في لحظة دقيقة تمر بها العلاقات الجزائرية المالية، تظهر هذه المبادرة النبيلة كتعبير مسؤول عن روح الأخوة والإرادة المشتركة في الحفاظ على السلم والاستقرار بين بلدين يجمعهما التاريخ والمصير.
لقد جاءت هذه الرسالة المفتوحة كنداء عقلاني، يذكّر بما يربط الجزائر ومالي من قيم ومبادئ راسخة، ويؤكد على أهمية الحوار كسبيل لتجاوز الخلافات، بعيداً عن التوترات والانفعالات.
إنها دعوة صادقة إلى العودة لروح التضامن التي ميزت علاقات الشعبين على مر العقود، وتذكير بأن التحديات المشتركة لا تُواجه إلا بتكاتف الجهود، وتغليب صوت الحكمة على كل اعتبار.
مثل هذه المبادرات تعكس وعياً عميقاً بضرورة صيانة الروابط التاريخية، وتعزيز السلم الإقليمي، في زمن باتت فيه التفرقة خطراً على حاضر الشعوب ومستقبلها.
ترجمة الرسالة
رسالة مفتوحة إلى سلطات الجزائر ومالي
صادرة عن: التجمع الجزائري-المالي
26 أفريل 2025
نحن، المواطنون الجزائريون والماليون،
قلقون من الأزمة الحالية بين بلدينا وما قد تسببه من عواقب غير متوقعة لأي تصعيد في هذا النزاع؛
حريصون على الحفاظ على السلام واستمرار العلاقة الطيبة بين بلدينا؛
واعون بحكمة قادة بلدينا، الجزائر ومالي، المرتبطين بمصير مشترك، والمشتركين في حدود تقارب 1400 كلم، وفي فضاء جغرافي موحّد (منطقة الساحل)؛
مقتنعون بأن بلدينا يلعبان دوراً حاسماً في استقرار منطقة الساحل، حيث تنشط جماعات إرهابية عديدة تؤذي السكان المحليين وتعطل التجارة عبر الحدود؛
مدركون لتاريخنا المشترك في النضال من أجل التحرر الإفريقي ضد الاستعمار ومن أجل الاستقلال؛
مستذكرين الدعم الأخوي غير المشروط الذي قدّمه مالي للجزائر أثناء حربها التحريرية، حيث لم يقتصر على الدعم السياسي والدبلوماسي، بل شمل أيضاً تمكين قوات التحرير الجزائرية من الدعم اللوجستي وتوفير قواعد خلفية استراتيجية؛
ومُعترفين بأن الجزائر لطالما لُجِئ إليها كوسيط في النزاعات الداخلية في مالي؛
ولا ننسى أن العلاقة بين مالي والجزائر تطوّرت عبر سنوات عديدة على أساس من الثقة المتبادلة في مجالات عدة مثل التعليم (تكوين الإطارات المالية) والاقتصاد (شطب ديون مالي).
نتخذ المبادرة بتوجيه هذه الرسالة إلى سلطات الجزائر ومالي لنقترح عليهم:
التحلي بأعلى درجات ضبط النفس، والالتزام بالقيم النبيلة للحوار والدبلوماسية، حتى لا نُفرّط في مكتسبات حسن الجوار الثمينة؛
تفضيل إجراءات التهدئة لتخفيف التوتر بين بلدينا، وتجنب تدهور العلاقات، والتصعيد اللفظي في شبكات التواصل الاجتماعي أو بأي وسيلة أخرى؛
عدم التخلي عن قيمنا المشتركة المستمدة من تقاليدنا الثقافية والدينية؛
التأكيد على أهمية روابطنا التاريخية والجغرافية؛
تعبئة كل طاقاتنا لمواجهة تحدي تنمية منطقتنا وازدهار شعوبنا؛
مواصلة التعاون وتعزيز الأخوة بين شعبينا.
إنها لحظة تحتاج فيها شعوبنا إلى الحكمة، كعنصر وجودي من أجل رفاهها، وتنميتها، وأمنها.
حرر في 25 أفريل 2025
التوقيعات الجزائرية
أحمد بن سعادة، دكتور في الفيزياء، كاتب ومحلل سياسي
أوليفييه فانون
كريم الغازي، مهندس معماري، خبير قضائي، عضو مجلس هيئة المهندسين المعماريين الجزائريين
عزيز شعيب، مستشار دولي
عمار حجاج، أستاذ جامعي
رضوان حمزة، دكتور في الفيزياء
يزيد بن هونت، أنثروبولوجي
سمير طالب بن ذياب، رجل أعمال في مجال الإلكترونيات
بوعلام سنّاوي، مناضل إفريقي وحدوي ومناهض للاستعمار
لمين قاضي، أكاديمي ومستشار دولي
سيد أحمد شوقي لمارة، أستاذ جامعي
حسين فوشال، أستاذ جامعي
التوقيعات المالية
بوبكر توري، قانوني
سليمان ديارا، اقتصادي
عبد الله ديارا، محلل استخبارات تجارية وذكاء صناعي
ممدو الأمين دومبيا، أستاذ جامعي
لاسيني بابا تراوري، حاصل على ماجستير في إدارة التنوع البيولوجي
السيدة رماتا سانوجو، اقتصادية
سومايلا كوليبالي، محلل مالي
كليفة غويتا، إداري مدني
سوري إبراهيم دياباتي، مستشار في البيئة والتنمية
ماسا كانتي، رئيس مبادرة وعمل من أجل مالي
إبراهيم سيديبي-بومييه، عالم سياسة
السيدة عائشة نداي، معلمة