أكد المشاركون في الطبعة الأولى من الملتقى الوطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية التي اختتمت يوم الخميس بدار الثقافة “عبد المجيد الشافعي” بقالمة على دور الأغنية البدوية في الحفاظ على الذاكرة الوطنية.
و أشار في هذا الصدد الشاعر إبراهيم عفيفي, رئيس جمعية “رواسي الثقافة وأوتاد الفنون”, التي بادرت إلى تنظيم هذه التظاهرة بالتنسيق مع مديرية الثقافة والفنون بأن الملتقى ركز, على مدار 3 أيام, على توصيل رسالة مفادها ضرورة المحافظة على الذاكرة الوطنية والموروث الشعبي الجزائري.
و ذكر السيد عفيفي بأن الطبعة الأولى التي عرفت مشاركة 30 شاعرا من 14 ولاية من القطر الوطني, إضافة إلى فرق فنية في الأغنية البدوية من ولايات المسيلة وسوق أهراس وقالمة, “شكلت فرصة حقيقية للاحتكاك بين الشعراء ومحبي الأغنية البدوية والذين غنوا لأمجاد وبطولات الوطن وتضحيات شعبه من أجل الاستقلال والعيش الكريم”.
من جهته, ذكر مطرب الأغنية البدوية, عبد الرشيد مرنيز من ولاية المسيلة, عقب تنشيطه للحفل الختامي للملتقى الذي حمل شعار “الشعر الشعبي والأغنية البدوية منحوتات تكرس الهوية والتاريخ والذاكرة “, بأن هذا النوع من التراث الشعبي الجزائري “يكتسي أهمية كبيرة في ترسيخ قيم المواطنة وحب الوطن والتغني بأمجاده”.
و قدم المطرب بالمناسبة باقة فنية ولوحات فلكلورية متنوعة, من بينها أغنية خاصة بالمجازر الوحشية التي ذهب ضحيتها آلاف الشهداء يوم 8 مايو 1945 بكل من قالمة وسطيف وخراطة, وهو العمل الذي وصفه المطرب نفسه بأنه “ثمرة توأمة” بين النغمة
لمسيلية و الكلمة والشعر الشعبي من ولاية قالمة بتأليف الشاعر إبراهيم عفيفي.
في نفس السياق, اعتبر الشاعر ميلود علي عريوة, ممثل الجمعية الثقافية لإحياء التراث الشعبي وفرقة النغم الأصيل لولاية المسيلة, بأن موضوع الملتقى يتيح لمحبي هذا النوع من الفن الأصيل فرصة البوح والإبداع, كاشفا بالمناسبة عن التحضير لإصدار ديوانه الشعري الجديد قريبا تحت عنوان “من وحي الثورة” يجمع فيه بلغة شعرية جميلة أهم الأحداث والمحطات التي طبعت مسار الشعب الجزائري من أجل التحرر ومقاومة الاستعمار الفرنسي الغاشم.
و عرفت الطبعة الأولى من المهرجان, منذ افتتاحها أول أمس الثلاثاء, تقديم عدة قصائد شعرية في الشعر الشعبي الملحون وحفلات فنية تحت أنغام القصبة والبندير, إضافة إلى محاضرات في موضوع الطبعة وكذا تنظيم جناح للألبسة التقليدية ببهو دار الثقافة “عبد المجيد الشافعي”, قبل أن تختتم التظاهرة بتنظيم جولات سياحية على شرف المشاركين للمحطات الحموية التي تشتهر بها منطقة قالمة.
APS