algeriemaintenant.dz
الجزائرالآن _ لم يعتبر الكثير من المتابعين تصريحات لحسومي مسعودو وزير الخارجية الأسبق في عهد الرئيس النيجيري المعزول محمد بازوم المقيم بالعاصمة الفرنسية باريس بالمفاجئة، وهو الذي رافع للتدخل العسكري الأجنبي ضد بلاده دون أدنى خجل .كما حاول ذات الشخص التهجم على المبادرة التي أطلقتها الجزائر لا لسبب بحسب المتابعين إلا لأنها لا تخدم أجندة الدولة التي يقيم فيها و التي تتكفل به و أمور أخرى يعرفها الصغير قبل الكبير من المراقبين .
الرجل المقيم في باريس، وهو الذي يدير مكتب من هناك ، تحت رعاية وزارة الخارجية الفرنسية بحسب ذات المراقبين ، أعطى من خلال تصريحاته التي هاجم من خلالها المبادرة الجزائرية على أن فرنسا شرعت من عاصمتها باريس في إستهداف المبادرة الجزائرية .
و تعتبر النيجر قبل الانقلاب من أكثر الدول ولاءً وخضوعا لباريس، وهذا ما يبرر “الهيجان” الذي أصاب قصر الإليزي منذ إعلان عسكريين في نيامي استيلاءهم على السلطة، ووضع الرئيس السابق تحت الإقامة الجبرية وليس لأن
الإنقلابيين من المجلس العسكري إنقلبوا على الشرعية وخير دليل على ذلك صمت بل وتواطئ باريس مع إنقلابي التشاد و حتى الطوغو .
حسومي مسعودو، خرج بتصريحات لا يمكن أن تصدر عن شخص يحب الخير لبلاده، ويبحث لها عن الأمن والسلام في ظل عالم يقتات من الحروب، ويأكل فيه القوي الضعيف، ففي حديث لـ”إذاعة فرنسا الدولية“، تهجّم على “المبادرة الجزائرية”، التي أطلقها الرئيس عبد المجيد تبون لحل الأزمة في النيجر، قائلا أنّ المبادرة “لاتهمنا”، والغريب أنّ عذره في ذلك، أنّ الجزائر لم تتدخل في شؤون النيجر الداخلية من قبل، فهي “لم تشارك سابقا في شؤوننا”، وأضاف بنوع من العنصرية، أنّ الجزائر “تنتمي لشمال إفريقيا” ولا تنتمي لمجموعة “إيكواس” التي تنتمي إليها النيجر.
ورغم أنّ مجموعة “إيكواس” رحبت بالمبادرة الجزائرية، واعتبرتها خطوة مهمة في التوصل إلى حل سلمي للأزمة، إلا أنّ وزير خارجية الرئيس المخلوع، أخذا منحى آخر، وهو يتقمص دور الناطق الرسمي باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، قائلا أنّ المجموعة “لن ترد على المبادرة الجزائرية” وهو ما لم يقله رئيسها، وهو رئيس نيجيريا بولا تينوبو، الذي أرسل مبعوثا خاصا إلى الجزائر مع بداية الأزمة واستقبله وزير الخارجية أحمد عطاف، قبل أن يلتقي هذا الأخير نظيره النيجيري في العاصمة أبوجا، خلال جولته في المنطقة، والتي شملت غانا وبنين، حيث التقى رئيسي البلدين، اللذين رحبا بمبادرة الجزائر، ولا ندري إن كان وزير خارجية حكومة بازوم، اطلع على تصريحات المسؤولين في دول تعتبر مركز القرار في مجموعة “إيكواس”؟ أم أنّ الأوامر التي يتلقاها من حكومة باريس وضعته في وضع تسلسل من الأزمة التي تعيشها بلاده.
المثير في تصريحات السيد حسومي مسعودو، والتي تؤكد ولاءه لباريس هو تبنيه لموقف الإدارة الفرنسية، عندما حاول تبرير التدخل العسكري، بأنّه سيكون على العاصمة نيامي فقط، وكأنّه يملك “زرا” يمكنّه من إعلان الحرب وإنهائها متى شاء .والمؤكد من تصريحات الوزير السابق حاسومي بأنه لا يهمه ولا يهم باريس مخلفات هذه الحرب على الشعب النيجيري بقدر ما يهمه عودته لمنصبه وزيرا للخارجية أو ترقيته رئيسا للوزراء و كذا مواصلة باريس حصولها على اليورانيوم النيجيري بأرخس الأثمان .
وزير خارجية بازوم يقول أنّه تمكن من تبديد مخاوف إيطاليا والدول الأوروبية، “لأنّهم يفكرون أنّ الأمور قد تخرج عن السيطرة، في سيناريو مشابه للأزمة الليبية، لكنّي قمت بإقناعهم بأنّ التدخل سيكون فقط مقتصر على نيامي، كما أنّ الوضع في النيجر مختلف عمّا كان في ليبيا، النيجر ليست كليبيا، وبازوم ليس كالقذافي.”
تصريحات وزير خارجية الرئيس المعزول في النيجر ومن قلب باريس، والذي يؤكد فيها أنّه لا يهمه إلّا العودة إلى السلطة ولو على ظهر الدبابات، لا يمكن وضعها إلا في خانة “الخيانة“، فأي عاقل كان من المفروض أن يرّحب بأي مبادرة هدفها حقن دماء شعبه مهما كان مصدرها، بل أنّ كثير من المسؤولين قرروا التنازل عن السلطة حفظا لأرواح المواطنين العزل، وهذه الشهامة لا تتوفر في مسؤول، يسعى للحفاظ على الامتيازات التي تقدّمها له باريس المستفيدة الأولى من بقاء بازوم في السلطة، ولو يذهب شعب النيجر إلى الجحيم.
في الأخير، نتمنى أن نسمع صوت حسومي مسعودو، وهو يبدي موقفه من الوساطة الصينية التي أعلنها سفير بكين في نيامي، مع العلم أنّ الصين ليست من مجموعة “إيكواس” وأكثر من ذلك أنّها لا تنتمي إلى إفريقيا، ولم يسبق أن تدخلت في شؤون هذا البلد الذي جعلته فرنسا من أفقر دول العالم، رغم ثرائها بالذهب واليورانيوم.
ديبلوماسي متقاعد مخضرم عمل بعدد من دول القارة الإفريقية يقول في هذا الشأن للجزائر الآن:”وزير الخارجية السابق للنيجر حسومي مسعودو لا يتكلم ولا يدلي بهذه التصريحات لولا أنه أخذ الإذن من باريس بل الأكثر من ذلك هذا هو موقف باريس بحد ذاته والذي لم تعلن عنه من المبادرة الجزائرية، فهي لا تبحث عن الحل السلمي و السياسي بالنيجر بقدر بحثها على المحافظة على مصالحها التي كانت مع النظام السابق النيجيري ،لذلك باريس تعمل في العلن و بصوت مرتفع من أجل التدخل العسكري ولكنها يضيف ذات الديبلوماسي لا تريد أن تتدخل مباشرة بل عن طريق مجموعة دول غرب إفريقيا “الإكواس “والتي بحسب ذات المسؤول هي الآن تقاوم في ضغوطات باريس لكن إلى أي مدى تستطيع المقاومة ؟هذا هو السؤال الذي ستجيبنا عنه الأيام القادمة ،خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تؤيد الطرح الفرنسي و باريس تعلم هذا، لذلك هي تبحث عن الحل داخل عباءة الإتحاد الأوروبي ولكن بذراع الإكواس .