في حلقة حديثة ومثيرة من البودكاست SportCAST_ALG، قدم المذيع تعليقًا حادًا على تصرفات المعلق الرياضي حفيظ دراجي التي أثارت جدلاً كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي. تمحور النقاش حول صورة معدلة قام دراجي بنشرها للاعبة جمباز جزائرية على حساباته الرسمية، حيث قام بتغطية جزء من زي الرياضية الذي يُعتبر “غير لائق” في نظر البعض. هذا التصرف أثار استياء واسع النطاق، حيث اعتبر الكثيرون أن دراجي يحاول فرض نوع من الرقابة على حرية اللباس، وهو ما يتجاوز دوره كمعلق رياضي.
المذيع تساءل عن سبب اختيار دراجي تحديدًا لصورة كياليا وهي ترتدي زي الجمباز، في حين أنها تملك الآلاف من الصور وهي ترتدي ملابس رياضية عادية مثل السروال الرياضي (survêtement)، والتي كانت ستكون مناسبة تمامًا لو كان الهدف ببساطة هو تجنب عرض صورة مكشوفة. هذا الاختيار المتعمد لصورة كياليا في زي الجمباز، ثم تعديلها باضافة تنورة، أظهر بالنسبة للمذيع نية واضحة من دراجي لفرض رؤيته المتشددة على الآخرين.
في سياق الحلقة، أشار المذيع إلى أن حفيظ دراجي، من خلال هذه الخطوة، يسعى لفرض رؤية متشددة على المجتمع، مما أثار الاتهامات بأنه يحاول تأسيس مذهب ديني جديد، سُمي ساخرًا بـ”الدراجية”. هذا المذهب، بحسب المذيع، يتجاوز المذاهب الإسلامية الأربعة المعروفة، محاولاً فرض معايير جديدة تتعلق بالأخلاق واللباس.
المذيع لم يتوقف عند هذا الحد، بل قارن تصرفات دراجي بسلوكيات بعض المتشددين الذين يفضلون في البداية النساء ”السافرات”، ليقوموا لاحقًا بفرض الحجاب عليهن بعد الزواج، مما يعكس تناقضًا صارخًا في سلوكياتهم. وأوضح المذيع أن دراجي يعكس هذا التناقض نفسه، مشيرًا إلى واقعة شهدها في مطار الجزائر، حيث أكد المذيع أنه شاهد بعينيه دراجي وهو يُقبّل أيدي الموظفات في المطار، وقسم بالله أنه رأى ذلك بنفسه. هذا التصرف، بحسب المذيع، يتناقض بشكل واضح مع صورة المتحفظ أو المتدين التي يحاول دراجي إظهارها في العلن.
في سياق الحلقة، استشهد مقدم البودكاست بشهادة سابقة للصحفي معزوزي، تم تداولها في إحدى البرامج الأخرى، حول هذه القضية. في شهادته، أجرى معزوزي مقارنة بين ما يحدث الآن وما حدث خلال التسعينيات مع العداءة حسيبة بولمرقة والعداء نور الدين مرسلي. أشار معزوزي إلى الهجمات الإعلامية التي تعرضت لها بولمرقة آنذاك بسبب لباسها الرياضي “غير المحتشم” وفقًا لبعض المعايير الاجتماعية المتشددة، وكيف تم استهدافها من قبل المتشددين الذين حاولوا فرض رؤيتهم الخاصة على الرياضة الجزائرية. من ناحية أخرى، أشار معزوزي إلى أن نور الدين مرسلي، رغم كونه رمزًا رياضيًا مثل بولمرقة، لم يواجه نفس الانتقادات، مما يعكس الكيل بمكيالين الذي كان سائداً في تلك الفترة. معزوزي أكد أن ما يحدث اليوم مع حفيظ دراجي ليس جديدًا، بل هو استمرار لنفس الممارسات التي شهدتها الجزائر في التسعينيات، حيث يحاول بعض الشخصيات العامة استخدام الدين والأخلاق كوسيلة للسيطرة على الفضاء العام والتحكم في سلوكيات الأفراد. ويرى معزوزي أن هذا النمط من التفكير يشكل خطراً على المجتمع الجزائري، حيث يسعى إلى فرض رؤية أحادية الجانب تحرم الناس من حقوقهم وحرياتهم الفردية.
في الختام، تساءل المذيع عما إذا كان دراجي سيستمر في إثارة الجدل بتصرفاته، أم أنه سيعيد النظر في نهجه بعد هذه الانتقادات اللاذعة. وأشار إلى أن هذا النقاش قد يفتح الباب أمام حوار أوسع حول حرية التعبير واللباس في الجزائر، ودور الشخصيات العامة في التأثير على المعايير الاجتماعية والدينية.
Par Hope Jzr et Son Assistante ChaDia