في حين يدعو الظلاميون المدعومون من قوى الإحباط إلى إفساد صورة الجزائر في أذهان أبنائها تارة بتزوير في تاريخها,و تارة في محاولة تقليص من جغرافيتها و تارات أخرى في التشكيك في اقتصادها ظهرت مؤخرا لدى أحرار العالم نظرية التقوي بإخراج الجزائرية من عالم اللاوعي ليتقوى بها الشخص على مصاعب الحياة.
و يبدو من خلال هذه المقدمة التي سردتها أنني باعتباري كاتبا للمقال قد حدت عن جادة الصواب,لكن مع متابعتي لشريط فيديو قد تلقيته من صديقي البروفيسور “أحمد بن سعادة” عشية اليوم تفاجأت بما يكّنه أحرار العالم لمصطلح الجزائرية,حيث تفاخر شخص تظهر ملامحه أنه من أسيا الصغرى بكيفية إخراج الجزائري الذي بداخله,حيث يوازي ذلك حسبه بعدم الرضى بالذل و الهوان و النهوض بعد السقوط و ترميم الذات بعد الإنكسار.
و لعل المثال الآخر و ليس الأخير هو لشاب فرنسي يتخذ من الجزائري الذي بداخله عنوانا للخروج من الأزمات التي مر بها,أين أصبح مصطلح الجزائرية ماركة مسجلة تعني مساندة أي حركة تحررية عبر العالم و تعني أيضا حب فلسطين و محاربة أي غزاة مستوطنين.
فالتفكير بطريقة جزائرية أضحى كما هو معلوم يغيض القوى الظلامية الإنبريالية التوسعية,أين أضحى يخاف ظلاميوها من أن تنجّر الشعوب وراء هذا الفكر التحّرري غير الرجعي تماما كما حدث في ساحة الكولونيل “فابيان” المحاذية لساحة الجمهورية بباريس,أين حذا أحرار دول إفريقيا و آسيا حذو أحرار الجزائر و نادوا بأن يتم إطفاء قوى الظلام التي ألفت دولا في طريق النمو و لا تريدها أن تخرج من مستنقع التبعية و الخنوع.
نعم يا سادة و يا سيدات فمصطلح الجزائرية معروف منذ عهد الأمير عبد القادر الذي أسس لفكر تنويري كان سيزداد إشعاعا و يرّد جحافل الفرنسيس من الجهة التي جاؤوا منها,لولا مستنقع الخيانة الذي رضع منه أعداء الأمس و لا يزال يرضع منه أحفادهم إلى غاية اليوم.
فالعودة إلى دراسة سيكولوجية مصطلح الجزائرية فهو يعني أننا شعب يسقط و لا ينكسر و يعود ليتّجبر كي يكون دائما يسبح في العوالم الأكبر,فلتحيا الجزائر دوما و أبدا رغم كل خائن عميل أو طاغية متجبر.
elmakal.dz