أصبح كل أمر صائب تقوم به الجزائر في الآونة الأخيرة يثير الإحتقان و التوتر السياسي لدى العالم الغربي الذي ينبثق منه مستعمر الأمس الذي لم ييأس منّظروه من “العلقة الساخنة” -على حد تعبير إخوتنا المصريين- التي تلقاها أيام حرب التحرير,أين لم ينفع الفرنسيين حينها لا اصطفاف الحلف الأطلسي و لا جيوب الخيانة في الداخل من أجل الإبقاء على حلم الإحتفاظ بالجزائر.
و إذا كانت الحروب سجال و الأيام دول كما يقتضيه التاريخ في أحدث و أقدم تعريفاته,فإن بلادنا لا تزال مستهدفة أكثر من أي وقت مضى,فرغم أن زمن المواجهة المباشرة قد وّلى إلّا أن الوقت الحالي باتت سمته الأساسية المواجهة غير المباشرة على مقاس الضرب بيد من حديد لكن بفقاز ناعم.
فبيع الأوهام في أكياس الخيانة المبّطنة التي أراد من ادعوا أحقيتهم منذ 2019 في تزعم الحراك بدأت تظهر مكنوناتها إلى العلن,حيث سقطت جميع المؤامرات التي أريد من خلالها ضرب الجزائر في الظهر, أين سقطت معها كل إرهاصات المنّظمات الحقوقية الدولية و انكشفت سوأتها وراء المرآة و بات الشعب يعرف جليا من هو “الخبارجي” و من هو الوطني.
و رغم أن العدو الكلاسيكي و غير الكلاسيكي يجتهد دوما في دّس السّم للجزائر عبر عسل تلك المنظمات الحقوقية,إلا أن “مّكة الثوار” لها دوما رب يحميها,فمثل هكذا حروب ناعمة التي يبتدع من خلالها دوما الجديد لضرب الجزائر باتت تشّكل مناعة أصبحت تعود بالنفع أكثر من الضرر على جمهور الأحرار.
فمن خلال هذا الوضع المفروض و الذي من المفروض أن يتم محاربته بنفس أسلحة العدو الحديثة أي عبر حرب إلكترونية موازية ظهر إلى الوجود موجة من المجاهدين الإفتراضيين الذين بعد كسبهم لمعركة الداخل عبر الضربات القاضية التي تلقّاها أزلام عدو الأمس,بات لزاما عليهم لبس الدروع الواقية و تصويب السهام نحو كل من تسّول له نفسه التلّفظ بما يسيئ للجزائر.
و من هنا لا يسعنا إلا أن ننحني عرفانا بما يقوم به أمثال الدكتور أحمد بن سعادة الذي أصبح من غير المرغوبين فيهم في بلاطوهات الغرب,خصوصا و أنه كشف المستور في عدة مناظرات تلفزيونية حول السياسات العدائية التي يكّنها الغرب و التحالف الصهيو-مخزني للجزائر,و التي يركب أصحابها أمواج التجّسس تارة و أمواج “البروباغوندا” تارات أخرى,و مع مروري يجدر التنويه أيضا بما يقوم به اليوتوبيرز “رافع” الذي بات يرافع من الخارج بكل جرأة و غيرهم كثيرون ممن يعمل في الخفاء للحفاظ على عهد الشهداء.
فحّقا صدق من قال قديما اتبع سهام العدو فإنها ترشدك لأهل الحق,أو بمعنى آخر كما لمّح لذلك الزعيم الراحل الهواري بومدين “إذا رأيت فرنسا راضية عليك فاعلم أنك في الطريق الخاطئ” و هنا أختتم مقالي هذا عن قصد لما أثار اشمئزاز قصر “الإيليزيه” حول استعادة أحد مقاطع نشيد قسّما…و لا يزال للحديث بقية.
elmakal.dz