مارين لوبان: المنافقة الفاسدة التي أرادت فرض عقوبات على الجزائر
على مدى سنوات، بنت مارين لوبان مسيرتها السياسية على خطاب قومي، وشعارات معادية للمهاجرين، وادعاء التفوق الأخلاقي. كانت تقدم نفسها على أنها المنقذة لفرنسا، بينما كانت في الواقع تمارس نفس الفساد الذي تتهم الآخرين به. واليوم، سقط القناع.
تمت إدانة لوبان باختلاس ملايين اليوروهات من أموال الاتحاد الأوروبي، وهو فعل مخزٍ يكشف حقيقتها كمحتالة لا أكثر. فقد وجدت محكمة في باريس أنها وحزبها اليميني المتطرف، التجمع الوطني، قد استولوا بشكل غير قانوني على حوالي 4.4 مليون يورو من أموال الاتحاد الأوروبي، والتي كان من المفترض أن تُستخدم لدفع رواتب المساعدين البرلمانيين، لكنها بدلاً من ذلك تم تحويلها لتمويل أنشطة الحزب. ونتيجة لذلك، حُكم عليها بالسجن لأربع سنوات، منها سنتان قيد الإقامة الجبرية، كما مُنعت من الترشح لأي منصب سياسي لمدة خمس سنوات. مصير مستحق لشخصية طالما ادعت الدفاع عن “القانون والنظام”.
.
قمة النفاق
توقيت هذه الإدانة لا يخلو من عدالة شعرية. قبل أسبوع أو أسبوعين فقط، كانت مارين لوبان تصرخ مطالبةً بأن تفرض فرنسا والاتحاد الأوروبي عقوبات على الجزائر، على غرار ما فعله ترامب مع كولومبيا. وبدلاً من الاعتراف بسيادة الجزائر، استخدمت خطابًا استعماريًا مغلفًا بادعاءات زائفة حول الأمن والهجرة. كانت تريد معاقبة دولة مستقلة، بينما هي نفسها كانت تسرق أموال دافعي الضرائب الأوروبيين دون خجل.
لطالما وضعت لوبان الجزائر في مرمى نيرانها، مستخدمةً خطابًا تحريضيًا للمطالبة بإجراءات أكثر صرامة تجاهها. لقد دعت إلى تشديد سياسات الهجرة التي تستهدف الجزائريين، وشيطنتهم كسبب لمشاكل فرنسا، في حين أن الحقيقة هي أن هي وحلفاءها الفاسدين كانوا يسرقون المال العام في وضح النهار.
.
نهاية حياتها السياسية؟
قد تكون هذه الإدانة بمثابة المسمار الأخير في نعش طموحات لوبان الرئاسية، حيث ستمنعها من الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2027. ورغم إعلانها نيتها الطعن في الحكم، إلا أن الضرر قد وقع بالفعل. لقد دُمرت مصداقيتها، وحزبها في حالة فوضى. فقدت رمز اليمين المتطرف بريقها، بعد أن انكشفت كسياسية فاسدة خانت الناخبين الذين ادعت تمثيلهم.
في المقابل، تظل الجزائر صامدة. فرغم التحديات السياسية والاقتصادية، لا تحتاج الجزائر إلى تلقي دروس من مجرمة مدانة بسرقة أموال بلادها.
العبرة هنا واضحة: أولئك الذين يرفعون شعار “القانون والنظام” بأعلى صوت هم غالبًا الأكثر فسادًا. سقوط مارين لوبان ليس مجرد انتصار للعدالة، بل انتصار لكل دولة كانت هدفًا لأجندتها العنصرية والاستعمارية.
فرنسا تستحق أفضل من ذلك. الجزائر تستحق أفضل من ذلك. العالم بأسره يستحق ما هو أفضل من سياسيين مثل مارين لوبان.