في مثل هذا اليوم، 8 أكتوبر 1957، استشهد البطل علي لابوانت إلى جانب «الطفل عمر»، واسمه الحقيقي عمر ياسف، حسيبة بن بوعلي، ومحمد بوحميدي، في واحدة من اللحظات التاريخية الحاسمة في ثورة التحرير الجزائرية. هذا اليوم يخلد ذكرى هؤلاء الأبطال الذين سقطوا في معركة الجزائر الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي.
ولد علي عمار، المعروف باسم علي لابوانت، في 14 مايو 1930 في مليانة. نشأ في ظروف صعبة لم تمكنه من الالتحاق بالدراسة، مما دفعه إلى الانخراط في عالم الرجولة والمقاومة. تعرض للسجن أول مرة وهو في الثالثة عشرة من عمره، نتيجة لحياته التي شهدت العديد من المواجهات مع السلطات الاستعمارية.
انضم علي لابوانت إلى الثورة الجزائرية بعد أن تأثر بالأفكار الوطنية التي غُرست في عقله منذ شبابه. تعرف على المناضلين الجزائريين أثناء ممارسته لرياضة الملاكمة، مما دفعه للالتحاق بجبهة التحرير الوطني، حيث أصبح واحداً من أبرز الفدائيين الذين تصدوا للاحتلال الفرنسي.
كان لابوانت شخصية قيادية في معركة الجزائر، حيث شارك في عدة عمليات فدائية استهدفت المحتلين الفرنسيين وأعوانهم. كانت شجاعته وتصميمه على تحرير وطنه مصدر إلهام للعديد من الشباب الجزائريين. قاد العديد من العمليات النوعية، وشارك في تفجير مقرات الاحتلال واغتيال شخصيات هامة في النظام الفرنسي، بما في ذلك عملية اغتيال الضابط الفرنسي أميلي فورجي.
في 8 أكتوبر 1957، وبعد حصار استمر لأسابيع، قامت القوات الفرنسية بتفجير البيت الذي كان يتحصن فيه علي لابوانت ورفاقه في حي القصبة، مما أدى إلى استشهادهم جميعاً. هذه اللحظة شكلت نهايةً لمسيرة مليئة بالتضحيات والبطولات، لكنها كانت أيضاً رمزاً للشجاعة والتحدي في وجه الاستعمار.
يعتبر علي لابوانت من الشخصيات الأسطورية في تاريخ الثورة الجزائرية، وقد تم تخليد ذكراه بنصب تمثال له في مليانة، المدينة التي وُلد فيها، كما تحولت الدار التي استشهد فيها إلى معلم تاريخي يزوره الناس لتذكر بطولاته. وفي عام 1966، أخرج المخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو فيلم “معركة الجزائر”، الذي تناول أحداث الثورة الجزائرية وجسد دور علي لابوانت كرمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.
لا تزال ذكرى علي لابوانت ورفاقه تُحيى كل عام كجزء من الإرث الوطني الجزائري، تأكيدًا على أن التضحية في سبيل الوطن هي أسمى مراتب البطولة. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
Hope&Chadia