شهدت سعة الكهرباء العاملة بالغاز في الجزائر إضافات سنوية ملحوظة خلال الأعوام الـ12 المنتهية في 2022، ليواصل بذلك الوقود الأحفوري تصدره لمزيج الكهرباء في البلاد.
وتُعَد الجزائر منتجًا كبيرًا للكهرباء مع استطاعتها توفير فائض يتيح لها التصدير للخارج وتحقيق القيمة المضافة من الغاز الطبيعي، الذي تمتلك منه احتياطيات ضخمة.
وتحتوي الأراضي الجزائرية على احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي تصل إلى 159.05 تريليون قدم مكعبة (4.5 تريليون متر مكعب) بنهاية 2022، وفق المعلومات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وبحسب بيانات صادرة عن مؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور؛ فإن سعة الكهرباء العاملة بالغاز في الجزائر ارتفعت بمقدار 1898 ميغاواط خلال العام الماضي (2022)، مقابل 1664 ميغاواط في العام السابق له، بعد انخفاض حاد في إضافات السعة خلال عام الوباء (2020).
سعة الكهرباء العاملة بالغاز في الجزائر
شهد عام 2019 أعلى إضافة جديدة في سعة الكهرباء العاملة بالغاز في الجزائر بلغت 1916 ميغاواط، حسب البيانات المرصودة من جانب غلوبال إنرجي مونيتور بدءًا من عام 2000 حتى 2022.
بينما سجّل العام الماضي (2022) ثاني أعلى إضافة في قدرة الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي بلغت 1898 ميغاواط، تلاه عام 2010 بسعة جديدة سنوية سجّلت 1707 ميغاواط.
وحقق عام 2021 رابع أعلى إضافة في سعة الكهرباء العاملة بالغاز في الجزائر خلال تلك المدّة مسجلًا 1664 ميغاواط، جاء بعده عام 2015 بسعة جديدة بلغت 1474 ميغاواط.
وبناءً على ما سبق؛ فإن العقد الماضي شهد زيادة كبيرة في بناء محطات توليد الكهرباء بالغاز، مقارنة بالعقد السابق له، الذي لم تتجاوز فيه السعة السنوية المضافة حاجز 1000 ميغاواط سوى عام 2009.
ورغم ذلك؛ فإن السنوات الـ12 الماضية شهدت عدّة إضافات سنوية منخفضة بسعة الكهرباء العاملة بالغاز في الجزائر، وتحديدًا في أعوام 2011 و2014 و2017 و2020، بنحو 150 و264 و228 و225 ميغاواط على التوالي.
وبلغ إجمالي القدرة المضافة من محطات توليد الكهرباء بالغاز في الجزائر 18.566 غيغاواط خلال المدّة من عام 2000 حتى عام 2022.
محطات ضخمة في الجزائر
تمتلك الجزائر محطات لتوليد الكهرباء بقدرات كبيرة، ويعمل معظمها بالغاز الطبيعي، ليشكل 97% من مزيج التوليد بالبلاد.
ومن بين أكبر محطات توليد الكهرباء في الجزائر، جاءت محطة المنطقة الصناعية “بلارة” بطاقة إنتاجية تصل إلى 1600 ميغاواط، تلتها في المركز الثاني محطة كهرباء حجرة النوس العاملة بقدرة تبلغ 1227 ميغاواط.
ودخلت محطة حجرة النوس حيز التشغيل التجاري في عام 2009، لتسهم في توفير نحو 10% من إجمالي توليد الكهرباء في الجزائر.
بينما حلت في المركز الثالث محطة رأس جنات بقدرة إنتاجية تصل إلى 1200 ميغاواط، وهي المحطة التي انتهت من تنفيذها، مؤخرًا، الشركة الكورية الجنوبية دايو للهندسة، بعد عدة تحديات واجهتها أدت إلى تأخر تنفيذها لأكثر من 10 سنوات.
ويستعرض الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أكبر 5 محطات لتوليد الكهرباء في الجزائر:
الجزائر منتج كبير للكهرباء
تبلغ القدرة الإنتاجية للكهرباء في الجزائر أكثر من 25 ألف ميغاواط، وفق أحدث البيانات الحكومية، لتنجح في تخطي استهلاكها البالغ 17 ميغاواط بأوقات الذورة، وتحقق فائضًا يتيح تصديره للخارج.
ومن المتوقع أن تحقق البلاد نموًا سنويًا في استهلاك الكهرباء بمتوسط يبلغ 5% خلال المدة من 2022 حتى 2025، وفقًا لبيانات وكالة الطاقة.
وتسعى الجزائر، مؤخرًا، إلى تنويع مزيج الطاقة لديها وتقليل الاعتماد على الغاز، عبر التوسع في إنشاء مشروعات للطاقة المتجددة.
ويأتي ذلك مع استهداف إستراتيجية الطاقة الجزائرية تطوير 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2035.
ومؤخرًا، أطلقت الجزائر من خلال شركة الكهرباء والغاز “سونلغاز” عبر شركتها الفرعية “سونلغاز للطاقات المتجددة”، مناقصة لتنفيذ 15 محطة طاقة شمسية موزعة على 11 ولاية، بطاقة إجمالية 2000 ميغاواط.
Source : https://attaqa.net/2023/04/16/