خلافًا للاعتقاد السائد، لا يحلم جميع الطلبة الجزائريين بالهجرة. رغم أن نداء الخارج قد يكون مغريًا، إلا أن العديد منهم يفضلون استثمار مهاراتهم في بلدهم، حيث يرونه أرضًا خصبة لبناء مستقبلهم.
شباب مرتبط بالجزائر
كشفت دراسة حديثة، أجريت على 782 طالبًا في مجالات العلوم الاقتصادية، والمالية، والتسويق، والإدارة، عن ارتباط عميق بالجزائر وبإمكاناتها. فقد أسهمت الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى الإرادة السياسية القوية لتعزيز ريادة الأعمال والابتكار، في خلق بيئة مناسبة لنمو الخريجين الشباب. هذه الدراسة، التي أجراها الاقتصادي ورجل الأعمال ناظم سيني، بالتعاون مع مجلس AGSA، كانت تهدف إلى فهم أفضل لتطلعات الطلبة المهنية بعد التخرج.
توقعات واضحة للمستقبل
كان الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو فهم توقعات الطلبة بعد التخرج، خاصة فيما يتعلق بالمشاريع المهنية المستقبلية. ووفقًا للنتائج، فإن 71% من المستطلعين يرغبون في البقاء في الجزائر لمواصلة دراساتهم أو بدء حياتهم المهنية، بينما يفكر 27% فقط في الانتقال إلى الخارج لأغراض أكاديمية أو مهنية أخرى. ويُعزى هذا التوجه للبقاء في الوطن بشكل أساسي إلى الرغبة في المساهمة الفعالة في تنمية المجتمع.
آفاق التنمية الشخصية
يشير ناظم سيني إلى أهمية فهم توقعات الشباب فيما يتعلق بشروط العمل وطبيعة الوظائف المتاحة. وتُظهر الدراسة أن 51.9% من الطلبة المستطلعين يفضلون القطاعات التي توفر فرصًا للتنمية الشخصية، وهو معيار أساسي في خياراتهم المستقبلية.
رغبة في الاستثمار في الجزائر
على عكس الصور النمطية التي تصور الشباب كجيل محبط، يرى هؤلاء الطلبة في الجزائر بلدًا يمكنهم فيه تحقيق ذاتهم والمساهمة في التنمية الاقتصادية. ووفقًا لسيني، فإن “العمل، بالإضافة إلى التركيز على جيل يبحث عن التجديد، يُظهر أن هؤلاء الشباب يطمحون للمشاركة في تحديث وطنهم.”
فرص نمو يجب اغتنامها
في الجزائر، لا تزال هناك موارد كبيرة غير مستغلة، وآفاق نمو اقتصادي متعددة. يرى الشباب في وطنهم أرضًا مليئة بالفرص، بشرط توافر الظروف المناسبة لمساعدتهم على النمو والازدهار. يضيف ناظم سيني: “يجب المخاطرة بالاستثمار في الجزائر لتحقيق النجاح هنا.”
ما بعد التخرج: أولويات محددة
بعد الحصول على الشهادة، وضع الطلبة المستطلعون القطاع الخاص كخيارهم الرئيسي للعمل، مع تفضيل للتقنيات والخدمات. ومع ذلك، تكشف الدراسة أيضًا عن قلق متزايد بشأن ظروف العمل، خاصة فيما يتعلق بجودة البيئة المهنية وآفاق التطور.
ظروف العمل: قضية جوهرية
يعتبر 44.1% من الطلبة المستطلعين أن ظروف العمل من الأولويات، ويؤكدون على ضرورة توفير بيئة مهنية محفزة ومتناسبة مع تطلعاتهم. هذا الرقم يبرز أهمية توفير أصحاب العمل بيئات عمل جذابة لاحتضان المواهب الشابة.
خاتمة
تقدم دراسة ناظم سيني نظرة ثمينة على تطلعات الشباب الجزائري ودوافعهم. لا يكتفي الطلبة بالأحلام ببلدان أخرى؛ بل يريدون لعب دور نشط في تطوير وطنهم. ومن أجل ذلك، من الضروري أن يوفر لهم القطاع الحكومي والخاص الظروف اللازمة للنمو وبناء مستقبل مزدهر في الجزائر.
دراسة من نازيم سيني
By Hope&Chadia