تقف قصبة الجزائر شامخة، شاهدة على أمجاد الأمة الجزائرية، حيث ينبض كل حجر فيها بحكايات النضال والهوية.
القصبة، القلب النابض للجزائر العاصمة، تعيش اليوم مرحلة جديدة من الحياة بفضل عمليات ترميم واسعة تهدف إلى إحياء هويتها التاريخية والجمالية، كما هو موضح في تقرير قناة AL24. هذا المشروع الوطني، الذي جاء بتوجيهات من رئيس الجمهورية، يعزز مكانة التراث الثقافي كعنصر أساسي لبناء الثقة الوطنية وتعزيز قيم الثقافة الجزائرية.
مشروع وطني يعيد المجد إلى القصبة
تتم عمليات الترميم بمساهمة شاملة من قطاعات الدولة المختلفة، بدءًا من وزارة الثقافة وصولاً إلى قطاع السكن والمالية. منذ عام 2017، انطلقت سلسلة من مشاريع الترميم التي تشمل العديد من المعالم البارزة مثل دار بوحيرد، ومسجد الداي، ودار السلطان، وغيرها من القصور التاريخية التي كانت شاهدة على حقب العثمانيين والفرنسيين.
ما يميز هذا الجهد الوطني هو الاعتماد على المهندسين والعمال الجزائريين باستخدام مواد وتقنيات محلية. هذا ليس فقط لإحياء الهوية الوطنية، بل أيضًا لتقديم نموذج يحتذى به في حفظ التراث باستخدام خبرات محلية.
معالم تجسد عراقة التاريخ
تشمل هذه المعالم قصر أحمد باشا، الذي يتميز بطابعه السياسي والثقافي، حيث خضع لعمليات ترميم شاملة باستخدام مواد محلية وتقنيات تقليدية. كذلك، شهد قصر خداوج العمياء، الذي يروي أسطورة مالكته التاريخية، عمليات ترميم دقيقة لإعادة كل تفاصيله إلى حالتها الأصلية.
كما يشمل المشروع ترميم دار القاضي، التي كانت مقر ميزان العدل خلال العهد العثماني، ودار البارود التي شهدت مراحل هامة في تاريخ الجزائر. أما الدار الحمراء، آخر ملجأ للداي حسين قبل سقوط الجزائر، فهي تخضع حالياً لعمليات ترميم مستمرة من المتوقع الانتهاء منها خلال ثلاثين شهراً.
إعادة الروح إلى التراث
يمثل هذا المشروع أكثر من مجرد ترميم مادي للقصبة. إنه جهد متكامل لإعادة الحياة إلى هذه المدينة التاريخية، وجعلها مركزاً ثقافياً وسياحياً يُبرز عمق الهوية الجزائرية. كما يشير التقرير إلى أهمية أن تظل القصبة مدينة حية نابضة بالحياة، لا مجرد متحف مفتوح في الهواء الطلق.
بفضل هذه الجهود، تعود قصبة الجزائر لتكون منارة تعكس تاريخ الأمة وتطلعاتها المستقبلية، حيث يُمكن للسكان والزوار على حد سواء أن يعيشوا تجربة تجمع بين الماضي المجيد والحاضر المشرق.
يمكنكم مشاهدة الروبورتاج الكامل على قناة AL24 عبر الرابط:
.