89
لنكن واقعيين، لم يكن من الممكن للمخزن أن يسمح للجزائر بتحقيق انتصار إعلامي عليه من خلال إستضافة و معالجة الحاجة المغربية، بل إنه لجأ إلى الخبث و النذالة من أجل محاولة تقويض الإنتصار.
لكي يفهم القارئ ما أعنيه، يجب أن يفهم أولا من هو العدو الأول للمخزن، لا ليس هو الجزائر و إنما الشعب المغربي نفسه، فهو يفعل المستحيل ليمنع ثورانه، من خلال اتباع عدة طرق، من أهمها الإبقاء على بعبع العدو الخارجي.
و لهذا، فقد حرص المسؤول المغربي المرافق لإبن الحاجة، على تقديم توجيهات لهذا الأخير، أثناء تواجده على الأراضي الجزائرية من أجل تقديم تصريحات خبيثة (لم يتم بثها) ، و واصلت السلطات المغربية تقديم التوجيهات له عند عودته، من أجل شتم المسؤولين الجزائريين نظير ما فعلوه.
اليوم، ، استطاع المخزن محو إدراك المغاربة لرجاحة عقل السلطة في الجزائر، و ربما تعاطفهم معها و لو بشكل طفيف، و ذلك من خلال استئناف مسلسل تبادل الشتائم ببن الشعبين، نجح و لم يأبه لما ظهر المواطن المغربي أمام الرأي العام العربي، في أسوء مظاهره، خائن و كاذب و مخادع.
هنالك فرق شاسع بين دولة (تحاول أن) تخدم الشعب و بين دولة تستغل رعاياها من أجل تمديد عمر نظام الحكم.