في عالمنا المتسارع والمليء بالتحديات، يجد الكثيرون أنفسهم في حاجة ماسة إلى وقت خاص يعيد التوازن إلى حياتهم. مجموعة من الأفراد في إحدى المناطق الجزائرية اكتشفوا أن الرياضة ليست مجرد وسيلة للحفاظ على اللياقة البدنية، بل هي أيضاً سبيل للتواصل الاجتماعي، لتخفيف الضغوط النفسية، ولتحقيق الانسجام الداخلي.
كل يوم جمعة، يجتمع هؤلاء الأفراد في غابة بوشاوي غرب الجزائر لممارسة الرياضة. ليس بينهم فارق كبير في العمر أو الاهتمامات، فالبعض تجاوز الستين من العمر بينما البعض الآخر لا يزال في العشرينيات. ورغم اختلافاتهم، تجمعهم الروح الرياضية وحبهم للقاء الأسبوعي الذي أضحى تقليدًا بالنسبة لهم.
على مدار أكثر من عشرين عامًا، أصبحت هذه الاجتماعات رياضة منظمة غير رسمية تتلاقى فيها العائلات والأصدقاء في جو مفعم بالمحبة والصداقة. بعضهم يأتي برفقة أبنائه، والبعض الآخر مع أصدقائه، لكن الهدف مشترك: الهروب من روتين الحياة اليومية وتخفيف الضغوط النفسية المتراكمة.
ما يميز هذه المجموعة ليس فقط حبهم للرياضة، بل قدرتهم على الترحيب بالجميع دون أي تمييز. في كل مرة ينضم عضو جديد، يجد أنه قد احتضن بكل دفء من قبل الجميع. فالرياضة ليست مجرد جري أو تمرين عضلي بالنسبة لهم، بل هي وسيلة لبناء جسور جديدة من العلاقات.
أحد المشاركين الذي انضم قبل سبع سنوات، يشير إلى أن الفائدة ليست فقط بدنية، بل نفسية أيضاً، حيث يؤكد أن هذه اللقاءات تساعده على تجاوز مشاكل الحياة اليومية والضغوط التي قد تواجهه في العمل أو الحياة الشخصية.
في كل لقاء، يجلبون معهم طعامًا خفيفًا ومشروبات ليتقاسموا اللحظات السعيدة بعد التمارين. تصبح الضحكات والتجارب المشتركة عنوانًا رئيسيًا لهذه الاجتماعات، لتتعمق أواصر المحبة بين أفراد هذه المجموعة.
رياضة الغابة في بوشاوي أصبحت لهم ليست مجرد وسيلة لتحسين اللياقة البدنية، بل هي محطة أسبوعية لاستعادة النشاط النفسي والجسدي، وتعزيز روابط الصداقة التي تقويهم لمواجهة الحياة بكل تحدياتها.
في النهاية، يبقى لهم هذا المكان الجميل في غابة بوشاوي، كملاذ لهم ولأحبائهم.
Hope&Chadia