echoroukonline.com
حسان حويشة
أعطت زيارة وفد من شركة الطاقة الأمريكي “إكسون موبايل” إلى الجزائر، وإعلان العملاق العالمي عن اهتمامه الكبير بخلق وتحديد مشاريع هامة وملموسة بالجزائر، رسائل واضحة عن مناخ الاستثمار بقطاع المحروقات في ظل القانون الجديد، وقد تجر معها أيضا شركات أخرى كانت في حالة تردد.
وكما هو معلوم، فقد استقبل وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، الثلاثاء الماضي، وفد “اكسون موبايل” الأمريكية بقيادة جون أرديل، وهو نائب رئيس الشركة المكلف بالبحث والاستكشاف، وتم خلال اللقاء الذي جرى بحضور الرئيس المدير العام لسوناطراك رشيد حشيشي، وإطارات من الوزارة، بحث فرص الشراكة والاستثمار والمشاورات الجارية بين “سوناطراك” والعملاق الأمريكي، كما رحب الجانبان “بمستوى العلاقات والمشاورات القائمة بهدف الوصول والتوقيع على اتفاق في الأيام المقبلة”.
وذكّر عرقاب بـ”الفرص الهامة للاستثمار والشراكة التي يوفرها قطاع الطاقة بالجزائر، على غرار التنقيب عن المحروقات وتطويرها واستغلالها في إطار القانون الجديد للمحروقات الذي يوفر العديد من التسهيلات والمزايا للمستثمرين”.
من جهته، أعرب أرديل عن “الاهتمام الكبير للشركة الأمريكية -إكسون موبايل- لخلق وتحديد مشاريع هامة وملموسة بالجزائر، خاصة في ظل وجود مناخ استثماري ملائم والثقة التي تتميز بها العلاقات التي تربطها بسوناطراك”.
في هذا السياق، أوضح الخبير والمحلل الطاقوي بغداد مندوش في تصريح لـ”الشروق” أن هذه الشركة الأمريكية يتواجد مقرها في إروين بمدينة دالاس بولاية تكساس، وهي شركة خاصة في المجال البترولي والغازي، من منطلق أن رقم أعمالها في 2023 بلغ 400 مليار دولار، بصافي أرباح ناهز 50 مليار دولار، وهي أكبر شركة خاصة في العالم.
ولفت مندوش إلى أن “إكسون موبايل”، كانت موجودة في الجزائر مع سوناطراك في سنوات السبعينيات، بعد أن غادرت الشركات الفرنسية البلاد عقب تأميم المحروقات من طرف الراحل هواري بومدين، لكن وجودها لم يستمر طويلا.
وأشار محدثنا إلى أن المحادثات وحسب المعلومات التي صدرت عقب الزيارة، يرتقب أن تتوج قريبا باتفاقية مع شركة سوناطراك في مجال المحروقات وخاصة الغاز والاستكشاف والإنتاج وتحويل الغاز، خاصة في الصناعة البتروكيماوية.
وعلق مندوش بالقول “دخول هذه الشركة إلى الجزائر والعقود التي ستبرمها مع سوناطراك ستكون القاطرة لرجوع شركات أخرى للاستثمار في البلاد، ونشير هنا إلى شركة شيفرون التي كانت لها محادثات مع الشركة الوطنية خلال السنوات الماضية”.
ويشرح نفس الخبير بأن اكسون معروفة بتمكنها وخبرتها وتجربتها في مجال الغاز، خاصة أنها تستغل حقلا كبيرا موجودا في غرب تكساس وينتج سنويا 600 ألف طن مكافئ بترول، بتكنولوجيات حديثة موجهة لتقليص الكربون في الغاز (إزالة البصمة الكربونية) ما يجعله غاز طاقة نظيف وغير ملوث.
وربط مندوش بين هذه المشاورات وقانون المحروقات الجديد المعدل، والذي يتضمن تحفيزات كثيرة خصوصا ما تعلق بالضرائب وأيضا نوعية العقود التي يمكن أن تبرمها شركات جانبية على غرار عقد تقاسم الإنتاج وعقد المساهمة وعقد تقاسم الأخطار، وهو تنوع في العقود لم يكن متضمنا في القانون السابق، فضلا عن تسهيلات كثيرة بالنسبة للضرائب والبيروقراطية.
وقال في هذا الصدد أنه “يمكن لشركات أخرى في المستقبل أن تعود إلى الجزائر لتطوير المحروقات نظرا لوضعية الغاز الطبيعي والمعطيات الجديدة على المستوى الجيو-استراتيجي”.
وأضاف “القطاع المنجمي الجزائري بقي غير مستكشف كثيرا ولا تزال إمكانيات لوجود حقول أخرى إما على الأرض وأيضا ما تعلق بالمحروقات البحرية والشركة (أكسون موبايل) لها تجربة كبيرة ولها تكنولوجيات ومعهد دراسات ويمكنها مع سوناطراك أن تدفع إلى استكشافات جديدة في هذا الميدان.
من جهته، ذكر رئيس مركز شمال إفريقيا لاستشارات المخاطر والبروفيسور بجامعة فولهام البريطانية، جيوف بوتر، في منشور على حسابه الرسمي على شبكة “لينكاد إن”، أن إكسون موبايل يبدو أنها تقترب من إبرام صفقة مع شركة المحروقات الجزائرية سوناطراك، ما سيكون بمثابة “صفقة ضخمة” على حد تعبيره.
وفي منشوره، ذكر الخبير والمحلل البريطاني المهتم بشؤون بلدان شمال إفريقيا، أنه من المنظور التاريخي، تجنب المستثمرون الجزائر، لأن الشروط كانت صارمة للغاية أو بالنظر لكون بيئة العمل مرهقة للغاية، أو لأن تحويل الأرباح إلى موطن الشركة المستثمرة معقد للغاية.
وعلق بالقول “كان دائما من الممكن التغلب على هذه الصعاب، لكن دخول اكسون موبايل إلى الجزائر من شأنه أن يقدم رسائل إلى بقية المستثمرين العالميين مفادها أن الجزائر صارت بلدا صديقا للاستثمارات”.
وشدد البروفيسور بجامعة فولهام البريطانية على أن دخول العملاق الأمريكي إلى الجزائر سيكون له تأثير أيضا على نشاط المنبع، لأن ذلك سيكون شاهدا ودليلا على الثقة التي تحوزها الجزائر كمكمن غازي على المدى الطويل، يمكنه إمداد الأسواق الأوروبية بشكل أساسي.
ورجح البروفيسور جيوف بوتر، أن يؤدي دخول إكسون موبايل، إلى قدوم المزيد من الشركات النفطية العالمية، التي كانت تغازل الجزائر أو كانت مترددة في إلقاء نظرة اهتمام على هذا البلد.
1 comment
Exxon Mobile, celui qui fournit le pétrole à l’entité juive sioniste qui génocide en Palestine.