تتسابق وكالات السياحة والمطاعم والمركبات السياحية والفنادق، باقتراب حلول العام الجديد في عروض احتفال تصفها بـ “المغرية”، تتضمن رحلات للكبار وبرنامج ترفيه للصغار، إضافة لحضور حفل نهاية السّنة، تحييه أسماء فنية مختلفة. واللاّفت في هذا الموضوع، أنّ الأسعار المعروضة للرّحلات الداخلية مرتفعة مقارنة بالأسعار نحو تونس مثلا.
اختلفت عروض نهاية السنة، فالمُتصفح مثلا لـموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” يتفاجأ بكمّ العروض المطروحة، سواء من قبل وكالات سياحية أو مطاعم أو فنادق، وحتى من قبل بعض الأفراد، فالكل يتسابق للظفر بأكبر قدر من الزبائن، خاصة وأن احتفالات نهاية السنة تزامنت مع العطلة الشتوية للمدارس، وهو ما سيتيح زبائن كُثر، إضافة إلى أجواء الصفاء السائدة التي نعيشها هذه الأيام، والمتوقع استمرارها إلى غاية الأسبوع الأول من شهر جانفي 2023، حسب توقعات مصالح الأحوال الجوية.
وغالبية العروض الترفيهية المحلية لنهاية السنة، عبارة عن رحلات نحو ولايات جنوبية، خاصة ولاية بشار المعروفة باحتفالات تاغيت، والطاسيلي والأهقار.
أسعار بين 40 إلى 80 ألف دج للرحلات الصحراوية
بحسب العروض التي اطلعت عليها “الشروق”، تكلّف رحلة نهاية السنة نحو مناطق “تاغيت وبني عباس” بولاية بشار مبلغ 14900دج، ويشمل البرنامج جلسات شاي، تناول أكل تقليدي، إضافة إلى تنظيم رحلات وجولات بسيارات رباعية الدفع و”الكواد” وركوب الجمال.
رحلة إلى وجهة أخرى، وهي غرداية، روّج منظّموها لتخفيضات بنسبة 50 بالمائة للأطفال البالغين بين 4 إلى 10 سنوات.
واللافت للانتباه أن الأسعار التي تحددها، الوكالات السياحية تبدو مرتفعة، فمثلا رحلة نهاية السنة إلى منطقة الأهقار والطاسيلي، وصلت إلى 74000 دج، بينما وصل السعر في رحلة إلى غرداية 42000 دج.
وبعيدا عن ولايات الجنوب، التي يفضلها الجزائريون لقضاء ليلة رأس السنة عرضت وكالات سياحية أخرى، رحلات نهاية السنة نحو ولايات داخلية وساحلية، فرحلة إلى ولايتي سطيف وبجاية لمدة يومين، تكلف 11500 دج للشخص الذي يختار غرفا ثنائية، ويرتفع السعر إلى 55000دج عند وجود أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 10 سنوات، فيما تكلّف رحلة سياحية إلى الغرب الجزائري “وهران مستغانم وتلمسان ” ما يقارب 18900دج لمدة يومين.
عروض مغرية لحفلات نهاية السنة بتونس
بينما نلاحظ، أن أسعار رحلات نهاية السنة منخفضة نوعا ما، بالنسبة للرحلات الخارجية، وبالخصوص إلى دولة تونس، ومن الإعلانات المنشورة عرض إلى تونس الحمّامات بمناسبة احتفال رأس السنة لمدة 4 ليالي و5 أيّام بمبلغ 28900 دج، ويتضمن البرنامج حضور 3 حفلات موسيقية وبرنامجا ترفيهيا للأطفال.
وتعرض وكالة سياحية أخرى، رحلات إلى تونس، بمبلغ يتراوح بين 29900 دج إلى 41000 دج، أمّا الأطفال في سن 6 سنوات فبالمجان. وتشمل الرحلة جولات بحرية وجبلية، يتخللها حفل موسيقي لنهاية السنة.
إقبال كبير على ولايات الجنوب للاحتفال برأس السنة
وفي الموضوع، فسّر الخبير في السياحة، علي مناصر في اتصال مع “الشروق”، تفاوت الأسعار بين السّياحة المحلية ونظيرتها بتونس، بقانون العرض والطلب.
وحسبه، فإنّ دولة تونس تعاني من شبه عزوف من قبل الجزائريين، الذين كانوا يعتبرون الرقم واحد لإنعاش السياحة في هذا البلد، لكن مع قلّة السياح الجزائريين، أقدمت الفنادق التونسية ومثلها الوكالات التونسية، على طرح عروض مغرية من حيث الأسعار التنافسية، جلبا للسياح.
وأضاف المتحدث “بينما السياحة الصحراوية بالجزائر، وبالخصوص التي تتزامن مع نهاية السنة، فتعرف إقبالا كبيرا من السياح، سواء الجزائريون أو الأجانب، وهو ما يجعل الأسعار مرتفعة نوعا ما”.
وبخصوص توفّر الهياكل السياحية في ولايات الجنوب، لاستقبال السياح المتوافدين نهاية السنة، قال “السياحة الصحراوية لا تحتاج فنادق فخمة، بل لها خصوصيتها، وهي مثلا المبيت في الخيمات والتجول عبر سيارات رباعية الدفع، ومع ذلك تتوفر فنادق ومركبات مناسبة بولايات الجنوب، ولو على قلّتها”.