عام 2024 كان عامًا محوريًا في تحقيق مكتسبات اجتماعية هامة في الجزائر. فقد شهد هذا العام سلسلة من القرارات الاستراتيجية التي أصدرها رئيس الجمهورية بهدف صون كرامة المواطن وتعزيز العدالة الاجتماعية.
زيادات في الأجور والمعاشات
تجسيدًا للالتزام بتحسين القدرة الشرائية، شملت القرارات زيادات معتبرة في أجور موظفي الوظيفة العمومية بنسبة بلغت 7 نقاط استدلالية، وهو ما أثار ارتياحًا واسعًا بين العاملين في هذا القطاع. كما تضمن هذا العام زيادة ملموسة في معاشات المتقاعدين تراوحت بين 10% و15%، ما يعكس اهتمامًا خاصًا بهذه الفئة التي قدمت سنوات طويلة من العطاء. هذه الخطوات أعادت شيئًا من التوازن والاستقرار المالي للعديد من الأسر الجزائرية.
تحسينات في مجال الضمان الاجتماعي
شهد هذا العام إطلاق الجيل الثاني من بطاقات الشفاء، والتي تعتمد على الرقمنة وتتيح تسجيل ما يصل إلى 40 وصفة طبية. هذه الخطوة تسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية وتوسيع نطاق التغطية الاجتماعية، حيث تم تمكين مرضى السرطان غير المؤمن لهم اجتماعيًا من الحصول على العلاج مجانًا. مثل هذه المبادرات تضيف بعدًا إنسانيًا يعكس التزام الدولة بحماية الفئات الأكثر هشاشة.
بطاقة الشفاء: الجيل الثاني من الرقمنة الصحية
- مزايا الجيل الجديد: تتميز بطاقة الشفاء المحدثة بذاكرة قادرة على تخزين 40 وصفة طبية، ما يسهل على المرضى الوصول إلى أدويتهم بشكل سريع ودقيق.
- تغطية أوسع: تشمل البطاقة الجديدة جميع الفئات، بما في ذلك غير المؤمن لهم اجتماعيًا، خصوصًا مرضى السرطان، مما يضمن حقهم في العلاج المجاني.
- نحو مستقبل رقمي: يعتمد هذا الإصدار على تقنيات حديثة تُعزز من الكفاءة والشفافية في تقديم الخدمات الصحية.
هذه البطاقة ليست مجرد أداة إدارية، بل خطوة استراتيجية نحو تعزيز العدالة الصحية وتحقيق التكافؤ الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية.
دعم الشباب ومواجهة البطالة
كانت للشباب الجزائري، عماد المستقبل، حصة كبيرة من هذه الإصلاحات. فقد تم رفع قيمة منحة البطالة إلى 15 ألف دينار شهريًا، مع توفير تغطية صحية وشبكة دعم لتسهيل اندماجهم في سوق العمل. بفضل هذه الجهود، تمكن الآلاف من الشباب من الحصول على فرص عمل جديدة والاستفادة من برامج التكوين المهني، مما يبرز اهتمام الحكومة ببناء مستقبل واعد.
إعانات خاصة للسكن والسفر
في إطار تعزيز العدالة الاجتماعية، أعيد إطلاق برنامج الصندوق الوطني لمعادلة الخدمات الاجتماعية، مع تخصيص إعانات مالية تقدر بـ30 مليار دينار لدعم بناء السكن الريفي. كما تم رفع قيمة الإعانات الخاصة بالسياحة والحج، وهو قرار لقي ترحيبًا كبيرًا من المواطنين، حيث يخفف من أعباء السفر على الحجاج وييسر عليهم أداء مناسكهم في راحة وطمأنينة.
عام الإصلاح والنجاح
هذه الإنجازات لم تكن مجرد قرارات عابرة، بل تعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تحسين جودة حياة المواطنين وصون كرامتهم. عام 2024 كان شاهدًا على التزام الدولة بوضع المواطن في صلب أولوياتها، مما يجعل منه عامًا يستحق أن يُذكر بوصفه عام النجاح والإصلاح الاجتماعي.
هذه الخطوات لا تمثل فقط تحسينات مادية، بل هي تأكيد على أن العدالة الاجتماعية ليست مجرد شعار، بل نهج عملي يُترجم إلى قرارات ملموسة تسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا ورفاهية.