في الأسابيع الأخيرة، شهدنا حملة تشويه موجهة ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي أثارت تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الاستهداف. بالنظر إلى السياق الحالي، يبدو أن هناك عدة عوامل تجعل من محمد بن سلمان هدفًا لإسرائيل ولعدد من القوى الغربية التي تسعى جاهدةً لعرقلة مسيرته الإصلاحية والسياسية في المملكة. ومع ذلك، يمكن لولي العهد أن يستلهم من تجربة الجزائر مع إسرائيل في التعامل مع هذه التحديات.
أسباب التآمر على محمد بن سلمان
أولاً، محمد بن سلمان، ومنذ توليه منصب ولي العهد، قام بإحداث تغييرات جذرية في المملكة العربية السعودية، حيث تحدى التقاليد القديمة وسعى إلى تحديث البلاد على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. هذه الخطوات الجريئة لم تعجب الكثيرين في الداخل والخارج، وخاصة إسرائيل، التي ترى في بن سلمان شخصيةً قوية قد تعرقل خططها الإقليمية.
إسرائيل تدرك أن بن سلمان ليس قائداً يسهل التحكم به. لقد أظهر استقلالية في قراراته واستعداداً لمواجهة التحديات بجرأة، سواء كان ذلك في مجال الإصلاحات الاجتماعية أو في السياسة الخارجية. هذه الجرأة، التي تُعتبر فضيلة في أعين الكثيرين، تُشكل تهديدًا لمصالح بعض الأطراف التي ترغب في إبقاء المنطقة تحت سيطرتها. بالنسبة لإسرائيل، فإن زعيمًا قويًا ومستقلًا مثل بن سلمان يمكن أن يُعرقل سياساتها التوسعية ويحد من نفوذها في المنطقة.
التطبيع مع إسرائيل: مسألة حساسة
تعتبر قضية التطبيع مع إسرائيل واحدة من القضايا الحساسة التي تحيط بولي العهد السعودي. بينما ضغطت بعض الدول الغربية وإسرائيل من أجل تحقيق تطبيع كامل بين السعودية وإسرائيل، كان بن سلمان حذراً في هذه المسألة، مفضلًا أن يحصل على ضمانات حقيقية تخدم مصلحة المملكة قبل اتخاذ أي خطوة نهائية. وهذا الموقف أزعج إسرائيل، التي تسعى جاهدةً لزيادة عدد الدول العربية المطبعة معها لتعزيز شرعيتها في المنطقة.
إضافةً إلى ذلك، هناك بعد آخر لهذه الحملة، وهو محاولة زعزعة ثقة الشعب السعودي في قيادته. إسرائيل، عبر أدواتها الإعلامية والسياسية، تحاول خلق جو من الشك وعدم الاستقرار داخل المملكة من خلال نشر الإشاعات وترويج الأكاذيب.
الإلهام من الجزائر: نهج قوي ومستقل تجاه إسرائيل
من بين الدروس المهمة التي يمكن أن يستفيد منها محمد بن سلمان في مواجهة هذه التحديات هو النظر إلى التجربة الجزائرية مع إسرائيل. الجزائر، منذ استقلالها، اتبعت سياسة ثابتة ومبدئية في رفض أي نوع من التطبيع أو التعامل مع إسرائيل، ووقفت بصلابة ضد محاولات الضغط أو الإغراءات الدولية. هذه السياسة الحاسمة جعلت الجزائر قوة إقليمية يُحسب لها ألف حساب، وحصنتها ضد محاولات الابتزاز أو التدخل في شؤونها الداخلية.
الجزائر لم تكن فقط صامدة في موقفها تجاه إسرائيل، بل استطاعت أن تجمع بين هذه الصرامة وبين قدرتها على تقديم الدعم والمساعدة للدول الشقيقة دون شروط أو مقابل. على سبيل المثال، مساعدتها الأخيرة للبنان، رغم أنها أثارت حفيظة العديد من القوى الكبرى، إلا أنها أظهرت أن الجزائر تستطيع أن تكون لاعبًا رئيسيًا في المنطقة دون الانصياع لأجندات خارجية.
محمد بن سلمان يمكنه أن يستفيد من هذا النموذج الجزائري، من خلال اتباع سياسة أكثر استقلالية وقوة في تعامله مع إسرائيل. بإمكانه أن يتبنى نهجًا يقوم على حماية المصالح السعودية أولاً، مع التأكيد على أن المملكة ليست مضطرة للخضوع للضغوط الدولية في قضية التطبيع. بل على العكس، يمكنه استخدام هذا الملف كورقة ضغط لتحصيل مكاسب حقيقية للمملكة وللقضية الفلسطينية، تمامًا كما فعلت الجزائر عبر تاريخها.
التحديات والمكاسب
ليس من المستبعد أن تكون هذه الحملة جزءاً من خطة أوسع تهدف إلى إضعاف نفوذ بن سلمان في العائلة المالكة نفسها. في داخل المملكة، هناك بعض العناصر التي قد ترى في هذه الحملة فرصةً للتشكيك في قدرة ولي العهد على قيادة البلاد، وبالتالي تعزيز موقفهم داخل الأسرة المالكة. ومع ذلك، فإن بن سلمان أظهر مرارًا أنه قادر على التصدي لمثل هذه المحاولات، وأنه يتمتع بدعم شعبي واسع بين الشباب السعودي، الذي يرى فيه رمزاً للتحديث والتغيير.
من ناحية أخرى، تظل الولايات المتحدة عاملًا مهمًا في هذا السياق. لقد حاولت الإدارات الأمريكية المتعاقبة استخدام نفوذها للضغط على بن سلمان، خصوصًا بعد مواقفه الحازمة تجاه بعض القضايا الإقليمية والدولية. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تدرك أن محمد بن سلمان هو الوريث الطبيعي للعرش السعودي، وأنه سيكون اللاعب الرئيسي في السياسة السعودية لسنوات قادمة. لذلك، فإن محاولات الضغط هذه قد تأتي بنتائج عكسية، حيث قد تدفع بن سلمان إلى اتخاذ مواقف أكثر استقلالية تتعارض مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
مستقبل السعودية تحت قيادة محمد بن سلمان
في النهاية، يمكن القول إن الحملة التي تستهدف محمد بن سلمان ليست سوى جزء من لعبة كبيرة تدور في الشرق الأوسط، حيث تتداخل المصالح الدولية والإقليمية. إسرائيل، التي لطالما سعت إلى السيطرة على مقدرات المنطقة، ترى في بن سلمان تهديدًا لمخططاتها، ولذلك تسعى جاهدةً لتقويض نفوذه بأي وسيلة ممكنة.
لكن، على غرار الجزائر، بإمكان محمد بن سلمان أن يواجه هذه التحديات بقوة واستقلالية، معتمداً على دعم شعبه وعلى رؤية استراتيجية تضع مصلحة المملكة فوق كل اعتبار. إذا استطاع ولي العهد السعودي الاستفادة من تجربة الجزائر، والتمسك بمبادئه في مواجهة الضغوط الخارجية، فإنه سيكون قادرًا على تجاوز هذه الحملة وتحقيق المزيد من النجاحات على الصعيدين الداخلي والخارجي.
هل يبتعد بن سلمان عن التطبيع؟
ما يتضح بشكل متزايد هو أن محمد بن سلمان لا يبدو متسرعاً في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بل على العكس، يظهر وكأنه يضع هذا الخيار بعيداً عن أولوياته. بالنسبة لإسرائيل، فإن احتمالية التطبيع مع السعودية كانت ستعتبر مخرجاً غير متوقع من عزلتها الإقليمية. ولكن مع تصاعد المؤشرات على أن بن سلمان ليس في عجلة من أمره، تبدو هذه الفرصة وكأنها تتلاشى شيئاً فشيئاً، مما يدفع إسرائيل إلى حالة من الذعر ومحاولة تكثيف حملاتها ضد ولي العهد السعودي.
بهذا النهج، يمكن للسعودية أن تصبح قوة إقليمية لا تُقهر، مستقلة في قراراتها وقادرة على حماية مصالحها دون الخضوع لأي نوع من الابتزاز أو الضغوط الخارجية.
Hope & ChaDia
4 comments
Comment ça? Ben salmane? Celui qui a torpillé le travail de l’Algérie en novembre 2022 à Alger? Où les factions palestiniennes avaient trouvé un accords ? Où la ligue arabe a été réunie comme jamais? Ben salmane qui a invité zelinsky et isolé le président de Syrie qui était revenu grâce à l’Algérie? Ben salmane qui a participé au génocide des palestiniens avec ses voisins pro sioniste? Celui qui fait des aller retour comme le font l’égypte, le Qatar, La Jordanie, le Liban, les émirati et le barhein pour parler à la palce des palestineins? Ceux qui ont fait un pont aérien pour sauver l’entité sionsite de la faim car les bateaux ne passaient plus grâce aux houtis? Vous pensez que ce despote a ralenti la normalisation?
.Il est la cause de ce qui arrive aux palestiniens! Critiquez les juifs dans son pays est puni de prison
.Ce Ben salmane est celui qui, par jalousie de l’Algérie, a séparé les factions palestiniennes. Tout le reste n’est .que littéraure.
on a l’impression que vous aurez a coeur joie de voir benselmane normaliser avec israel juste pour avoir raison que c est un traitre?
Au contraire. Je pense que vous ne me lisez pas.
Je mets en avant tout ce qu’il a fait pour torpiller ce qu’avait réalisé l’Algérie lors de la ligue arabe en novembre 2022 à Alger.
Est-ce que j’ai annoncé, il l’a fait ou pas?
N’a-t-il as fait venir zélinski et isolé bachar al assad? N’a t-il pas fait éclater les factions palestinienne? pas besoin de normaliser. il sabote!
Pour un algérien, vous voyez pas les mêmes choses que moi. Moi je vois depuis la France et cela me suffit pour comprendre.je vous remercie pour laisser écrire ce que je pense.
Je ne vais plus écire ici “juif sioniste”; puisque on ne se comprend pas.
Et oui! il existe des musulmans (par exemple marocain, turcs, islamiste en syrie, Daoud, sysal) et des chrétiens (bush, biden, trump etc.) sioniste.
Je ferme la parenthèse.
je vous lis tres bien. vous parler ce qu il a fait a l’algerie mais vous ne voyez pas ce qu il essaie de faire comme probleme a israel et aux usa, je le defends pas, mais c tres facile pour lui de normaliser, en tant que personne il a tout a gagner.