* سوناطراك تخصص 7 بالمائة من مجموع استثماراتها لتطوير وتحسين مردودية الحقول الغازية
تملك الجزائر 18 مشروعا مخصصا لتخفيض الغازات المحترقة إلى أقل من 1 بالمائة، كما تعمل على توسعة المركب البترولي لسكيكدة عبر إنشاء رصيف بحري جديد يسمح باستقبال ناقلات غاز ذات سعات أكبر تصل إلى 220 ألف متر مكعب بما يمكن سوناطراك من التوجه نحو أسواق بعيدة وجديدة في كل من آسيا.
تحسبا للقمة السابعة لمنتدى الدول والحكومات المصدرة للغاز المقررة خلال عطلة نهاية الأسبوع الجاري بالجزائر، أكد عمار نواصر، مدير قسم الإنتاج ونشاط الاستكشاف بمجمع سوناطراك، بأن الصناعات الغازية في الجزائر هي في صلب اهتمامات الشركة منذ الاستقلال وهي اليوم تحتل الريادة في إفريقيا في مجال الإنتاج والمرتبة العاشرة عالميا وهي الممول الأول للغاز في حوض المتوسط والمورد الثالث للغاز لدول القارة الأوروبية وتاسع مصدر عالمي للغاز المسال والسابع عالميا كمصدر للغاز عبر خطوط الأنابيب. وكشف نواصر، إلى جانب إطارات من مؤسسة سوناطراك، للاذاعة الوطنية، بأن الجزائر قامت بخطوات جبارة منذ الاستقلال لتبوأ هذه المراتب المتقدمة، حيث يعتبر حقل حاسي الرمل الأكبر من نوعه في الجزائر والقارة الإفريقية، وأنجزت به عديد المشاريع والمنشآت الأساسية منها تلك المتعلقة بمعالجة الغاز بهدف الرفع من سعة الاستغلال والتي تقدر حاليا بـ”حاسي الرمل” ما يقارب 270 مليون متر مكعب في اليوم، في حين بلغت سعة الإنتاج بـ”حقل رورد النص” 10 مليون متر مكعب يوميا دون حساب بقية الحقول الأخرى. وأضاف قائلا: “هذه الإنجازات مكنت الشركة من اكتساب قدرات وخبرات كبيرة ومتعددة تؤهلها لمواجهة كل التحديات الراهنة والبدء في تسطير مشاريع مستقبلية في كل من حاسي الرمل ومنها انطلاق الأشغال قريبا في إعادة الدفع بالحقل وتثمينه، إضافة إلى مشاريع مماثلة بحقل “رورد النص” وأدرار و”قاسي الطويل” والمنطقة الغربية بهدف الرفع من قدرة الإنتاج والاحتياطات الوطنية في مجال الغاز”. وبدوره، أشار الدكتور جيلالي بن محمد، مدير التخطيط والدراسات والأداء ونشاط التمييع والفصل بمجمع سوناطراك، إلى أن الجزائر كانت السباقة في مجال صناعة الغاز وهي تؤمن بشدة بأهمية الصناعة الغازية وعملت على ذلك منذ أوائل سنوات الاستقلال على تجسيدها وترسيخها ومما جعلها رائدة في هذا المجال. وقال إن الجزائر، تتمتع بخبرة ستين سنة في مجال تسويق الغاز المسال وكانت أول شحنة للتصدير قد تمت عبر ميناء أرزيو في سبتمبر 1964 مما يجعلها اليوم أكثر موثوقية لدى الزبائن والشركاء في هذا المجال ويمنحها المرونة اللازمة لتلبية طلبات السوق والزبائن على المستوى الدولي. وضمن هذا السياق، كشف بأن سوناطراك تحوز حاليا على 4 مجمعات لتسييل الغاز الطبيعي بطاقة سنوية تقدر بـ55، 95 مليون متر مكعب سنويا عبر ثلاثة مراكز بالمنطقة الصناعية أرزبو ويتعلق الأمر بكل من مركب جي آن آل 1 زاد وجي آن آل 2 زاد وجي آن آل 3 زاد، إضافة إلى مركبين لفصل غاز البترول المميع إلى بروبان والبوتان بالمنطقة الصناعية بسكيكدة. وكشف قائلا،”سوناطراك تخصص حاليا 7 بالمائة من مجموع استثماراتها من أجل تطويروتحسين مردودية الحقول الغازية والحفاظ على سلامة المنشآت والبنية التحتية الغازية لتسييل الغاز للحفاظ على مكانتها الريادية في صناعة الغاز”. وبخصوص التحديات المستقبلية التي تواجه سوناطراك، أوضح الدكتور جيلالي بن محمد، بأنها تكمن في المحافظة على المكانة الريادية للجزائر في مجال الصناعة الغازية والولوج إلى أسواق جديدة وكذلك اقتحام الأسواق الفورية باعتبارها ذات أهمية. وإلى جانب هذا، قال مدير التخطيط والدراسات والأداء ونشاط التمييع والفصل بمجمع سوناطراك، إن الرهان الأكبر أيضا يكمن في ضرورة تحقيق وثبة في مجال تخفيض البصمة الكاربونية إلى أقل من 1 بالمائة من الغازات المحترقة في مجمل المنشآت التابعة لسوناطراك وهو ما يشكل التزاما صارما للجزائر أمام الهيئات الدولية المختصة. وفي سياق متصل، أوضح الدكتور جيلالي، بأن استراتيجية سوناطراك ترمي إلى إعادة تأهيل مركبي جي آن آل 1 زاد واحد وجي آن آل 2 زاد بأرزيو قيد الخدمة منذ أكثر من أربعين سنة وبقدرة تسييل سنوية لكليهما تقدر بـ17 مليون متر مكعب ويحوزان على ست قطارات لكليهما بما يمنح سوناطراك أريحية أكبر في المستقبل. وأشار ضيف “فوروم الأولى” إلى وجود مجموعة مشاريع مكملة تساهم في المحافظة على مكانة سوناطراك المتميزة في مجال الغاز الطبيعي المسال ومنها 18 مشروعا مخصصا لتخفيض الغازات المحترقة إلى أقل من 1 بالمائة وتوسعة المركب البترولي لسكيكدة عبر إنشاء رصيف بحري جديد يسمح باستقبال ناقلات غاز ذات سعات اكبر تصل إلى 220 ألف متر مكعب بما يمكن سوناطراك من التوجه نحو أسواق بعيدة وجديدة في كل من آسيا. وإضافة إلى هذه المشاريع، تعمل سوناطراك على تعزيز القدرات التخزينية من الغاز المسال والبروبان والبوتان عبر إنجاز خزانات جديدة بكل من أرزيو وسكيكدة بهدف تلبية الحاجيات المحلية خاصة ما تعلق منها بإنتاج الكهرباء وربط التراب الوطني بشبكات الغاز الطبيعي وكذا الوفاء بالعقود التي تربط الجزائر بالشركاء الدوليين.
أ.ر