ريما حسن، النائب في البرلمان الأوروبي عن حزب “فرنسا الأبية”، من أصول فلسطينية، تفجر شبكة التواصل الاجتماعي “إكس”، أو “تويتر” سابقا، بتغريدة مثيرة عن الجزائر، خلفت سجالا حادا وسط الإعلاميين والسياسيين في فرنسا، ولاسيما المؤيدين منهم لجرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
النائب المعروفة بمواقفها الحادة من الكيان الصهيوني ومن داعميه في فرنسا كتبت تغريدة جاء فيها: “مكة الثوار والحرية هي الجزائر وستظل كذلك. تل أبيب هي عاصمة النظام الفاشي ودولة الفصل العنصري”، في شهادة قوية من هذه السياسية الملتزمة، على الجهود التي قامت بها الجزائر ولا تزال، من أجل نصرة المظلومين في العالم برمته.
هذه التغريدة يبدو أنها أثارت حفيظة من يعرفون بالحالمين بـ”الجزائر الفرنسية”، فقد غرد حساب “غلوبيلي” ردا على ريمة حسن، قائلا: “عندما نرى الوضع الذي أصبحت عليه الآن، كان ينبغي على الجزائر أن تظل فرنسية”، ما دفع بالنائب الأوروبي إلى تدوين تغريدة أخرى تقول فيها ردا على “حساب “غلوبيلي”، إن “الجزائر لم تكن يوما فرنسية”.
وجاءت تغريدة الناشطة السياسية المنضوية في حزب “فرنسا الأبية”، التي يقودها الثائر، جون لوك ميلونشون، فيما يبدو ردا على الفيلسوف الصهيوني الفرنسي والمؤسس المشارك في مجلة “فرانك تيرور”، رافائيل إنتهوفن، الذي قال على نفس شبكة التواصل الاجتماعي (إكس، تويتر سابقاً): “تل أبيب هي مكة الحرية. يجب على كل إنسان أن يحج إلى هناك مرة واحدة على الأقل، ويتذوق السحر الذي لا ينضب للمدينة الأكثر بهجة، والأكثر تسامحا، والأكثر انفتاحا، بكلمة واحدة، المدينة الأكثر حيوية في الشرق الأوسط بأكمله”.
ومع ذلك، فقد جلبت هذه التغريدة هجمة صهيونية غير أخلاقية على النائب الأوروبي المعروف بمواقفه الإنسانية، بحيث لم تلبث أن تحركت الآلة الهمجية للدعاية الصهيونية لتوجه سهامها المسمومة إلى ريمة حسن، على غرار مؤسس موقع “أتلانتيكو” جان سيباستيان فرجو، الذي دخل على الخط، محاولا نفي ما كتبته النائب الأوروبي، حيث غرد مشيرا إلى المكانتين اللتين تحتلهما الجزائر وإسرائيل في التصنيف الذي وضعته وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU) من حيث المستوى الديمقراطي.
كما التحق نائب سابق بالحزب الاشتراكي بهذا الجدل، وهو جوليان دراعي، أحد الأقدام السوداء والذي ولد بمدينة وهران غرب الجزائر، وإن هاجم هذا السياسي التروتسكي، ريما حسن، إلا أنه اعترف ضمنيا بما صدر عنها، وكتب في تغريدة له: “ريما حسن تواصل مآثرها، وتشرح لنا أن مكة الحرية هي الجزائر… كل الذين يناضلون فقدوا حياتهم هناك أو سجنوا… سوف نقدر ذلك!”
وريمة حسن هي سياسية فرنسية من أصل فلسطيني، ولدت عام 1992 في سوريا في “مخيّم النيرب” للاجئين الفلسطينيين وتنحدر عائلة والدها من قرية البروة شرق عكا، وقد استقرت في سوريا بعد تهجيرها عام 1948، قبل أن تغادر إلى فرنسا مع والدتها وخمسة من الأشقاء والشقيقات عند بلوغها العاشرة، ونالت الجنسية الفرنسية حين بلغت 18 عاماً.
وخلال مسيرتها السياسية تمكنت ريمة حسن من فرض وجودها في فرنسا كناشطة سياسية تدافع عن الحق الفلسطيني بشراسة، رغم الحملة الدعائية الصهيونية التي استهدفتها انطلاقا من وسائل الإعلام الفرنسية وبعض السياسيين اليمينيين المتطرفين، الذين ضاقوا ذرعا من تحول البرلمان الفرنسي إلى منبر للدفاع عن القضية الفلسطينية.
محمد مسلم
https://www.echoroukonline.com/
1 comment
Dans le tite, il faut mettre une femme et pas un homme.