريبي، متحف، وسينما، ويولي اهتمامًا خاصًا بفئة ذوي الهمم. تبلغ مساحة الملعب أكثر من 53 هكتارًا ويضم 12 مدخلًا، ويقع في موقع استراتيجي على مقربة من الطريق الوطني رقم 12. يوفر الملعب أيضًا مرافق إضافية تشمل مساحات خضراء، مناطق للترفيه، ومرافق رياضية متعددة الاستخدامات تلبي احتياجات مختلف الرياضات.
ملعب الدويرة
يتميز ملعب الدويرة بألوان نادي مولودية الجزائر، وقد أنجز على مساحة تبلغ 35 هكتارًا ويتسع لأربعين ألف مقعد، ليصبح جزءًا من الجواهر الرياضية الأخرى في الجزائر. تم تصميم هذا الملعب وفق معايير بناء مضادة للزلازل والفيضانات، مما يعكس اهتمام وزارة السكن والعمران بتوفير بنية تحتية رياضية آمنة ومستدامة. يضم الملعب مرافق حديثة تشمل غرف تبديل ملابس متطورة، مراكز طبية مجهزة، ومساحات للتمرين والتدريب المتخصص، بالإضافة إلى مناطق ترفيهية للجماهير.
جهود وطنية بسواعد محلية
تمت دراسة مشاريع هذه الملاعب وإنجازها بسواعد محلية وبإشراف وزارة السكن والعمران. هذا الإنجاز لم يتوقف عند بناء هذه الملاعب الأربعة فقط، بل هناك خطط لتشييد وترميم منشآت أخرى مثل تجديد ملعب الخامس من يوليو. هذه الجهود تعكس إرادة الجزائر في تزيين كل ولاية بملعب حديث يليق بها، ما يجعل الجزائر حاضنة للرياضة العربية والإفريقية بفضل تجربتها التنظيمية والبنية التحتية المتميزة.
هذا التحول الكبير في البنية التحتية الرياضية في الجزائر يعكس رؤية طموحة نحو مستقبل رياضي مشرق، ويضع الجزائر في مصاف الدول التي تولي أهمية كبيرة للرياضة وتوفير المرافق اللازمة لدعمها على أعلى مستوى.