tahwaspresse.dz
تُعد ولاية الطارف من بين الولايات التي تزخر بمئات المعالم الأثرية التاريخية التي تحكي تعاقب الحضارات عليها، منها البيزنطية والفينيقية والرومانية والإسلامية… وغيرها، ومن أشهر معالمها الأثرية “قصر لالة فاطمة” الكائن ببلدية العيون، الذي يخفي بين آثاره ذات النمط المعماري الروماني قصة امرأة فائقة الجمال تتداولها الأجيال عبر الزمان.
هذا القصر الذي يقع بين أحضان الطبيعة الخلابة، متخفيا بين الأشجار، يتربع على مساحة تزيد عن ثلاثة هكتارات، و يتكون من ثلاث عناصر وهي: الفيلا (القصر)، ومعاصر تحيط بالقصر، إضافة إلى خزانات وحمامات وقنوات مياه تنطلق من المنبع الرئيس (عين سڨومة) إلى أن تصل إلى الحمام.
يشاع بين سكان المنطقة أن مالكة القصر قد عاشت في العهد العثماني وعُرفت بجمالها الفاتن، ومالها الجمّ وفطنتها القويّة، إلا أنها لم تغتر بجمالها، وتطلب قصورا خارج منطقتها، بل تمسكت بقرار البقاء بالمنطقة، وإنقاذها من مشاكل الجفاف التي ضربتها آنذاك، حيث ساعدها جمالها في تحقيق غايتها، وإشترطت الماء مهرا لها، فتنافس الراغبون في الزواج منها على تقديم مقترحات، إلى أن نجح أحدهم في تقديم الأنسب والذي كان قد استوحاه من الهندسة الرومانية، وهو نظام يوصل به الماء للمنطقة، وفاز بذلك بقلب لالة فاطمة، غير أن هناك من يقول إنه توفي قبل الزواج منها.
يتميز هذا القصر ذو الطابقين بسور يصل ارتفاعه إلى حوالي 8 أمتار، وبالعديد من القطع الأثرية، من بينها معصرة الزيتون ومطاحن للحبوب، كما يعد هذا الموقع الأثري الذي لا يزال يخضع للعديد من الحفريات الأثرية مصنفا كتراث وطني لاحتوائه على العديد من قطع الرخام والفسيفساء والحمامات المزودة بنظام الفرن الأرضي، وغيرها من الكنوز الأثرية، التي ساهمت في استقطاب السياح خصوصا وأنه يقع في منطقة غابية ذات مناظر طبيعية خلابة.
2 comments
شكرا جزيلا على هذه الالتفاتة الهامة لولايتي الطارف بطبيعتها الرائعة وتراثها الغني … احترامي لكم
عفوا سيدتي الفاضلة