كرة القدم ديانة العصر… تُبنى عليها سياسات أوطان و تُهدَم أخرى
قد يسألني بعضهم : ما دخل كرة القدم بالسياسة و الحراك “الشعبي” الجزائري الذي طال أمده حتى بات أضحوكة يتسلى بها القاصي و الداني ؟؟
في حقيقة الأمر لم يكن مرادي من مقالي هذا ابراز العلاقة الوطيدة التي تجمع المجالين الرياضي و السياسي و لن يكون… بل الذي أصبو اليه هو تسليط الضوء على تلك المفارقة الغريبة التي تجلت مؤخرا في سلوكيّات بعض “المناضلين” السياسيين ، الذي هاجر أغلبهم الى أوربا طلبا لرغد العيش و بين شباب فتحوا أعينهم على العالم و هم في أوروبا، ترعرعوا فيها و خسروا دراستهم بين قساوة العيش كمغتربين و خاصة التهميش الذي طالهم بعد أوليائهم … فراح المساكين، إن صادفهم الحظ و لم تنل منهم آفات الغرب الذي لا يرحم، يبحثون على فرص النجاح النسبي طبعا … و كثير منهم إمتهن أشهر لعبة شعبية في العالم ألا وهي كرة القدم… و القليل القليل منهم الذي نجح
قلت مفارقة لأن أشباه المناضلين الذي هاجر اغلبهم وطنه و هجر عاداته و عادات أجداده ضاربا عرض الحائط كل ما يمتُّ بصلة الى “بلده” الأم الجزائر ظنّا منه أن الوطن الذي وُلِد فيه و حمله بعد أمه مباشرة أي استنشق هوائه و شرب من مائه و أمضى فيه طفولته يلعب مع اقرانهو شبابه يلهو مع خلّانه وكان متاحا لكل طفل جزائري (وحتى غير الجزائري) أن يدرس و بالمجان ،لا تهميش و لا عنصرية الدراسة اجبارية للجميع
و الكل تعلّم و تخرج من الجامعات أو من الأكادميات العسكرية تمكن بعضهم بالظفر بالمنح الدراسية لإكمال دراستهم في الخارج مع هذا كله و بغض النظر على أنهم لم يفيدوا هذا الوطن الذي اعطاهم كل شيء و لم يعطوه أي شيء ، أوغل بعضهم في اجحافه و راح يسعى للاضرار به مستعملا المتاح من معاويل الهدم و الادهى و الأمر أن تلك المعاويل كانت تُعطى لهم من
البلدان التي استضافتهم فحسبوها بلدانهم فراحوا يخدموها بكل ما أوتوا من قوة و مكر حتى ترضى تلك البلدان (عدوة الجزائر في الحقيقة)، لكن هيهات يا مرتزقة حروب الجيل الربع… و من جهة أخرى نجد لاعب كرة قدم بسييييييييييط، رياض محرز الذي وُلد في ضواحي باريس ميسور الحال و يتيم الأب يثابر بين الفرنسيين العنصريين، فراح يجتاز الامتحان تلوى الامتحان حتى ذاع صيته في عالم المستديرة
لم تعطه الجزائر شيئا و هو أعطاها كل شيئ و لم يبخل على ابناء بلده بشيئ يستطيع فعله لهم و الغريييييب أن مثل هؤلاء الشباب لم يعرفوا الجزائر كما عرفها قادة الحراك المزعومين الذين عرّاهم الدكتور أحمد بن سعادة في كتابه الأخير : من هؤلاء الذين نصّبوا انفسهم قادة للحراك الشعبي الجزائري… نعم فضحهم بالأدلة الدامغة على انهم تقاضوا أموالا طائلة و منذ سنين من منظمات غير حكومية أمريكية معروفة بنشاطاتها في اسقاط الانظمة
شكرا رياض محرز الذي اهدى الجزائر كأس افريقيا في عزّ حراك الماكرين في جويليا 2019 بينما بينما كان قد انتهى حراك الشرفاء الذي تمكنوا من خلاله بمنع العهدة الخامسة و الزجّ بأغلب الفاسدين في السجون
شكرا لكل فريقنا الوطني و على رأسه جمال بلماضي و تبّا لكل المرتزقة الذين يريدون تدمير الجزائر بأي ثمن