لقد أبدعت الثقافة الأوربية و الغربية عموما في صناعة شخصيات غريبة ،خارقة مقززة و وحشية في صورة الإنسان، الخيال الغربي الغارق في نرجسية الرجل الأبيض المتفوق على طريقة سو بارمان. قد تكون شخصية سوبارمان مستوعبة إلى حد ما ،فالتاريخ يسرد نماذج كثيرة من الشخصيات التي تدعي التميز و المتفوق على الأخر كلما كان ميزان القوة لصالحها.
الأغرب في هذا الخيال هو قدرة الإنسان الغربي الأوربي و الأمريكي على صناعة شخصيات مصاصي الدماء، ,الإنسان الذي يعيش على الدماء و يتحول إلى حيوان حين يريد ، مخلوق مثير للاشمئزاز ينهي الحياة ويفسدها ليحافظ على حياته وشبابه، السينما الأمريكية إلتقتت هذه الميتولوجيا الموغلة في التوحش ، لتصنع شخصيات سينمائية تتجاوز كثيرا قدرة الفطرة السليمة على تصور تفاصيل رهيبة لهذه الشخصية، دراكولا أول مصاص دماء في البشرية، والذي ينقل حسب الأسطورة اللعنة إلى باقي مصاصي الدماء، وبفضل أداء غاري أولدمان و المخرج فرانسيس فورد كوبولا.، نجح في جعل المشاهد يعيش حالة من الخوف والترهيب… ، ليأتي بعد دراكولا سلسلة من مصاصي الدماء على غرار ليستات دو ليونكور،آدم و بليد الذي يقضي على بقية مصاصي الدماء بعدما تحول إلى نصف إنسان خلال ولادته.
الأكثر الشخصيات الموغلة في التوحش هي مارلو في فيلم 30 Days of Nightالذي يحكي قصة قرية صغيرة لا تسطع عليها الشمس إلا يوماً واحداً في الشهر. يحيا فيها مصاصو الدماء يعبثون بالنساء و الأطفال ويفعلون ما يشاءون .
فيلم Days of Night 30 , لا يختلف كثيرا عن الواقع الذي تعيشه غزة اليوم ، قرية صغيرة بمساحة 360 كلم يحاصرها مصاصو الدماء الصهانية ، لكن مصاصوا الدماء الصهاينة اليوم تجاوزوا كل الخيال الرهيب الذي تفرضه السينما على المشاهد ، فمصاصو دماء غزة لا يتوقفون عن شرب الدماء حتى حين تسطع الشمس.