Home الجزائر الجزائرية مدينة بوسعادة مدينة “السعادة” في الجزائر.. رحلة لتذوّق الحياة في الواحة

مدينة بوسعادة مدينة “السعادة” في الجزائر.. رحلة لتذوّق الحياة في الواحة

by Hope Jzr
1 comment
A+A-
Reset

 

سكان بوسعادة “بدويون متحضرون”.. وقد قلبت هذه المدينة حياة المستشرق الفرنسي إتيان دينيه

يَجدُ عشاق السفر بالجزائر في فصلي الخريف والشتاء الفرصة لشد الرحال نحو مدينة بوسعادة أو مكان “السعادة” كما تُلقب، بحثاً عن لحظات من الراحة والاسترخاء وتَذوّق الحياة في أقرب واحة صحراوية إلى الساحل الجزائري.

مزيج مُؤنس

بوسعادة التي تبعد 242 كلم عن العاصمة الجزائرية، والتي تتميز بجو حار صيفاً ومعتدل ودافئ شتاءً، هي مدينة ضوئية مؤنسة، تحضُنك سريعاً. سكانها “بدويون متحضرون”، فقد “أخذوا أجمل ما في البدوي من كرم وشهامة، وأجمل ما في أهل المدن من ليونة ورقي وتفتح على الآخر”، كما يقول الصحافي الجزائري نجم الدين سيدي عثمان في إحدى كتاباته.

تتميز بوسعادة بجو حار صيفاً ومعتدل ودافئ شتاءً وترتبط بين عدة مدن
تتميز بوسعادة بجو حار صيفاً ومعتدل ودافئ شتاءً وترتبط بين عدة مدن

ليضيف: “مع تاريخ زاخر يمتد إلى 7 قرون، وهو تاريخ وضع أول نواة في المدينة (مسجد النخلة)، فإن النتيجة مدينة فريدة من نوعها في الجزائر لا تشبه إلا نفسها، تقاوم لتحافظ على روح متفردة رغم وحشية “البيطون” (الإسمنت) الذي يتمدد وبدأ بخنق المدينة وبتضييق مساحة متحفها المفتوح على الهواء الطلق”.

واشتهرت بوسعادة منذ القدم بفنون العمارة الإسلامية والطراز الهندسي الفاخر الذي تميزت به كما هو حال مسجد النخلة أو المسجد العتيق الذي بناه الشيخ سيدي ثامر. وقد استعمل البناؤون في عمارتهم مواد طبيعية كالنخيل والعرعار حتى يصمد أمام مختلف أخطار وعوامل الزمن والطبيعة.

وكان لجامع “النخلة” دور كبير في نشر القرآن الكريم وعلومه بين سكان بوسعادة والمناطق المجاورة لها. كما كان له دور تاريخي أيضاً خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر (1830 – 1962)، وصُنف “مسجداً وطنياً وتاريخياً” عام 1993، وفي العام ذاته صُنف “معلماً أثرياً من الآثار العربية والإسلامية” من قبل منظمة اليونسكو.

جامع النخلة وهو أعتق جامع على مدينة بوسعادة
جامع النخلة وهو أعتق جامع على مدينة بوسعادة

قبلة التجار

لا تزال مدينة بوسعادة تحافظ على خصوصيتها كقبلة للتجار فشكلت مركزاً لمختلف المنتجات وتسويقها مثل الحلي والمجوهرات الفضية والسجاد والصناعات التقليدية كالخناجر التي حملت اسم المدينة ، أو ما يُعرف بـ”الموس البوسعادي”، وكلها صناعات تتوارث أباً عن جد وساعدت سكان الواحة على العيش والتأقلم مع ظروف البيئة.

كما أن المتأملين في الطبيعة لا يفوتون لحظاتهم للتمتع بجمال منظر الواد المسمى واد بوسعادة، خصوصاً أن هذه المدينة تربط مع مدن أخرى، فهي على بعد 70 كلم من المسيلة عاصمة الولاية جنوباً إذ تتبع بوسعادة من الناحية الإدارية لولاية المسيلة منذ عام 1974 وهي أكبر دوائرها، كما أنها قريبة على بعد 175 كلم عن محافظة بسكرة و130 كلم عن برج بوعريرج، و120 كلم على ولاية الجلفة.

مدخل جامع النخلة وهو أعتق جامع على مدينة بوسعادة
مدخل جامع النخلة وهو أعتق جامع على مدينة بوسعادة

كما تحاكي مدينة بوسعادة سنوات من نضال وكفاح سكانها ضد الاستعمار، فبعد استقلال الجزائر عام 1962، كانت ولمدة شهرين ونصف عاصمة الدولة الجزائرية بحكومتها وقيادة، وهي التي ساهمت في ثورة التحرير ضد المستعمر الفرنسي (1830-1962)، بمعارك أهمها معركة جبل بوكحيل ومعركة جبل ثامر، وقتل على أرضها قائدان بارزان هما العقيد عميروش وسي الحواس الملقب بـ”حامي الصحراء”.

ملهمة المستشرقين

لقد استطاعت مدينة بوسعادة تغيير حياة كثير ممن نزلوا بها، ومنهم حياة المستشرق الفرنسي إيتان دينيه، الذي خالف مسار عائلته واختار الرسم بدل الاختصاص في مجال القانون، فكان لمدينة بوسعادة نصيب من فنه بـ139 لوحة صوّر فيها طبيعة المدينة ومنازلها وأزقة أحيائها وحياة سكانها، وقد نال جوائز عن بعض منها.. بل أصبح واحدا من “البوسعاديين” يأكل طعامهم ويلبس لباسهم، كما تشير إليه المراجع التاريخية.

ألهمت بوسعادة العديد من الرسامين المستشرقين الذين قرروا الاستقرار فيها

دينيه ولد في باريس سنة 1861 وهو من عائلة أرستقراطية درست القانون، والده كان قاضياً ووالدته ابنة محام، وأرادا له أن يسلك نفس المسار لكن حياته تغيرت تماماً بعد زيارته الجزائر سنة 1884، حيث زار مدنا بالصحراء الجزائرية منها الأغواط وبسكرة وبوسعادة التي وجد نفسه عاشقاً لها ومشتاقاً لها فعاد إليها بعد أقل من سنة، أي سنة 1885 ليقرر فيما بعد الاستقرار فيها واشترى منزلاً في الحي العربي.

لبوسعادة الملقبة بمدينة السعادة تاريخ زاخر يمتد إلى 7 قرون

source : https://www.alarabiya.net/

 

You may also like

1 comment

Mohamed Redha Chettibi December 14, 2022 - 15:34

شكراااااااااااااااا

Reply

Leave a Comment

روابط سريعة

من نحن

فريق من المتطوعين تحت إشراف HOPE JZR مؤسس الموقع ، مدفوعا بالرغبة في زرع الأمل من خلال اقتراح حلول فعالة للمشاكل القائمة من خلال مساهماتكم في مختلف القطاعات من أجل التقارب جميعا نحو جزائر جديدة ، جزائرية جزائرية ، تعددية وفخورة بتنوعها الثقافي. لمزيد من المعلومات يرجى زيارة القائمة «الجزائر الجزائرية»

من نحن

جمع Hope JZR ، مؤسس الموقع ومالك قناة YouTube التي تحمل نفس الاسم ، حول مشروعه فريقا من المتطوعين من الأراضي الوطنية والشتات مع ملفات تعريف متنوعة بقدر ما هي متنوعة ، دائرة من الوطنيين التي تحمل فقط ، لك وحماسك للتوسع. في الواقع، ندعوكم، أيها المواطنون ذوو العقلية الإيجابية والبناءة، للانضمام إلينا، من خلال مساهماتكم، في مغامرة الدفاع عن الجزائر الجديدة هذه وبنائها.

ما الذي نفعله

نحن نعمل بشكل مستمر ودقيق لتزويد الجمهور بمعلومات موثوقة وموضوعية وإيجابية بشكل بارز.

مخلصين لعقيدة المؤسس المتمثلة في “زرع الأمل” ، فإن طموحنا هو خلق ديناميكية متحمسة (دون صب في النشوة) ، وتوحيد الكفاءات في خدمة وطنهم. إن إصداراتنا كما ستلاحظون ستسلط الضوء دائما على الأداء الإيجابي والإنجازات في مختلف المجالات، كما تعكس منتقدينا كلما رأينا مشاكل تؤثر على حياة مواطنينا، أو تقدم حلولا مناسبة أو تدعو نخبنا للمساعدة في حلها. 

مهمتنا

هدفنا الفريد هو جعل هذه المنصة الأولى في الجزائر التي تكرس حصريا للمعلومات الإيجابية التي تزرع الأمل بين شبابنا وتغريهم بالمشاركة في تنمية بلدنا.

إن بناء هذه الجزائر الجديدة التي نحلم بها والتي نطمح إليها سيكون عملا جماعيا لكل المواطنين الغيورين من عظمة أمتهم وتأثيرها.

ستكون الضامن للحفاظ على استقلالها وسيادتها وستحترم إرث وتضحيات شهدائنا الباسلة.

© 2023 – Jazair Hope. All Rights Reserved. 

Contact Us At : info@jazairhope.org

Letest Articles