Home سياسة ضرب عصفورين بحجر واحد؟ نفذ الحجر يا عمّ (سام) و تكاثرت العصافير

ضرب عصفورين بحجر واحد؟ نفذ الحجر يا عمّ (سام) و تكاثرت العصافير

by Mohamed Redha Chettibi
0 comment
A+A-
Reset

 بقلم محمد رضا شطيبي

 

لطالما عودتنا السايْكوباتيات الأمريكية المتحدة (سام) و عوّدت العالم بقدرة سياساتها الخارجية على المرونة اللامحدودة  … إذ تحوي جعبتها ألف خطّة و خطّة؛ هذا ما توحي به تحليلات “المحللين” على الأقل،و الذين يتقاضون رواتبا من مؤسسات عالمية تابعة للسّي سام بطريقة أو بأخرى، و تجدهم يتوافدون على المنابر الإعلامية العالمية، يوافوننا بآخر ما وصلت إليه عقولهم الفذّة من تحاليل جيوستراتيجية معقدة و متشعبة… لكن الغريب فيها و العجيب أنها تخلُص الى شيء واحد دائما : 

 

أمريكا هي وحدها من يتحكم في خيوط اللعبة العالمية

 

نعلم يقينا أنه ليس كل ما يُعقل يُقال و خاصة فيما يتعلق بالدول، غير أن المنحى العام لسياسات دولة ما بائن و ظاهر تكاد لا تخطئه عين أسذج المتابعين… خاصة و قد أصبح يُقال علنًا و على رؤوس الأشهاد ما كان محضورا في وقت قريب لان المنابر الاعلامية العالمية متحكمة فيما يُقال و لا يُقال … فما إن ظهرت منصّات التواصل الإجتماعي، التي أنشأتها نفس المؤسسات العالمية، و هذا لخدمة غرض من أغراضها اللئيمة، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، أو كما قال الشاعر أحمد شوقي.

نعم لقد أُنشئت تلك المنصّات “للدفاع” عن حرية التعبير في بلدان الجنوب الكبير عامة و البلاد العربية خاصة، و الكل يعلم ما مدى الضرر و الفتك اللذان وقعا على مجتمعات المسلمين المحافظة غالبا… فغرض عملية السي سام كان التفكيك و تمييع الأخلاق ليس الا. و قد كان له قدرا كبيرا مما ترجّاه الشيطان سام اللعينو لكن يأبى الله جلّ في علاه، إلّا أن يُضِيق الظالم من نفس الكأس المسمومة الي زعم السي سام أهدائها “مجانيّا” للمسلمين كي يتحرروا من الطغيان…
أي نعم، مجتمعات سام الغربية دأبت على قول و فعل ما يعقل و لا يعقل، إذ الأمران سِيان بالنسبة لمجتمعات تعدّت كل الخطوط الأخلاقية التي توارثتها الأعراف و الديانات عندهم، فالتهكم على المقدس بات هو المقدس غندهم و إن منعت أحدهم من الخوض في ما يهوى و يشتهي فأنت جاني في عرفهم المستحدث… ناهيك عن “الحريّات” الجنسية، إذ أصبح الكل يأتي الكل و الزواج للكل و من الكل أصبح هو  القاعدة و الشاذّ هو من يشذّ عن القاعدة كما هو معلوم… هذا للقول أن منصّات التواصل لم تكن لتبلل الغريق كما يقال.
لكن هناك شيء محضوووووووووور عند مجتمعات السي سام: التهمك أو الخوض في السامية و ما يفعله  الساميّيون”،  هو أمر خطيييييييير و يجرمه القانون، و الساميّيون هم ما يُعرف باليهود عندهم… إن وافق و” أنْ تكلمت عن اليهود فبالخير  يجب وصفهم، أو بالعبقرية يتلزم نعتهم و الا فستُفتح عليك أبواب جهنم ، فلا مكانة اجتماعية تمنعك منهم و لا مال قادر على حمايتك من غضبهم … المهم، هكذا يصور الاعلام العالمي نفوذهم ، هم اسياد العالم بل الكون كله، و العم سام، ذلك المخلوق الجشع الحاقد و القابض على رقاب البشر، إنما هو في خدمة  الساميّين… يا لهكذا سخافات… ألهذه الدرجة سحروا عقولنا ؟ هوليود، كرة قدم، إيلون ماسك،كوكا كولا،صعودهم الى القمر ، الأنترنت، المارسيدس، ماكدونالدز … و كثييييير من العفيون…

 

هذا المسخ من البشر اتفق في ما بين أفراده على الإثم و العدوان حتى يتمكنوا من دواليب العالم من دول و مجتمعات و كل فرد منهم يعرف قوانين اللعبة أي إنْ سقط فلا أحد من شركائه ينقذه لان المشروع أهم و العقيدة أغلى و أقدس: قيادة عالمية موحدة هي مراهم  و لا مكان للضعيف بين افرادها … كل شيىء يهون كي يظفر أحدهم بمنصب بينهم… أو كما يقول المثل: بماذا  يحلم رجال السلطة؟ بالمزييييد من السلطة .

غير أن للكون سنن و قوانين، فمهما كان ثراء قارون أو غطرسة فرعون أو … أو..  فكل من عليها فان،  فداوود عليه سلام الله صرع جالوت ، تماما مثلما ما فعل رجال بدر و هم قلة  رضوان الله عليهم مع كفار قريش المدججين بالعدّ و العتاد … و في تاريخنا المعاصر ، هُزِم رابع جيش في العالم حينها، الفرانسيس، من طرف الأهالي الجزائريين ، هزموهم بكثرة البذل، فدمائهم الزكية أريقت بغزارة و أرواحهم الطاهرة أهدوْها قربانا مقابل العيش الكريم لأولادهم و من يخلفهم…
هذا هو الذي يجري قبالة أعيننا اليوم، فشعوب غزة ، فلسطين،جنوب لبنان، سوريا، العراق، و اليمن و من ورائهم إيران و الجزائر و.. تسطر  الملاحم بدمائها و تعيد لسسن الله سبحانه معالمها … ولن تجد لسنّة الله تبديلا …
ظن السي سام و سامِيّيوه و سادِيّيوه أنهم قادرون على فعل كل شيء تشتهيه أنفسهم المريضة، إلا أن مواجعة الدماء لا يستطيعوها ما حاولوا أولائك الكفرة الفجرة … لن يوَفَّقوا مع من يريد الموت، فلا شراء ذمّته، كما اعتادوا فعله، يفي بالغرض و لا بكل اموالهم يستطيهوه … فقط شيء واحد: يقتلوه، و ذاك مراده لأنه ينال الشهادة بالنسبة له و حينها  يكون قد زرع في نفوس بني جلدته و اتباع دينه بذرة التضحية و البذل العظيم و البطولي … قتل الساديّيون ما يقارب 40 ألفا  حتى اليوم (وقُتِل لهم الكثييييييييير هم أيضا، لا يجب إغفال ذلك) و هذا وحده عددا فضيعا، فكم العدد الذي يجب بلوغه كي يسترجعوا هيبة جيشهم … فقدوا الردع أخيرا و تجرأ عليهم الجميع، و عرف العالم إجرامهم ، هذا في حد ذاته انتصار عظيم للمقاومة و فلسطين و كل المستضعفين…

و أمريكا في كل هذا ؟؟ لا شيء في الحقيقة، بقي لها الخيار النووي و هي تعلم أن هذا السلاح أنما وُجِد كي لا يُستخدم ، لانها لو استخدمته يفقد ردعه و سيُستخدم ضدها ليُزيلها عن المعمورة لانها تمثل خطرا على البشرية جمعاء.

على السي سام أن يختار بين حلّيْن لا ثالث لهما :

  • إما أن ينزل من على الشجرة الوهمية و يندمج في عالم أكثر عدلا
  • و إما أن يزول و يُريح البشرية من ساديّيه الساميّين

لطالما تبجح سياسيوا السي سام بقدرتهم على ضرب عصفورين أو ثلاثة بحجر واحد (مجاز للتعبير عن القوة و الغطرسة في الدبلوماسية) … نعم أقرفونا و أقرفوا العالم بعلوّ كعب الرجل الأبيض على غيره … ،   فالفنون فنونهم (سقطت عليهم، فقط إلهاما،  تماما كما سقط المدعو نيوتن من على شجرة التفاح) ،و العلوم إنما هي خالصة لهم ، حيث “اختارتهم” اختيار  دارويني طبيعي ، و الرياضات رياضاتهم … و التحضر كُتب على جد باباهم الحلوف كما كَتب “رب” اليهود ارض فلسطين  على من يخلفهم من “احفاذهم” الساديّين بعد 4000 عام … هذا ما كان غير 4000 سنة… يا سلام يا سلام

 غير أنه يبدوا أن الحجر السحري قد نفذ من جعبة السي سام، و تكاثرت العصافير و كثُرَت من حوله تريد حقها من الرزق الذي لطالما حجبه هذا المعتوه السامي و السادي عنها بغية اذلالها ، يحسب أنه يستطيع كل  شيء…

فهاهي غزة، في الجنوب، تعصف بلقيطها ابن الحرام المدَلّل ، نعم هكذا انعتهم تماما كما وصف و وصم العارفون بالله  .زيادًا، ابن ابيه، بابن الفراش

و حزب الله اللبناني يدك المستوطنات السرطانية  في الشمال

الحشد الشعبي و حزب الله العراقي و فصائل المقاومة في سوريا  تنخر جسد الوحش المدْمى في الشرق

أنصار الله اليمنيّون يغرقون سفن الأمريكان و كلابهم الأنجليز

الجزائر و جنوب افريقيا تعرّيه قانونيّا

و ما زال الخير جاي للقدّام (و ما يعلم جنود ربك الا هو)

 آآآه يا السي سام كثر عليك أصحاب الحقوق و هم لا محالة مسترجعوها، بالملاحة و الا بالقباحة … ” إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ” كما قال ربنا سبحانه

و لا غرابة أن نرى نفس المحللين المنحلين على شاشات أخرى يدافعون عن قيم أخرى ، فقط يجب على القيّمين الجدد على الإعلام ” اللاعالمي” أن يفرضو عليهم لباسا يليق بتهريجهم “لباس المهرجين” و أعدكم إنهم سيقبَلون و هم طامحين و طامعين أنهم قادرين أن يروّجوه كي يصبح لباس كل من اعتلى منبرا اعلاميّا … القرف يأخذهم و خلفهم

 

نحمد الله على وجودنا في الجزائر، فهي نعمة والله، فنحن نقول ما نشاء في هؤلاء المجرمين، نوع من تنفيس كوننا لا نستطيع عمل الكثير للشد على أيدي إخواننا في فلسطين و على ظول محور المقاومة … الحمد لله على كل حال

You may also like

Leave a Comment

روابط سريعة

من نحن

فريق من المتطوعين تحت إشراف HOPE JZR مؤسس الموقع ، مدفوعا بالرغبة في زرع الأمل من خلال اقتراح حلول فعالة للمشاكل القائمة من خلال مساهماتكم في مختلف القطاعات من أجل التقارب جميعا نحو جزائر جديدة ، جزائرية جزائرية ، تعددية وفخورة بتنوعها الثقافي. لمزيد من المعلومات يرجى زيارة القائمة «الجزائر الجزائرية»

من نحن

جمع Hope JZR ، مؤسس الموقع ومالك قناة YouTube التي تحمل نفس الاسم ، حول مشروعه فريقا من المتطوعين من الأراضي الوطنية والشتات مع ملفات تعريف متنوعة بقدر ما هي متنوعة ، دائرة من الوطنيين التي تحمل فقط ، لك وحماسك للتوسع. في الواقع، ندعوكم، أيها المواطنون ذوو العقلية الإيجابية والبناءة، للانضمام إلينا، من خلال مساهماتكم، في مغامرة الدفاع عن الجزائر الجديدة هذه وبنائها.

ما الذي نفعله

نحن نعمل بشكل مستمر ودقيق لتزويد الجمهور بمعلومات موثوقة وموضوعية وإيجابية بشكل بارز.

مخلصين لعقيدة المؤسس المتمثلة في “زرع الأمل” ، فإن طموحنا هو خلق ديناميكية متحمسة (دون صب في النشوة) ، وتوحيد الكفاءات في خدمة وطنهم. إن إصداراتنا كما ستلاحظون ستسلط الضوء دائما على الأداء الإيجابي والإنجازات في مختلف المجالات، كما تعكس منتقدينا كلما رأينا مشاكل تؤثر على حياة مواطنينا، أو تقدم حلولا مناسبة أو تدعو نخبنا للمساعدة في حلها. 

مهمتنا

هدفنا الفريد هو جعل هذه المنصة الأولى في الجزائر التي تكرس حصريا للمعلومات الإيجابية التي تزرع الأمل بين شبابنا وتغريهم بالمشاركة في تنمية بلدنا.

إن بناء هذه الجزائر الجديدة التي نحلم بها والتي نطمح إليها سيكون عملا جماعيا لكل المواطنين الغيورين من عظمة أمتهم وتأثيرها.

ستكون الضامن للحفاظ على استقلالها وسيادتها وستحترم إرث وتضحيات شهدائنا الباسلة.

© 2023 – Jazair Hope. All Rights Reserved. 

Contact Us At : info@jazairhope.org

Letest Articles