مع تزامن اليوم مع تاريخ بيعة الأمير عبد القادر المباركة بالتقويم الهجري و التي ظهرت من خلالها أولى خيوط تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة على يد الشاب المعسكري,آثرنا أن نعيد المقال الجميل للأستاذ بومدين بوزيد من أجل استذكار مناقب الأمير على الصعيد الوطني و كذا الدولي و العالمي و ردا كل الشبهات التي شابت شخصية الأمير عبد القادر من خلال الأعداء الحاقدين.
فالبيعة الأولى والثانية لشاب في العشرينات من عمره من أجل قضية عادلة وبناء (الدولة الجزائرية)، كانت بيعة تاريخية حقّقت معناها ثورة التحرير بعد قرن وعشرين عاما.
بيعة جعلت منه البطل القومي التاريخي، بيعة ضدّ الإحتلال الفرنسي ورفع راية الجهاد بعدما تخلّى عن ذلك مولاي عبدالرحمان ببلد مراكش.
واعتذر عن قيادة المسلمين في شمال إفريقيا نحو تحقيق عزتهم وكرامتهم وقال:”عليّ بخاصة نفسي ودولتي”.
فاضطر الأمير لأن يكون للمغرب الوسيط (الجزائر) دولته وسلطانه، وهو في ذلك يجد شرعيّته في الدّولة الأدريسية الشّريفية التي ينتمي إلى سنام شرفها مثل بعض الجزائريين الأشراف الحسنيين، وفي دولة الرستميين وبني زيان وبني توجين.
إنها البيعة التي تستلهم التخطيط الأول (إجتماع بجاية) لبناء دولة الموحدين بين المهدي بن تومرت (السوس الأقصى) وعبد المؤمن بن علي (ترارة تلمسان).
تستلهم الإتفاق الرباطي الجهادي بين العياشي المغربي واليعقوبي الندرومي الجزائري في القرن الخامس عشر الميلادي من أجل تحرير سواحل البلدين من الإحتلال البرتغالي والإسباني.
التاريخ عبرة وعلاج حين يكون من أجل سيادة الشعب والوطن، والذاكرة المشتركة حياة من أجل العيش والتعايش والحوار والسعادة والوحدة والمستقبل.
وزير دفاع الكيان الإسرائيلي ستتحطّم أحلامه أمام هذه الذاكرة المشتركة التي ظلّت قوّة وحدة وحرية وانتماء لأرض الشهداء.
ذاكرة تستلهم جهاد العياشي والريف المغربي وعلال الفاسي والحركات الوطنية في المغرب، وبني يزنانس في الشرق المغربي الذين احتضنوا الأمير عبدالقادر ومجاهدي الثورة التحريرية.
elmakal.dz